مركز بحثي يدعو أوروبا لمراجعة علاقتها بالمقاومة الفلسطينية

دعا "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات"، الدول الأوروبية إلى مراجعة سياستها في التعامل مع قوى المقاومة الفلسطينية وإعادة النظر في شروط الرباعية، التي قال بأنها "شكلت عائقاً حقيقياً أمام القوى الدولية في التعامل مع قوى حقيقية وفاعلة لا يمكن تجاوزها على الصعيد الفلسطيني".

ورأى "مركز الزيتونة"، الذي يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا له، في دراسة له اليوم الخميس، أعدها حول مستقبل العلاقة بين حركة "حماس" والاتحاد الأوروبي، أن هناك ثلاثة سيناريوهات يمكن الإشارة إليها حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الطرفين.

الأول، أن تدرك الدول الأوروبية، مع تصاعد قوى المقاومة وتعثر مسار التسوية، ضرورة التعامل الواقعي مع "حماس"، والثاني أن تُلين الحركة من مواقفها المتعلقة بشروط الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية، وهو ما يفسح المجال لعلاقات مستدامة مع الأوروبيين والأمريكيين، بما قد ينعكس تماماً على تغيير المشهد الداخلي الفلسطيني.

أما السيناريو الثالث، بحسب دراسة "مركز الزيتونة"، أن يظل الاتحاد الأوروبي على موقفه الحالي من الحركة، مستفيداً من قرار سلبي قد تخرج به محكمة العدل الأوروبية بشأن قائمة "الإرهاب".

وطالبت الدراسة حركة "حماس" بأن تمضي قدماً في الحوارات المباشرة وغير المباشرة مع الأطراف الأوروبية، وأن تعمل على توصيل مواقفها السياسية المتعلقة بالواقع والمستجدات الفلسطينية، أو بتلك الأمور المتعلقة بمواقف الحركة وتصوراتها.

وحثّها على الاستفادة من الجالية الفلسطينية في بناء جسور تواصل مع الحركات والتجمعات والمؤسسات المناصرة للقضية الفلسطينية، بهدف شرح الرواية الفلسطينية التي تمثلها قوى المقاومة بشكل أكثر عمقاً وشمولاً وفعالية وتنظيماً، لتشكيل اتجاه ضاغط في صناعة السياسة الأوروبية.

ودعت الدراسة "حماس" إلى "الاستعداد اللازم للتعامل مع محكمة الاستئناف الأوروبية المتعلقة بالنظر في موضوع رفع اسم الحركة من قائمة الإرهاب، بما في ذلك الاستفادة من خبرات وإمكانيات محامين دوليين لإسناد الطاقم المتابع حالياً".

كما اقترحت الدراسة على "حماس" إنشاء مكتب إعلامي دولي فاعل، موجه للغرب، ويتحدث باللغات الأوروبية، وتحديداً الإنجليزية منها، بهدف التواصل الدائم بين حماس وتيار المقاومة وبين ودول أوروبا في المناسبات والمستجدات التي يلزم التواصل بشأنها.

وأشارت الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من "حالة الخوف والتردد تسيطر على الساسة الأوروبيين"، فيما يتعلق بإمكانيات التفاوض والحوار المباشر مع حركة "حماس" بسبب وصمها بـ "الإرهاب"، فإن "الأوروبيين يدركون وزن وثقل حركة "حماس" في الشارع الفلسطيني، ويدركون مغزى وجودهم القوي في المشهد، وهم في الوقت ذاته يعلمون يقيناً أن حماس ليست حركة إرهابية بالمعنى الكلاسيكي الذي يتعاملون فيه مع الآخرين".  

وأضافت الدراسة: "من هنا فقد حرص الأوروبيون، ومعهم الأمريكيون كذلك، على وجود قنوات اتصال غير مباشرة مع الحركة من خلال سياسيين سابقين، ولكنهم مفوضون رسمياً من دولهم، كما نقل عنهم في العديد من جولات الحوار، التي عقدوها مع قيادة الحركة لا سيما في الخارج".

ورأت الدراسة أنّ مجرد وجود "حماس" في هذه الحوارات، وفي كثير من الأحيان بشكل دوري، "يؤكد على أنها طرفٌ لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه، كما لا يمكن اختزال العلاقة معه من خلال مطالبته العمياء بقبول شروط الرباعية".

وأشارت الدراسة إلى أن أوروبا تؤمن أن "إسرائيل" وُجدت لتبقى، وأن نجاح أيّ استهداف وجودي لها من شأنه إعادة إلقاء المسألة اليهودية في حضنها مجدداً، وهو ما يشكل عامل أرقٍ لأوروبا أكثر مما يشكل عامل خشية مجردة على هذا الكيان.

وبسبب هذه الاعتبارات التي تحكم الموقف الأوروبي، وفق الدراسة، "مرت العلاقة بين حماس والاتحاد الأوروبي بمحطات عديدة، انتفى معها الاحتكام حتى للقانون الدولي الذي يجيز لمن يقع تحت الاحتلال مقاومته ولو بالسلاح، وعلت فيها أولويات السياسة النفعية على بديهيات المبادئ والأخلاق"، وفق الدراسة.

يذكر أن اللجنة الرباعية الدولية، والتي تسمى أحيانا اللجنة الدبلوماسية الرباعية أو رباعية مدريد أو فقط الرباعية، هي لجنة دولية فوقية في عملية السلام في الصراع العربي الإسرائيلي. الرباعي هم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. أنشئت في مدريد عام 2002 من قبل الرئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار نتيجة لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط. الموفد الحالي للجنة هو توني بلير.

أطلقت اللجنة ما عرف بخطة "خارطة الطريق" في 30 نيسان (أبريل) 2003، تنص على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية 2003، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، يقوم الفلسطينيون بملاحقة المقاومة ومنع ما يطلق عليه "الإرهاب" وذلك بالتعاون مع إسرائيل. أما إسرائيل فتنسحب من المدن الفلسطينية، وتجمد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.

وتهدف الخطة إلى قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بنهاية عام 2005.

مواضيع ذات صلة
سوار الذهب يدعو القاهرة لمراجعة سياساتها تجاه "حماس"
دعا الرئيس السوداني السابق سوار الذهب، القاهرة إلى مراجعة سياساتها تجاه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالنظر إلى ما تتعرض له من ع...
2015-12-14 12:09:22
قيادي إسلامي جزائري يدعو "حزب الله" لمراجعة موقفه من سورية
دعا رئيس "جبهة العدالة والتنمية" (حزب إسلامي معارض في الجزائر)، الشيخ عبد الله جاب الله، "حزب الله في لبنان إلى مراجعة موقفهم من د...
2016-05-13 09:22:01
تحالف مسيحي فلسطيني يدعو واشنطن لمراجعة سياستها تجاه "حماس"
دعا "التحالف المسيحي الفلسطيني من أجل السلام"، الولايات المتحدة، لإعادة النظر في سياستها تجاه حركة حماس، مشددا على أنها ليست "منظم...
2021-07-17 10:17:34