التشاؤم يسيطر على الغزيين إزاء نجاح حوارات الدوحة

تسود حالة من الإحباط في صفوف الشارع الغزّي إزاء ما يدور في العاصمة القطرية من حوارات جديدة بين حركتي "فتح" و"حماس"، لإتمام المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وسط تحذيرات محللين سياسيين من رفع سقف التوقعات لمخرجات جولة المحادثات الجديدة.

وبدأت حركتا "فتح" و"حماس" جولة جديدة من الحوارات في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل دفع المصالحة الوطنية إلى الأمام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بديلة لحكومة التوافق.

وقالت الحاجة الفلسطينية "أم إبراهيم" لـ "قدس برس"، "لا يوجد أمل من وراء حوارات الدوحة لأنهم قبل ذلك ذهبوا إلى كل مكان وكانت النتيجة صفر".

وأضافت "نحن فقدنا الأمل في توصل فتح وحماس إلى أي حلول أو اتفاقات؛ فحينما ذهبوا في المرة الأولى إلى القاهرة ومكة كان الأمل كبيراً وكنا على ثقة أنهم سيرجعون ويطبقوا المصالحة، ولكن حينما عادوا واقتتلوا وانقسموا، انقطع الأمل".

وأكّدت الحاجة الستينية على حاجة الشعب الفلسطيني لمصالحة حقيقية على الأرض، مضيفةً "الأخ يحب أخيه ويهتم فيه لا يقاتله، ولو اتفقوا هذه المرة لن نصدق أن كل شي على ما يرام حتى يأتوا ونرى ذلك واقعاً على الأرض"، وفق قولها.

أما الشاب أحمد شعبان (34 عاماً)، فاعتبر أن "لا جدوى" من حوارات المصالحة، دون تطبيق ما اتفق عليه طرفا الانقسام في مباحثات مسبقة.

وقال لـ "قدس برس"، "لو كانت النية صادقة وسليمة على تطبيق المصالحة لن نحتاج لحوارات جديدة نجلس فقط لترتيب أوراقنا الداخلية"، معرباً في الوقت ذاته عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام ويفتح صفحة جديدة.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، أن حالة الإحباط التي يشعر بها المواطن الفلسطيني إزاء الحديث عن المصالحة، "نابع من عدم التطبيق الدقيق لاتفاقيات المصالحة وهو ما انعكس سلباً على حياتهم".

وقال الغريب لـ "قدس برس"، "المطلوب اليوم الخروج بخطوات عملية لتغيير هذه الصورة والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة وتحمل الحكومة مسؤولياتها والتخفيف من معاناة الناس".

ولم يخف الغريب تشاؤمه إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق في الدوحة، قائلاً "يجب ألّا نرفع سقف التوقعات في إمكانية إحراز تقدم في ملف المصالحة؛ فما سيطرح على الطاولة في الدوحة يعد تنكراً لكل الاتفاقيات السابقة ونسفا لها (اتفاق القاهرة، الدوحة والشاطئ)"، وفق تقديره.

وكان عدد من قادة الحركتين قد بحثا مساء أمس السبت، خلال اجتماع عُقد في منزل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، العديد من القضايا السياسية وسبل إنجاح جهود إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، مؤكدين على ضرورة إنجاح الحوارات الدائرة بين الحركتين في الدوحة.

وكانت حركة "فتح"، أكدت أن حوارات الدوحة تقوم على أرضية الاتفاقات السابقة لتنفيذها وتشكيل حكومة وحدة وطنية تختلف عن حكومة الوفاق القائمة.

وقالت آمال حمد عضو اللجنة المركزية للحركة، "نحن ذاهبون إلى الدوحة على أرضية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا، ولن ندخل في مبادرات واتفاقات جديدة بالمطلق".

وأضافت لـ "قدس برس"، "هناك اتفاقات القاهرة، والدوحة والشاطئ السابقة، والأصل أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه، وأولى هذه القضايا أن نشكل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، تكون لديها كافة الصلاحيات لمعالجة كافة الملفات".

وأكدت حمد، أن حركتها ترفض تشكيل حكومة مثل الوفاق الحالية دون تمكنها من أداء مهامها، مشيرة إلى أن "حكومة ستأتي وستكون قادرة على أن تنفذ كافة مهامها في غزة والضفة ومن ثم يتم تحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية".

وفي سياق متصل، اعتبرت حركة "حماس"، دعوة "فتح" إلى اعتماد برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، كبرنامج للحكومة، "أمر مناقض لاتفاقات المصالحة".

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، "إن فتح تحاول فرض الشروط المسبقة بعيداً عن اتفاق المصالحة، وهو ما يضع علامات تساؤل كبيرة على مدى جدية حركة فتح لتحقيق المصالحة".

ودعا إلى وضع آليات حقيقية لتطبيق اتفاق المصالحة ودعم الانتفاضة وحل مشاكل غزة، "خاصة وأن الحكومة الحالية مارست سياسة التمييز والتهميش ضد غزة"، كما قال.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عبد الغني الشامي
تحرير زينة الأخرس

مواضيع ذات صلة
"الاستبعاد" يسيطر على المشهد الانتخابي في جامعات مصر
عادت عبارات "استبعاد المعارضة" و"تزكية المؤيدين" تتردّد من جديد في أوساط الجامعات المصرية مع اقتراب موعد الانتخابات الطلابية،...
2015-11-13 16:24:59
تنظيم "القاعدة" يسيطر على مدينة "تابيس" جنوبي اليمن
أفاد سكان محليون في مدينة "باتيس" بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، أن مسلحين من "أنصار الشريعة" (جناح القاعدة في اليمن)، سيطروا على المد...
2015-12-03 15:06:56
العراق.. الجيش يسيطر على النمرود ويتقدم شرق الموصل
قالت الحكومة العراقية إنها استعادت السيطرة على ناحية "النمرود" (تضم آثار عاصمة الإمبراطورية الآشورية في القرن 13 قبل الميلاد)، من ...
2016-11-13 17:51:42