الأمم المتحدة تدعو إلى انتخابات سلمية وذات مصداقية في إفريقيا الوسطى

انطلقت اليوم الأحد في جمهورية أفريقيا الوسطى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها رئيسا وزراء سابقين، في محاولة لإنهاء حالة الفوضى والانقام الديني الذي تعيشه البلاد منذ عدة سنوات.

ويتنافس رئيسا وزراء سابقان هما أنيست جورج دولوجيلي وفوستين أرشانج تواديرار في جولة الإعادة في الوقت الذي تحاول فيه السلطات إعادة الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي أُلغيت بسبب مخالفات.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شعب أفريقيا الوسطى بما في ذلك المرشحين، إلى ضمان أن تجري الانتخابات بطريقة سلمية وذات مصداقية.

وأثنى الأمين العام في بيان لها مساء أمس السبت، على السلطات الانتقالية لجهودها لإكمال العملية الانتقالية بحلول الحادي والثلاثين من آذار (مارس) المقبل.

وقال بان كي مون: "إن صناديق الاقتراع ستقرب البلد من نهاية الفترة الانتقالية والعودة إلى النظام الدستوري، وهي خطوات مهمة نحو الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل". وأشار الأمين العام إلى الدعم الكبير المقدم من قبل بعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) في العملية الانتخابية.

ودعا الأمين العام جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على بيئة مواتية لإجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية، وذلك تماشيا مع روح مدونة قواعد السلوك التي وقعها المرشحون والأحزاب السياسية. وحثها على حل أي نزاع قد ينشأ عن الانتخابات من خلال القنوات القانونية المعمول بها، مشيرا إلى أن أولئك الذين يحرضون أو يرتكبون أعمال العنف سيخضعون للمساءلة.

وأكد الأمين العام من جديد على التزام الأمم المتحدة بالعمل بشكل وثيق مع الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا والاتحاد الأفريقي وغيرهم من أعضاء المجتمع الدولي، لمساعدة الناس من التقدم في جمهورية أفريقيا الوسطى نحو مستقبل من السلام والاستقرار والمصالحة.

ومنذ العام 2003 تعيش جمهورية إفريقيا الوسطى على وقع الانقلابات العسكرية، التي كان آخرها انقلاب ميشيل دجوتوديا، بدعم من "حركة سيلكا"، وأغلب عناصرها من المسلمين، حيث أطاحوا بالرئيس المسيحي "فرانسوا بوزيزى" الذي تناصره ميليشيات "مناهضو بالاكا" المسيحية والمدعومة فرنسيا.

ويقدر تعداد مقاتلي "سيليكا" (تأسست عام 2012)، بنحو 25 ألف مقاتل وفق بعض التقديرات، ويتزعم الائتلاف ميشال دجوتوديا (الذي كان يحمل اسم "محمد ضحية"، قبل أن يغير اسمه)، وهو أول رئيس مسلم، تولى الحكم بعد سيطرة قواته على العاصمة والقصر الرئاسي وفرار الرئيس المسيحي (فرانسوا بوزيزي)، في 24 آذار (مارس) 2013.

في 13 أيلول (سبتمبر) 2013، قام الرئيس دجوتوديا رسميًا بحلّ قوات "سيليكا"، كما تم الإعلان عن دمج بعض مقاتليهم في الجيش.. لكن على ما يبدو لم يفلح الحل، ولم يكن الدمج في الجيش فعالاً، فبقيت القوات محتفظة بقياداتها وبتماسكها.

في الـ 9 من كانون أول (ديسمبر) 2013، أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع القوات الإفريقية الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي "سيليكا"، ووضعهم في ثكنات مختلفة بالعاصمة.

وقد أغضب هذا الإجراء المسلمين، باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئًا من الحماية في مواجهة الميليشيات المسيحية. ولذلك نظم المسلمون احتجاجات في بعض شوارع العاصمة، منددين بالانحياز الفرنسي لصالح المسيحيين، وأقاموا المتاريس بالإطارات والحجارة، احتجاجًا على انتشار القوات الفرنسية، وقالوا إن هذا الأمر يترك المسلمين عزلا بدون حماية من ميليشيا (مناهضو بالاكا).

وجمهورية إفريقيا الوسطى، التي تغطي مساحة حوالي 620.000 كيلومتر مربع، هي مستعمرة فرنسية منذ العام 1900، ونالت الحكم الذاتي في 1 كانون أول (ديسمبر) عام 1958.

توجد "أفريقيا الوسطى" في قلب القارة الإفريقية وفي منتصف المسافة تقريباً بين شمال القارة وجنوبها، وهي دولة داخلية، تحدها جمهورية السودان من الشمال الشرقي وجنوب السودان من الشرق وتشاد من الشمال، وزائير والكونغو من الجنوب، والكاميرون من الغرب.

ويتكون مجتمع جمهورية أفريقيا الوسطى البالغ عدده نحو 5 ملايين نسمة تقريبا من 80 مجموعة عرقية.  

وتشير تقارير إلأى أن نسبة المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى هي 15%، بينما يتديّن 25% منهم بالبروتستانتية و25% تابعين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، في حين يعتنق 35% من سكان الجمهورية معتقدات أفريقية محلية.

مواضيع ذات صلة
فرنسا تعلن رسميًا انتهاء عملية "سانغاريس" في إفريقيا الوسطى
أعلنت فرنسا، اليوم الإثنين، رسميًا انتهاء العملية العسكرية الفرنسية المعروفة بِاسم عملية "سانغاريس" في جمهورية أفريقيا الوسطى. وق...
2016-10-31 18:37:38
الأمم المتحدة: القضية المركزية في سورية هي عملية انتقالية سياسية ذات مصداقية
رحب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بالهدنة الأحادية التي أعلنتها روسيا وسورية في مدينة حلب، لكنه أكد بأن "هذا الأمر ليس كافيا"...
2016-10-21 09:35:27
مسؤول أممي يشجع على الدعم الدولي لجهود إجراء انتخابات فلسطينية ذات مصداقية
مع استمرار الاستعدادات لإجراء الانتخابات التشريعية في الأرض الفلسطينية المحتلة في 22 أيّار/مايو، شدد المنسق الخاص للأمم المتحدة لع...
2021-04-23 07:11:45