اجتماع دولي في "برلين" لبحث سبل الحفاظ على مواقع التراث في سورية

ذكرت منظمة "اليونسكو" "أن دمارا هائلا وقع في متحف تدمر، حيث شوهت التماثيل والنواويس الحجريّة (التوابيت) التي صَعُبَ نقلها إلى مكان آمن بسبب حجمها، وحطم بعضها ودمرت رؤوسها".

وكشفت تلك المعلومات لجنة من الخبراء تابعة "لليونسكو" قامت بزيارة تدمر المدرجة على موقع التراث العالمي.

وكلفت اللجنة، التي ترأستها مديرة "مركز التراث العالمي لليونسكو" مشتيلد روسلر، بتفحّص كل من "متحف مدينة تدمر" والموقع الأثري. وقد رافقت البعثة عناصر أمنية من الأمم المتحدة.

وقام الخبراء أيضاً بتحديد الأعمال اللازمة لتوثيق ونقل وحماية وترميم كل ما يمكن من الموقع. كما بدأت أعمال ترميم قطع التماثيل وتوثيقها على الفور.

وقامت اللجنة بتقييم إمكانيّة صيانة الرواق الكبير والأعمدة، ورصد الدمار الذي تعرّض له قوس النصر ومعبد بَعل شمين الذي تم تحطيمه بالكامل. ووقف أفراد فريق البعثة دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في مدرّج مدينة تدمر.

واضطر الخبراء إلى تقييم الدمار الحاصل في معبد بَعل شمين عن بعد حيث يتعذّر الوصول إلى الصرح بسبب الألغام الموجودة في المنطقة. وكذلك الحال بالنسبة لقلعة المماليك، المطلة على المدينة القديمة، والتي تعرّضت لأضرار جسيمة.

وفي ضوء النتائج الأوليّة التي توصلت إليها اللجنة بعد مهمتها هذه، أكّدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، مرّة أخرى على المكانة المركزيّة التي يتحلّى بها التراث في إطار استجابة المجتمع الدولي للأزمة في سورية.

وقالت: "إنّ مدينة تدمر واحدة من أهم معالم الهويّة السوريّة ومصدر من مصادر الكرامة بالنسبة لجميع السوريّين".

وشددت على عزم "اليونسكو" على توفير الحماية اللازمة لهذا الموقع بالإضافة إلى المواقع الأخرى وذلك يداً بيد مع كل الشركاء في إطار عمليات انسانيّة وبناء السلام على نحو أوسع.

ولكن وبرغم الدمار الحاصل في العديد من الصروح الرئيسة، وجدت اللجنة أن جزءا كبيرا من الموقع الأثري في تدمر ما زال يحتفظ بسلامته ومعالمه. وستتعاون اليونسكو مع كل الشركاء لتنفيذ تدابير الحماية الطارئة.

وسيتم تقديم تقرير كامل عن الموقع للجنة التراث العالمي في دورتها الأربعين المزمع عقدها في العاصمة التركية إسطنبول في تموز (يوليو) من هذا العام. وسيتضمن التقرير توصيات بشأن تدابير الحماية الواجب اتخاذها في أسرع وقت ممكن.

وسترسل "اليونسكو" بعثة دوليّة أخرى لتدرس عن كثب وضع مواقع التراث في سورية لا سيما في "تدمر".

 وسيتم عقد اجتماع دولي للخبراء بشأن الحفاظ على مواقع التراث في سورية في الفترة بين الثاني والثالث من حزيران (يونيو) في العاصمة الألمانية برلين.

يذكر أن مدينة "تدمر"، هي إحدى أهم المدن الأثرية عالميا، لها شهرتها ومكانتها، تقع في وسط سورية وتتبع لمحافظة "حمص". كانت عاصمة "مملكة تدمر" وهي اليوم مدينة سياحية.

تبعد 215 كيلومتر عن مدينة "دمشق" إلى الشمال الشرقي منها، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات و160 كيلومتر شرق مدينة حمص.

تعرف حاليا في سورية باسم "عروس الصحراء".

تنتشر آثار "تدمر" على مساحة واسعة وتتكون من شوارع ممتدة تحيط بها الأعمدة وبوابات ومعابد ومسرح وحانات واكرابول وتتراتيل ومساكن وقصور وخزانات ومدافن وقلعة تاريخية.

وفي المدينة "متحف تدمر"، الذي يضم اثار المدينة العريقة من تماثيل مجسمات ومخطوطات ونقوش ولقى أثرية مهمة، وكذلك "متحف التقاليد الشعبية"، الذي يجسد تراث البادية والحياة لسكان "تدمر".

يقام في المدينة مهرجان سياحي سنوي تتفاعل فيه الانشطة الفنية بمشاركة فنانين سوريين وعرب وفرق فنية وتقام العروض والمسابقات التراثية والفلكلورية من سباقات للهجن وعرض للخيول العربية الاصيلة وفعاليات ثقافية وادبية وسهرات سياحية.

مواضيع ذات صلة
وزير الخارجية الفرنسي في طهران لبحث سبل الحفاظ على "الاتفاق النووي"
التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني اليوم الاثنين وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان وبحث معه مجموعة من ا...
2018-03-05 12:59:40
"الآثار السودانية": الفيضانات والسيول تهدد مواقع التراث العالمي بالبلاد
أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ والاستعدادات وتم قطع الإجازات لكل العاملين فى ال...
2020-09-09 14:31:48
اجتماع لـ"تنفيذية" المنظمة لبحث تأجيل اجتماع "الوطني"
أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، عن إمكانية تأجيل عقد جلسات المجلس الوطني الفلسطيني المقررة يومي 14و...
2015-09-07 08:36:47