العراق.. جهود لتشكيل تيار سياسي جديد بدعم خليجي وغربي

تعيش الساحة الأمنية والسياسية في العراق، هذه الأيام على وقع حرب دامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار، بينما يسعى سياسيون مناهضون للعملية السياسية لاجتراح مبادرة سياسية جديدة تلم شعث العراقيين وتنهي معارك طائفية تلقي بظلالها على المنطقة برمتها.

وبينما تخوض القوات الحكومية العراقية، مدعومة بميليشيات طائفية مسلحة وبتأييد من التحالف الدولي ضد الإرهاب، حربا من أجل تطهير مدينة "الفلوجة" من تنظيم الدولة، اتفق سياسيون عراقيون اجتمعوا نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية باريس على تأسيس ما أطلق عليه الشيخ العشائري جمال الضاري، المشروع الوطني العراقي، وتشكيل لجنة مركزية يترأسها  في ذات الوقت جمال الضاري رئيس منظمة "سفراء من أجل السلام في العراق"، تمهيدا لإطلاق مشروع سياسي جديد، هدفه وقف نزيف الدم العراقي الجديد.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الدكتور محمد المسفر، في حديث مع "قدس برس"، أن العمل العسكري ضد تنظيم الدولة لا يتناقض مع المشروع السياسي، الذي يسعى لإعادة الحياة للعمل السياسي بعد ما وصفه بـ "ذهاب ريح الأحزاب القديمة، سواء تعلق الأمر بحزب البعث أو الشيوعي أو الإسلامي حتى في ظل ضعف وتراجع العملية السياسية".

وأشار المسفر، إلى أن "عملية الحرب ضد تنظيم الدولة تحظى بتأييد دولي كبير، كما أن المشروع السياسي الجديد، يستند لدعم خليجي ـ بريطاني ـ أمريكي ـ فرنسي، يسعى لإيجاد بديل سياسي لأحزاب لم تعد لها القدرة على وقف نزيف الدم على الأرض، ولا الحفاظ على وحدة العراق وسيادته على أرضه".

وذكر المسفر، الذي حضر اجتماع باريس للمعارضة العراقية، الذي حضره أيضا شخصيات سياسية غربية وعربية وعراقية، أن المشروع السياسي العراقي الجديد يمتلك مقومات الفعل على الأرض، بالنظر إلى مشاركة كافة العائلات الفكرية والسياسية فيه، بما في ذلك قيادات نافذة في حزب البعث.

ودعا المسفر، "العراقيين إلى التعاطي بإيجابية مع المولود العراقي الجديد، من أجل مواجهة محاولات سياسية إقليمية تسعى لتقسيم العراق على أسس طائفية"، على حد تعبيره.

وكان الكاتب والمحلل السياسي العراقي هارون محمد، قد ذكر في وقت سابق، أن بعض المتابعين لـ "مؤتمر باريس حول العراق، رأوا فيه هروبا سنيا إلى أمريكا في محاولة لإيجاد صيغة جديدة تحقق توازناً سياسيا واجتماعيا لـ (انقاذ) العراق من أزماته".

لكن محمد أشار إلى أن أصحاب هذه النظرية، ينسون "ان امريكا كانت وستبقى دولة استعمارية وامبريالية تآمرت وتظل تتآمر على العروبة والعرب كاستراتيجية ثابتة".

وأضاف: "إن السفراء السابقين والجنرالات المتقاعدين لا ينفعون بعد ان غادروا مواقعهم السابقة وتحولوا الى تجار (شنطة) يحملون عقودا ومقاولات، كما يفعل السفير السابق زلماي خليل زاد والجنرال المتقاعد غاردنر وغيرهما في اقليم كردستان، فمثل هؤلاء استهلكوا ولم يعد بامكانهم التأثير على اتجاهات وسياسات واشنطن وثوابتها المصلحية"، وفق تعبيره.

ويخطط المشاركون في مؤتمر باريس للمعارضة العراقية، وهو الخطوة الثالثة بعد مؤتمرين الأول في اسطنبول والثاني في الدوحة، لعقد مؤتمر أوسع في غضون الشهرين المقبلين، للإعلان عن ميلاد جبهة سياسية جديدة، تقول مصادر مطلعة إنه يحظى بتأييد خليجي وأمريكي ـ بريطاني ـ فرنسي. 

مواضيع ذات صلة
الجيش المصري يُعلن مقتل 20 مسلحًا في سيناء وغربي مصر
أفاد الجيش المصري، اليوم الأربعاء، في البيان رقم 27، بأن قواته قتلت 20 مسلحًا ضمن عملية "المجابهة الشاملة" المعلنة تحت عنوان "سينا...
2018-08-29 15:29:24
محلل سياسي فلسطيني يستبعد أي آثار سلبية للمصالحة على موقع تيار النائب محمد دحلان
أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حمادة فراعنة، أن الخطوات التي قطعتها المصالحة الفلسطينية تمثل نجاحا للجهود المصرية، وأيضا لإر...
2017-10-02 10:59:10
لبنان.. "تيار المستقبل" يتمسك بالحريري زعيما له ومرشحا لرئاسة الحكومة
لازال الغموض يلف مصير رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وتعالت الأصوات داخل لبنان بأن عودته إلى بيرو...
2017-11-10 09:36:46