ما بين شهيد وأسير.. خلّفت عائلة "البلبول" مقاعدها خالية في رمضان

"سناء عليان".. زوجة شهيد وأمّ أسرى تجلس وحيدة على مائدة الإفطار؛ منذ بداية شهر رمضان المبارك، تنتظر أن يلتئم شمل من تبقى من عائلتها، بعودة الأبناء الثلاثة للمنزل بعد أن بعثر الاحتلال الأحلام وحطم القلوب باغتيال الزوج والأب (أحمد البلبول) واعتقل الأبناء الثلاثة (الفتاة نوران والشابين محمد ومحمود).

بدأت حكاية معاناة أم محمد البلبول (سناء عليان)، قبل ثمانية أعوام عندما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجها أحمد البلبول عام 2008؛ بعد مطادرة واعتقال لعدة سنوات. وزاد من معاناتها اعتقال ابنتها نوران ونجليها محمد ومحمود، لتصبح وحيدة في منزلها إلا من ذكريات عاشتها مع العائلة.

في الـ 13 من نيسان/ إبريل الماضي، زادت معاناة السيدة عليان، عقب اعتقال قوات الاحتلال ابنتها نوران (14 عامًا) بادعاء حيازتها لـ "سكين" خلال توجهها مع عمتها لمدينة القدس المحتلة عبر إحدى الحواجز العسكرية الإسرائيلية قرب المدينة؛ قبل أن تُصدر سلطات الاحتلال حكمًا بحق الطفلة نوران بالسجن الفعلي أربعة شهور، ما يعني تغييبها قسرًا عن والدتها في رمضان.

فجر اليوم الثالث من شهر رمضان (8 حزيران/ يونيو الجاري)، وفي خضم انشغال أم محمد ونجليها "محمد ومحمود" بالتحضير لاستقبال "نوران" (حيث التوقعات حسب ما أخبر محاميها أن يتم  الإفراج المبكر عنها بعد أن أمضت ثلثي محكوميتها)، قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم المنزل، وتعتقل الشقيقين محمد (طبيب أسنان)، ومحمود (طالب جامعي).

وأوضحت سناء عليان، في حديث لـ "قدس برس"، أن الشكوك لم تساورها عندما استفاقت من النوم على أصوات الانفجارات وصراخ الجنود لدى اقتحامهم الحارة التي تقطن فيها، بأن الهدف هو منزلها.

متابعة: "لكن حجم الصدمة لم يتوقع عندما اقتحم ضابط مخابرات الاحتلال، الذي اعتقل ابنتي نوران، المنزل برفقة الجنود وطلب البطاقات الشخصية لمحمود ومحمد وأبلغهما بقرار الاعتقال".

بعد أيام على اعتقال الشقيقين البلبول أحكم الاحتلال قبضة المعاناة على الوالدة، فقد رفضت المحكمة الإسرائيلية الإفراج عن شقيقتهم "نوران"، مما فاقم من معاناة الوالدة التي كانت تنتظر مع أبنائها الإفراج عنها.

وتضيف عليان: "كنت انتظر يومًا بعد يوم أن يكبر أبنائي، وتستقر حياتنا بعد استشهاد والدهم وهم أطفال صغار، فمحمد اليوم طبيب أسنان وأغلقت عيادته بسبب الاعتقال، ومحمود طالب جامعي تعطلت كذلك دراسته بسبب الاعتقال، فالاحتلال يريد أن يُنغص حياتنا بالقتل والاعتقال".

واستطردت: "فراق الأبناء مؤلم وقاسي، خاصة في شهر رمضان، حيث يلتئم شمل العائلة وتجلس حول مائدة الإفطار، وأنا لا أجد سوى صورهم وذكرياتهم وحتى اسمع أصواتهم تتردد في جدران المنزل (...)، لم أعد أطهي الطعام منذ اعتقال محمد ومحمود، ولا أتناول منه إلا ما تعده شقيقتي التي تزورني مع بعض الأقارب خلال رمضان في محاولة للتخفيف عني (...)".

وينتظر الأسيرين الشقيقين البلول، حكمًا بالسجن الإداري لمدة ستة شهور، حسب ما أبلغ المحامي والدتهم؛ خلال جلسة محاكمة عقدت أول من أمس الاثنين.

أم محمد البلبول ليست حالة فريدة، بل هي واحدة من بين مئات الأمهات والزوجات الفلسطينيات اللواتي يفتقدن أبنائهن في شهر رمضان والمناسبات الاجتماعية والدينية، بسبب تغييبهم في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات.

وحسب نادي الأسير الفلسطيني (مؤسسة حقوقية غير حكومية)، فقد بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال سبعة آلاف؛ بينهم 70 أسيرة وأكثر من 400 طفل، وتحتجز سلطات الاحتلال الأسرى في 22 سجن ومركز توقيف وتحقيق.

ــــــــــــــ

من يوسف فقيه

تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
مصر.. 2533 حادث عنف خلّفت 756 قتيلا خلال عام
كشف تقرير "مؤشر الديمقراطية"، النقاب عن 2533 حادث عنف شهدتها مصر خلال العام الماضي، بمعدل يومي يبلغ مقداره 7 حوادث. وقال باحثون م...
2016-01-23 14:27:12
الخليل.. الاحتلال يدهم منازل ثلاثة شهداء وأسير
دهم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس (15|10)، مدينة الخليل ونفّذ عملية اقتحامات لمنازل ثلاثة شهداء فلسطينيين ارتقوا حديثا،...
2015-10-15 07:54:44
جنين .. الاحتلال يقتحم "قباطية" ويصوّر منازل ثلاثة شهداء وأسير تمهيدا لهدمها
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة "قباطية" قرب جنين (شمال القدس المحتلة)، وقامت بتصوير محيط منازل ذوي ثلاثة...
2016-03-28 09:11:49