"بتسيلم": جنود إسرائيليون أعدموا الفتى الفلسطيني بدران "متعمدين"

اتهمت منظمة يسارية، الجيش الإسرائيلي بإعدام الفتى الفلسطيني محمود بدران البالغ من العمر 15 عاما، يوم الثلاثاء الماضي، بشكل "متعمد وغير مبرر".

وقالت منظمة "بتسيلم" اليسارية الإسرائيلية في بيان لها، إن إطلاق جنود الاحتلال النار على سيارة فلسطينية فجر الثلاثاء قرب بلدة بيت لقيا (غربي رام الله)، والذي أدى إلى استشهاد الفتى محمود بدران (15 عاما) وإصابة أربعة من أصدقائه، كان "متعمدا وغير مبرر وهو نتيجة مباشرة لسياسة الجيش".

وأوضحت التحقيقات الميدانية التي أجرتها "بتسيلم" أن الجنود الإسرائيليين شرعوا بإطلاق النار الكثيف على السيارة التي تقل الفترى بدران "دون أن يكون هناك مبرر لذلك"، وفق المنظمة الإسرائيلية.

وأشارت "بتسيلم" إلى الإعلان الأولي لجيش الاحتلال حول الواقعة؛ حيث ادّعى "إصابة إرهابيين رشقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات إسرائيلية في شارع 443"، قبل تغيير روايته والزعم بأن الفتى الفلسطيني "قُتل عن طرق الخطأ".

وكشفت تحقيقات المنظمة عن أنه في "زهاء الساعة 1:30 فجر الثلاثاء، عاد سبعة من سكّان قرية بيت عور التحتا قادمين من قرية بيت سيرا، وعندما اقتربت سيارتهم من ممرّ ضيق للمركبات الفلسطينية يمرّ من شارع 443، فتح الجنود النار عليهم بشكل مكثّف من مسافة بين 40 - 50 مترًا، وأصيب معظم الركاب، بما في ذلك سائق السيارة، الذي فقد السيطرة على سيارته وارتطم بالجدار".

وأضافت أن "الفتى محمود بدران قتل على الفور، فيما أصيب سبعة من الركاب جراء إطلاق النار، اثنين بحالة خطرة واثنين بجراح متوسطة (...)، بدأ المصابون في الهروب من السيارة ووجدوا مأوى في النفق، وفي وقت لاحق تمّ نقل بدران إلى مستشفى في إسرائيل".

واستندت تحقيات "بتسيلم" إلى معاينات الشهود وإفادات ركاب السيارة الفلسطينية الذين أكّدوا أنهام لم يلحظوا أي "نشاط مشبوه" في المنطقة قبل إطلاق النار عليهم.

ووصف داوود بدران، أحد المصابين في إفادته، لحظات الخوف التي اعترته خلال إطلاق النار وبعده، قائلا "اخترق الرصاص السيارة عبر السقف ومن جهة السّائق. كان هناك صراخ وفوضى في الداخل. كنت خائفا ووضعت يدي على رأسي وخفضت رأسي بين ساقيّ. على ما يبدو أصيب السائق، ولهذا انحرفت السيارة وارتطمت بالجدار".

وأضاف "نزل الجميع من السيارة واحدا تلو الآخر، باستثناء محمود، وعندما ذهب مجد لتفقده اكتشف أنه فارق الحياة".

وتبين من إفادات ركاب السيارة أنّ جنودًا آخرين وصلوا إلى مكان الحادث بعد مدة وجيزة من إطلاق النار، وقد حظروا على المواطنين وطواقم الإسعاف الفلسطينية من تقديم المساعدة للمصابين، كما تعمّدوا تأخير وصول سيارة الإسعاف الإسرائيلية إلى مكان الواقعة.

وشددت "بتسيلم" على أن تحقيقاتها تؤكد أن "إطلاق الجنود النار على السيارة الفلسطينية كان غير قانوني ويشكل انتهاكا لتعليمات إطلاق النار، والتي تسمح بإطلاق النار الفتّاك فقط في ظروف تشكّل خطرًا فعليًا وفوريًا على حياة أحد، وهي ظروف لم تتوفر في هذا الحادث".

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجنود الذين أطلقوا النار هم جنود وضباط الكتيبة "دوخيفات - الهدهد" من لواء "كفير"، وكانوا يمرّون بالصدفة من المكان، ولم يتواجدوا في فترة الخدمة العسكريّة.

وختمت "بتسيلم" بيانها بالقول "على الرغم من أن الجيش أعلن عن فتح شرطة التحقيقات العسكرية باب التحقيق في ملابسات الحادث، لكن يعمل جهاز تطبيق القانون العسكري أساسا كآلية تستّر وبالتالي لا يجب تعليق الآمال على هذا التحقيق بأنّه سيؤدي إلى تغيير منهجيّ في سياسة الجيش وفي تحقيق العدالة".


ــــــــــــ

ولاء عيد
تحرير زينة الأخرس

مواضيع ذات صلة
تقرير: استشهاد 23 فلسطينيا بينهم 19 أعدموا على الحواجز الاسرائيلية الشهر الماضي
وثّق تقرير فلسطيني، استشهاد 23 فلسطينيا خلال آذار/مارس الماضي في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، بينهم خمسة أطفال ...
2016-04-02 10:21:11
"بتسيلم" تكشف عن إعدام جنود الاحتلال لـ "رمزي القصراوي" وسط الخليل
قالت منظمة "بتسيلم" (منظمة حقوقية يسارية إسرائيلية)، إن الجنود الإسرائيليين أعدموا الشاب رمزي القصراوي، بطريقة مماثلة لإ...
2016-06-07 08:00:03
"بتسيلم": جنود الاحتلال يطلقون النار على الفلسطينيين كـ"إجراء روتيني"
كشفت منظمة غير حكومية إسرائيلية، أن "جنود الاحتلال الإسرائيلي يستخدمون أوامر اطلاق النار على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة كإ...
2021-12-21 07:54:17