حمدان لـ "قدس برس": "المبادرة الفرنسية" ملء للفراغ الذي تركه انشغال أمريكا بانتخاباتها

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان، أن "الرهان الفلسطيني والعربي على عملية التسوية أو على المبادرة الفرنسية، هو مضيعة للوقت لا فائدة ترجى من ورائها للشعب الفلسطيني".

ورأى حمدان في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن الرهان على الاجتماع المرتقب غدا الخميس في العاصمة المريكية واشنطن، والذي سيناقش مستجدات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بمشاركة كل من مصر والأردن والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية، هو رهان على سراب".

وأضاف: "الحديث عن مسار التسوية واستمرار الجهود لإحيائه حديث قديم ولن يتوقف، على الرغم من كل الفشل الذي مني به، والذي كان من أهم نتائجه التمكين لإسرائيل من الاستيلاء على الحقوق الفلسطينية وتحويل جزء من الفلسطينيين إلى معاونين للاحتلال على حساب شعبهم".

وتابع: "بهذا المعنى لن يكون للقاء واشنطن المرتقب أو الزيارة المتوقعة للرئيس عباس إلى باريس أي معنى، لا سيما أن الجانب الفلسطيني لم يبذل أي جهد للخروج من هذا المسار الفاشل، بل لم يسمح بأي محاولة لتصحيح هذا المسار".

ودعا حمدان القيادات الفلسطينية إلى مراجعة جادة وعملية لمواجهة الفشل الذي انتهى إليه المسار السياسي، واستخلاص العبر من ذلك.

وقال: "المؤكد واقعيا أنه لا توجد عملية تسوية للفلسطينيين مع إسرائيل، وتجارب التاريخ تثبت أنه ليس هنالك شعب تحرر من دون مقاومة".

أما عن المبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين الإسرائيليين، فقال حمدان: "المبادرة الفرنسية اصطدمت بالجدار عندما تحدثت عن مؤتمر دولي للسلام، وأعتقد أنها فقط لملء فراغ الدور الأمريكي المنشغل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وستنتهي المبادرة الفرنسية بانتخاب رئيس أمريكي جديد".

ودعا حمدان العرب والمسلمين وأنصار القضية الفلسطينية في العالم، إلى منح المقاومة نصف ما تم منحه لمسار التسوية، وقال: "أظن أنه آن الأوان لإعطاء المقاومة فرصتها، وستغير من دون شك الوقائع على الأرض، إذا وثق العرب بأنفسهم وبقدرتهم إذا توحدوا على هزيمة عدوهم"، على حد تعبيره.

وكانت فرنسا قد قدمت مبادرة قالت إنها الحل الشامل للقضية الفلسطينية وذلك بدعم أمريكي.

تقوم المبادرة على أساس الدعوة إلى عقد مفاوضات قصيرة، ولكن مكثفة حول الملفات الجوهرية بين دولة الاحتلال إسرائيل والفلسطينيين.

وقد استضافت باريس مطلع حزيران (يونيو) الماضي، مؤتمرا دوليا حول المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، شارك ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط التي تضم: أمريكا، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن جامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي وحوالي 20 دولة، في غياب المشاركة الفلسطينية أو الإسرائيلية.

وكان مخططا لهذا الاجتماع أن يؤدي إلى الإعداد لقمة دولية تعقد في النصف الثاني من هذا العام، بحضور مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

جدير بالذكر أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي كانت ترعاها الإدارة الأمريكية توقفت في نيسان (أبريل) من العام 2014 بعد رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 أساسًا للمفاوضات، والإفراج عن أسرى قدماء في سجونها.

مواضيع ذات صلة
حمدان لـ "قدس برس": تمسك عباس بـ "المبادرة الفرنسية" جزء من الركض وراء السراب
قللّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من الرهان على المبادرة الفرنسية التي تسعى لإحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال ال...
2016-05-15 09:36:19
الأحمد لـ "قدس برس": المبادرة الفرنسية حول السلام انتصار للقضية الفلسطينية
جددت السلطة الفلسطينية دعمها وترحيبها بالمبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام، والمرتقب أن يكون اجتماعها الأول في 3 من حزيران (يوني...
2016-05-26 08:33:28
أسامة حمدان لـ "قدس برس": قنوات الاتصال بين "حماس" والقاهرة لم تنقطع
أكد مسؤول العلاقات العربية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان، "أن قنوات التواصل بين حماس والقاهرة لم تنقطع، وأن ا...
2016-02-29 15:20:38