أهالي سيناء: الموساد طالبنا بالرحيل عن المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة

أكدت مصادر قبلية، في سيناء، أن ضباطا إسرائيليين قاموا بالاتصال بعدد من سكان المنطقة الحدودية شرق سيناء المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال الأيام القليلة الماضية، وطلبوا منهم الرحيل، وأبلغوهم بأنها "منطقة عمليات عسكرية".

وبحسب التقرير الذي نشره موقع "‏سيناء 24" الاخباري، فإن الاسئلة التي وجهت إلى سكان المنطقة من البدو، كانت تدور حول: "سبب تواجدكم في المنطقة وهي منطقة عمليات مسلحة"، و"لماذا لم ترحلوا مثل غيركم من السكان"، و"لمن يميل الناس حولكم للجيش المصري أم لداعش"، مع تحذيرهم "من التعامل مع أي شخص مسلح وإن كان من أقربائكم".

ونقل الموقع، عن قبليين، قولهم: "إن الضباط الاسرائيليين المكلفين بالاتصال، يخبرونهم عبر الهواتف: "فلان جاركم رحل لماذا لم ترحلوا مثله"، كما تعمد بعضهم الحديث عن أشياء ملموسه تؤكد معرفته الجيدة بالمكان ومحيطه، وإشعارهم أن هناك من يراقبهم، بحسب قولهم.

‫وفي 29 تشرين أول/أكتوبر 2014، بدأ الجيش المصري هدم المنازل على الحدود المصرية مع غزة وتدميرها لخلق منطقة عازلة طولها 14 كيلومترًا وعمقها نصف كيلومتر.

وتم نقل السكان الذين يقدر عددهم بنحو ألف و156عائلة إلى مناطق قريبة مع دفع تعويضات بسيطة، ومن لم يرحل بإرادته كان يجري ترحيله بقوة السلاح.

وأبدي السكان استيائهم واستغرابهم من صمت الأجهزة الأمنية السيادية عما يحدث، خاصه بعد إبلاغ إثنين من رموز القبائل للجيش بما يحدث من اتصال لضباط الموساد، قبل أن يعلن "الموقع" لاحقا أن جهاز سيادي استدعي شيوخ قبائل للتعرف على تفاصيل هذه الاتصالات.


توسع تجسس الموساد في سيناء

وفي ظل التطورات الأمنية في سيناء، كثف كلّ من جهازي "الموساد" و"الشاباك" الإسرائيلي من دائرة شبكاته التجسسية بإعطاء مهمّات لشبكات المهرّبين عبر إغراء الشباب العاطل في المناطق الحدودية، وخصوصا من أقارب العناصر الجهادية التابعة للتنظيمات الإرهابية، ومحاولة تجنيدهم من خلال الإغراءات المالية.

وكذلك من خلال إيقاعهم في شبكات التّهريب والقبض عليهم من قبل إسرائيل والإفراج عنهم في حال وافقوا على تنفيذ مهمات تضعها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والقيام بعمليات تصفية لهم.

وأوضحت مصادر بدوية أن الأهالي يرفضون ما يقوله ضباط الموساد لهم كما يرفضون المبالغ المالية الكبيرة التي تعرض عليهم للعمل مع الجهاز، حيث يقوم أغلب متلقي هذه الاتصالات بإغلاق هواتفهم على الفور وعدم السماح للضابط بإكمال حديثة معهم، وإبلاغ الأمر للسلطات المصرية.


تكثيف تجنيد أهالي سيناء

ويقول سكان المناطق الحدودية من ‫‏سيناء، أن جهاز المخابرات الاسرائيلي "الموساد" كثف اتصالاته بالأهالي لحثهم على العمل معه داخل سيناء عقب "ثورة يناير" 2011، وتصاعد أنشطة التنظيمات الجهادية لاحقا، بحسب تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية بعنوان: "الموسّاد الإسرائيليّ لاعب أساسيّ في سيناء المصريّة" نشر أيلول/سبتمبر 2014.

ويضيف التقرير أن الخدمات المغرية التي تقدم لشباب المنطقة وخاصة من يعمل في مجال التهريب على خط الحدود مقابل نقلهم معلومات عن سيناء للإسرائيليين.

وتنقل الصحيفة عن أحد المهربين قوله، "أتصل بي ضابط موساد وله اسم حركي أبو سويلم، وطلب مني بعض المعلومات عن العناصر التي تنتمي إلى السلفية الجهادية في كل من قرية المقاطعة والظهير والمهدية وسادوت والمسورة، مقابل أن يسهل لي عملية تهريب 10 كيلو مخدرات من داخل إسرائيل إلى سيناء".

ويضيف "الموساد يدخل إلى كل شخص بإغراءات حسب شخصيته، فهناك من يعرض عليه مبلغ من 1000 إلى 2000 دولار شهريا، والدخول إلى إسرائيل عبر الحدود في أي وقت والجلوس في فنادق فاخرة في تل أبيب مع نساء إسرائيليات ومعظمهن يعملن في الموساد .. أما من يقدم لهم خدمات لوجستية في عملية اغتيال بعض المطلوبين في تنفيذ عمليات هجومية ضد إسرائيل فقد يحصل على مبالغ مرتفعة تصل إلى 20 ألف دولار".

كما نقلت الصحيفة عن شاب، من قرية "المقاطعة"، الواقعة على مقربة من الحدود الاسرائيليّة، جنوب رفح: إنّ "إحدى المهمّات التي نفّذها أحد أبناء المنطقة، إغراق المنطقة بشرائح الاتّصالات القادمة من إسرائيل، عن طريق أحد المهرّبين، بعد أن أقنعه بجني الأرباح وحده. وبعد فترة، تمّ اكتشاف أنّ المهرّب الذي أمدّه بالشرائح، يعمل لدى شبكات الموساد الاسرائيلي".

وقال إن "تلك الشرائح الموزّعة على الأهالي زرعت فيها خلايا إلكترونيّة بقصد التجسّس وجمع المعلومات من المكالمات الهاتفيّة، ولم تكن مجرّد هواتف مراقبة فحسب، بل أجهزة تنصت لتحليل أحاديث أهالي سيناء وجمع معلومات وبعضهم تعرض لإغراءات من قبل الموسّاد هاتفيّاً، بناء على مكالمات سجّلت له وأوضحها له ضابط الموسّاد".

وقالوا إن إحدى أهمّ المهمّات التي نفّذت أيضاً عن طريق العناصر المصرية التي تمّ تجنيدها في المنطقة الحدودية، هي زرع خلايا إلكترونية داخل أسلحة كانت معدّة للتّهريب إلى "حماس" في قطاع غزّة، بقصد تتبّع مخازن الأسلحة وضربها لاحقاً. وإنّ بعض تلك العمليّات كشفتها "حماس"، كما ساهمت تلك الخلايا الالكترونية في اغتيال العديد من العناصر المنتمية إلى الجماعات الإرهابيّة والمسلّحة في سيناء.

وتعمل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في سيناء منذ وقت طويل من خلال عملاء لها بالمنطقة،  كما تقوم بتوزيع شرائح هواتف متنقلة مجانا أو بأسعار مخفضة في سيناء من إنتاج شركة "اورانج" الاسرائيلية.  

وكشف عملاء سابقين عملوا لحساب جهاز المخابرات الاسرائيلي "موساد" أنها شرائح للتجسس يتصل من خلالها ضباط المخابرات الاسرائيلية بالأهالي عارضين مبالغ مالية ضخمة، أو شحنات مخدرات، مقابل تعاونهم معهم في الارشاد عن أنشطة "ولاية سيناء"، أو القيام بأعمال تجسس، من خلال إلقائها على أهداف في سيناء، ترصدها الطائرات "بدون طيار" الاسرائيلية ومن ثم تقصف أهدافها.

مواضيع ذات صلة
غزة.. البدء بـ "تمشيط" المناطق الحدودية من مخلفات الاحتلال
شرعت الإدارة العامة لهندسة المتفجرات في الشرطة الفلسطينية، اليوم الإثنين، بتمشيط المناطق الحدودية في قطاع غزة من مخلفات الاحتلال، ...
2017-07-31 13:08:46
"مجلس أطفال فلسطين": طالبنا مؤسسات رسمية بحماية الأطفال من "الاستغلال الاقتصادي"
قال "مجلس أطفال فلسطين"، اليوم السبت: إنه طالب خمس مؤسسات رسمية، خلال العام 2021، بتفعيل الإجراءات المتعلقة بحماية الأطفال من الاس...
2022-01-08 14:11:49
حركة حماس: طالبنا فتح بوقف التحريض ضدنا في الساحة المصرية
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها طالبت قيادة حركة "فتح" بوقف التحريض ضدها في الساحة المصرية. مؤكدة أن ذلك "يضر بمصالح الشع...
2016-03-08 19:26:03