فصائل: تصريحات الرجوب إرهاب فكري ومسيئة لقيم الشعب الفلسطيني
نددت حركتا "الجهاد الإسلامي" و"حماس" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ في بيانات صحفية متفرقة، بتصريحات اللواء جبريل الرجوب (القيادي البارز في حركة "فتح")، والتي هاجم خلالها أبناء الطائفة المسيحية على خلفية تصويتهم لصالح حركة "حماس" في الانتخابات المحلية.
وقالت حركة حماس في بيان لها اليوم الأحد، إن تصريحات الرجوب "مسيئة لديننا ولشعبنا وتاريخنا وقيمنا"، مشددة على أنه تعرض فيها بالإساءة لأبناء الطائفة المسحية وللدين الإسلامي وقيم الفلسطينيين وأخلاقهم.
وأكدت الحركة رفضها وصف أبناء الطائفة المسحية من بجماعة (ميري كريسماس)، مستدركة: "فهم مواطنون فلسطينيون لهم كامل حقوق المواطنة ولا يجوز التفرقة على أساس العرق أو الدين أو الجنس".
وعبرت حماس عن اعتزازها بأن أبناء الشعب الفلسطيني من الطائفة المسيحية وغيرها يعطون أصواتهم لتيار المقاومة، مضيفة: "وإن أبسط معايير الديمقراطية هي الإيمان بحقوق الجميع أن يعطوا أصواتهم ويعقدوا تحالفاتهم بالشكل الذي يريدون".
وبيّنت أن الفصل بين المواطنين على أساس ديني هو "شكل مرفوض ومن أشكال العنصرية النكدة"، مؤكدة أن تصريحات جبريل الرجوب "تتضمن إرهاب فكري غريب عن عادات الشعب الفلسطيني".
وأفادت أن إساءة جبريل الرجوب إلى الدين الإسلامي وما أسماه أسلمة المجتمع، تتناقض مع تاريخ الفلسطينيين وثقافتهم وسلوكهم وحضارتهم، الذين ينتمون إلى الدين الإسلامي الحنيف".
ورأت في تصريحات القيادي في حركة فتح، "محاولة لإثارة الخلاف الطائفي"، مشددة على أن ذلك "عمل مرفوض وخطير".
من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، أن "تفوهات" الرجوب "تصريحات غير لائقة وتسيء للشعب الفلسطيني وثقافته وقيمه وتقاليده الإسلامية والوطنية".
وأضافت في تصريح مقتضب لها بثته اليوم، "هذا الكلام غير المسؤول من رجل في موقع المسؤولية يمس بمشاعر إخواننا المسيحيين الفلسطينيين باعتبارهم جزء أصيل من نسيج شعبنا وحياته ونضاله".
وأوضحت أن اعتذار جبريل الرجوب، هو الذي يقطع الطريق على كل من يحاول استغلال كلامه للتحريض وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
بدورها، دعت الجبهة الشعبية إلى "محاسبة الرجوب فورًا على تصريحاته المشينة"، ومؤكدة أن هذه التصريحات تمثل إساءة للشعب الفلسطيني بأكمله.
وشددت: "تصريحات الرجوب خارجة عن ثقافة وقيم شعبنا، ويجب أن يخضع للمحاسبة الفورية، ووقوف شعبنا وقواه بحزم أمام هذه التصريحات لمنع تكرارها".
وأكدت الجبهة أن هذه التصريحات بحق جزء أصيل من شعبنا "ليست هفوة من قيادي سبق له أن شغل مواقع رسمية وغير بعيد في مسؤولياته الراهنة عن مظلة السلطة".
متابعة: "التصريحات تعكس نهج السلطة المتفرد، والذي أنتج قيادات استعلائية لا ترى بوحدة شعبنا وثقافته وهويته إلّا تهديد لمصالحها ولنفوذها ولتطبيعها مع الاحتلال".
وفي تصريحات أدلى بها الرجوب لقناة فضائية مصرية حول الانتخابات البلدية، سخر القيادي في "فتح" من الفلسطينيين المسيحيين المؤيدين لحركة "حماس"، واصفا إياهم بـ "جماعة ميري كريسماس".
و أثارت تلك التصريحات موجة من الاستنكار والرفض في مختلف الأوساط السياسية والدينية الفلسطينية.
ووجه مانويل مسلّم (عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات)، رسالة إلى القيادي في "فتح" جبريل الرجوب، جاء فيها "لا تزايد على المسيحيين، فما فعله المسيحيون في خندق المقاومة وفي خدمة شعبهم، تجاوز نضالك بكثير، وأن المسيحيين الذين يقفون في وجه سهام الشر الخارجي هم جنود فلسطين، وليس جبريل الرجوب، مع احترامنا وتقديرنا له"، على حد قوله.
ــــــــــــ
تحرير خلدون مظلوم