"قطع الرواتب" سلاح عباس الأقوى في مواجهة خصومه

عادت سياسة قطع رواتب الموظفين الحكوميين الفلسطينيين التي انتهجها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، منذ نحو عقد من الزمان، لتطل مجدّدا على قطاع غزة وتستهدف العشرات من المحسوبين على تيار القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، وسط استياء وغضب كبير في الأوساط الفتحاوية.

وفوجئ قرابة ستين شخصًا من موظفي السلطة، غالبيتهم من جهاز "الأمن الوقائي" من المحسوبين على تيار دحلان، بعدم نزول رواتبهم عن الشهر الماضي في البنوك، حيث تأكد لاحقا أنه تم قطعها من قبل السلطة الفلسطينية.

الآغا: قرار خاطئ ومرفوض

انتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الآغا، بشدة قطع رواتب العشرات من العاملين في السلطة خلافا للقانون.

واعتبر الآغا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن هذا القرار "خاطئ ومرفوض" مهما كانت مبرّراته، مضيفا "سياسة قطع الرواتب خلافا للقانون لا يمكن قبولها وهو إجراء غير إنساني بالإضافة لكونه غير قانوني وهو لا يمس فقط الشخص المعني بل أسرته وأطفاله".

وقال المفوض العام لحركة "فتح" في قطاع غزة "مثل هدا الإجراء وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها شعبنا، ستكون له نتائج مأساوية تزيد من الألم والمعاناة لأبناء شعبنا".

ودعا رئيس السلطة الفلسطينية إلى العدول عن قرار قطع رواتب الموظفين "حفاظا على السلم الأهلي والمجتمعي".


"جريمة نكراء"

ومن جهته، أكد النائب عن حركة "فتح" أشرف جمعة، أن سبعة وخمسين موظفا من موظفي السلطة تم قطع رواتبهم بشكل "تعسفي" في قطاع غزة، مطالبا بالتوقف عن هذه السياسة التي وصفها بـ "الإرهابية".

وقال جمعة لـ "قدس برس"، "نحن نرفض سياسة قطع الرواتب التي ابتعها الرئيس محمود عباس منذ عام 2007، وهي جريمة نكراء ونوع من أنواع الإرهاب الفكري والنفسي والاجتماعي الذي يمارسه ضد أصحاب الرأي ومخالفة واضحة لقانون الخدمة المدنية وقوى الأمن العام لعام 2005".

وأضاف "من المؤسف أن السلطة تتعامل مع نفسها كأنها فقط سلطة لحركة فتح وان الموظف هو موظف في حركة فتح ولكن الأصل فان السلطة هي سلطة لجميع أبناء الشعب الفلسطيني".

واعتبر جمعة، أن قطع الرواتب يعبر عن "ثقافة خطيرة تهدد المجتمع الفلسطيني بأكمله".

وقال "نرفض استمرار هذه السياسية الإرهابية (قطع الرواتب) ويجب أن تتوقف ويجب إعادة من قطعت رواتبهم سابقا"، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن قطع راتب أي موظف يتم وفق القانون إن كان لديه أي تقصير أو ملاحظات ومن خلال تشكيل لجان تحقيق يحث يتم إتباع القانون في هذا الأمر.

وطالب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الموظفين المقطوعة رواتبهم بالتوجه برسائل إلى كل من؛ رئس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، والجهات المانحة للسلطة الفلسطينية "لوضعهم في صورة ما تعرضوا له من تعسف وظلم وظيفي"، إلى جانب العمل على رفع دعاوى قضائية في المحاكم الفلسطينية والدولية.


زيادة التأزم الفتحاوي

ورأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هشام ساق الله، في هذه الخطوة عاملا لزيادة حدة التأزم والتوتر بين جناحي دحلان وعباس.

وقال ساق الله لـ "قدس برس"، "مثل هذه القرارات تزيد توتير الحالة الفتحاويه كثيرًا وتزيد من تبادل الاتهامات باتجاه أشخاص ساهموا بقطع الرواتب وتؤدي إلى حالة التشاحن والحقد والغل كما أنها لن تحد من حالة محمد دحلان وتزيد من شعبيته والتماسك الداخلي لعناصره وتؤدي إلى زيادة الهوة في الخلاف والشقاق الفتحاوي الداخلي".

وأضاف "ينبغي أن يتم إعلاء الصوت بمعارضة قضية قطع الرواتب ووقفها إلى الأبد وإعادة رواتب كل من تم قطعها بتقارير كيديه وأن يتم الالتزام بالنظام الأساسي للسلطة ولا يقطع راتب إلا بمحكمه وبتشكيل لجنة وفق القانون".

واعتبر أن ما يجري من شأنه أن يوسع الهوة في صفوف حركة "فتح" ويزيد شعبية محمد دحلان ويعطيه وتياره مبررا لمهاجمة عباس.

وأكد ساق الله أن هذا الأمر يحرج قيادات حركة "فتح" على كل المستويات وذلك لتعرضهم للمراجعات اليومية للمفصولين والمطالبة بإعادة رواتبهم.

ويشار إلى أن السلطة الفلسطينية استخدمت سياسة قطع الرواتب مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد سيطرتها على قطاع غزة في صيف 2007؛ حيث قطعت رواتب الآلاف من الموظفين الذين رفضوا الاستنكاف وواصلوا العمل مع الحركة في الوظائف الحكومية.

كما أنها أقدمت قبل عامين على قطع رواتب حالي 300 موظفا من المحسوبين على دحلان، إلا أنها عادت وأرجعت تلك الرواتب.

ويدور خلاف شخصي كبير بين عباس ودحلان أدى إلى فصل دحلان من التنظيم وعدم السماح له بالعودة لا سيما قبل عقد المؤتمر السابع للحركة نهاية الشهر الجاري وذلك رغم تدخل عدة دول عربية للصلح بين الرجلين.


ـــــــــــــــــــــ

من عبد الغني الشامي
تحرير زينة الأخرس

مواضيع ذات صلة
الانتخابات الأمريكية .. بايدن متفائل بالنصر وترمب يتهم خصومه بمحاولة سرقة الانتخابات
أعرب المرشح الرئاسي الديمقراطي، لانتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن صباح اليوم (الأربعاء) عن تفاؤله بنتائج الانتخابات.  وأ...
2020-11-04 07:04:36
عباس: الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى للصمود والثبات
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الثلاثاء، إن الفلسطينيين لن يتنازلوا عنْ أيِ حقٍ منْ حقوقِ الشعب الفلسطيني التي كفلت...
2020-11-10 19:03:38
نشطاء بريطانيون: المقاطعة هي السلاح السلمي الأقوى لإنهاء الاحتلال
أكد نشطاء حقوقيون وسياسيون بريطانيون وفلسطينيون أن "المقاطعة هي السلاح السلمي الأقوى والأكثر فعالية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفل...
2016-02-25 17:48:07