الاقتصاد والسياسة يتصدران أهداف زيارة رئيس الوزراء الجزائري للسعودية
يبدأ الوزير الأوّل الجزائري عبد المالك سلال، غدا الثلاثاء زيارة رسمية إلى السعودية رفقة وفد رفيع المستوى من وزراء ورجال أعمال.
وتشير مصادر جزائرية رسمية إلى أن زيارة سلال إلى السعودية تأتي في إطار "تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما العربية منها".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الجزائرية الدكتور عبد العالي رزاقي في حديث مع "قدس برس"، أن زيارة سلال إلى السعودية، تحمل عدة رسائل اقتصادية وسياسية مهمة.
وقال: "الملف الرئيسي لهذه الزيارة هو بحث سبل انجاح مباحثات فيينا المرتقبة نهاية الشهر الجاري بشأن تثبيت أسعار النفط، وهي المباحثات المرتقب أن تشارك فيها الدول المصدرة للنفط".
ومن المفترض أن يلتقي أعضاء الدول المصدرة للنفط "أوبك" بين 28 و30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في العاصمة النمساوية فيينا لبحث خفض الإنتاج وتثبيته عند مستويات معينة لإعادة الاستقرار للسوق. (بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا من 33.4 مليون برميل فعلية).
ويسعى المشاركون في اجتماعات فيينا المرتقبة، لترسيخ اتفاق بين الدول المصدرة للنفط يساهم في استقرار الانتاج والاسعار، ويراعي ظروف كل من ليبيا ونيجيريا والسماح لهم برفع الإنتاج بعد الاستقرار الأمني والتجميد عند مستوى متفق عليه بالنسبة لإيران.
أما الرسالة السياسية لزيارة سلال إلى السعودية، برأي الدكتور عبد العالي رزاقي، فهي أنها "تطوي صفحة من الغموض اكتنفت طبيعة العلاقات بين الدجولتين العربيتين، وتؤهل الجزائر لأن تلعب دور الوسيط بين الرياض وطهران، لحل الخلافات بين هذين البلدين، ثم الإسهام في حلحلة بعض القضايا الإقليمية التي طال أمدها، وفي مقدمتها الأزمتين السورية واليمنية".
وعما إذا كانت زيارة سلال إلى السعودية تعني تحولا في السياسة الخارجية الجزائرية، التي بدت في الآونة الأخيرة أقرب منها إلى محور ورسيا ـ إيران ـ سورية، قال رزاقي: "الجزائر ليست طرفا في محور، وعلاقتها مع روسيا وإيران مرتبطة بمصالح جزائرية ولا تعكس سياسة محاور".
وأضاف: "أما أن هذه الزيارة لها علاقة بمتابعة مخاوف اندلاع موجة ثانية من الربيع العربي، تكون الجزائر والسعودية جزءا من هذه الموجة، كما توقعت ذلك دراسات أمريكية، فهذه ليست واردة لا في ملفات الزيارة، ولا توجد مؤشرات واقعية بشأنها في البلدين"، على حد تعبيره.
وكان مراقبون قد سجلوا وجود تباينات في مواقف الجزائر والسعودية في عدد من القضايا الإقليمية، في اليمن وسورية، وكذلك في الموقف من مصير الصحراء الغربية.