وزير الشؤون الدينية الجزائري يعترف بوجود منتمين للطائفة "الأحمدية" في بلاده

ورئيس جمعية العلماء المسلمين: التبشيريون أخطر على الجزائر من الأحمدية

اعترف، وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى بنشاط أشخاص ينتمون إلى الطائفية "الأحمدية" في بلاده.

ودعا عيسى خلال مشاركته ضمن فعاليات الدورة السادسة من الملتقى الدولي للقرآن الكريم بجامعة قسنطينة الأسبوع الماضي، من إنجروا خلف تيارات وطوائف دخيلة إلى العودة إلى المنهج الذي تتبعه الجزائر ممثلا في المذهب السني المرتكز على الوسطية.

وقال عيسى: "إن الطائفة الأحمدية بالصيغة التي يروج لها غير موجودة في بلادنا، وإن كل ما في الأمر أن هناك نوايا للتجمع أجهضت من قبل جهازي الأمن والعدالة الجزائرية والمساجد، وأفشلت مخططات من ينوون المساس بما تتبعه الجزائر وما جاء به ديننا الإسلام الحنيف".

وأوضح الوزير أن "هناك 137 مدرسة قرآنية تتبع لجمعيات لها خلفيات طائفية وستشكل لجنة من جامعيين وقانونيين بغرض إخضاعها للرقابة"، وفق تعبيره.

وقد أقر رئيس جعية العلماء المسلمين في الجزائر الدكتور عبد الرزاق قسوم، في حديث خاص لـ "قدس برس"، بأن عدد المنتمين للطائفة الأحمدية، في الجزائر قليل.

وقال: "أعتقد أن الطائفة الأحمدية شذوذ لا معنى له في القاعدة الإسلامية السنية في الجزائر. وغالبية المنتمين لهذا التيار من الجزائريين هم من البسطاء ولا يملكون من المعرفة الدينية الكثير، لأن الأحمدية تعتقد بوجود نبي بعد خاتم الأنبياء والمرسلين، وهذا لا يقول به إلا جاهل بالدين".

لكن قسّوم أشار إلى أن "الأحمدية لا تشكل خطرا على الوحدة الدينية في الجزائر، وأن الخطر الأكبر يمثله التبشيريون المسيحيون".

وأضاف: "الخطر الحقيقي في الجزائر على الهوية الدينية في الجزائر، هو الجهود الذي تبذله جماعات مسيحية باغراءات مالية كبيرة وأيضا عبر وسائل علمية".

وأشار قسّوم إلى أن "الامكانيات المالية المتاحة التي تغدق على هؤلاء يدل على أن هناك مؤسسات حكومية أو مؤسسات ذات طابع عالمي تقف وراءهم للتمكين لهم".

وأكد أن "التبشير بالمسيحية أو الدعوة للتشيع أو أتباع السلفية المدخلية أو الجهادية، كلهم يمتلكون من أدوات التمكين الكثير مما يمكن أن يهدد الوحدة الدينية للجزائر".

ورأى قسّوم الجهات الرسمية في الجزائر، أن "جمعية العلماء المسلمين ووزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى وبعض الزوايا العلمية البعيدة عن الشعوذة يمكنها أن تتصدى لهذه التيارات الوافدة على الجزائر، وتشكل حصنا دونها، إذا توافرت الإرادة الكافية لذلك".

وأعرب قسّوم عن أسفه لأن "وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تتهاون في تمكين جمعية العلماء المسلمين للقيام بدورها في نشر الإسلام الصحيح وحماية وحدة الجزائر الدينية"، على حد تعبيره.

من جهته شكك الباحث الجامعي الجزائري الدكتور عبد اللطيف بالطيب في حديث مع "قدس برس"، في جدية الحديث عن وجود الطائفة الأحمدية في الجزائر، ورجح أن يكون الحديث عنها، فقط للتشويش عن ظواهر أخرى في المشهد الديني الجزائري.

وقال بالطيب: "الطائفة الأحمدية لها آراء شاذة في الدين، بل إن يعضها يتناقض أصلا مع الفهم الديني العام للمسلمين والجزائريين، فهم يقدسون مؤسسها الهندي ميرزا غلام أحمد القأدياني، ويصلون حد وصفه بالمهدي المنتظر".

وأشار بالطيب، إلى أن الجزائر في أغلبها سنية مالكية، وأن "الطوائف الأحمدية والشيعية والسلفية الجهادية من التيارات الدخلية على المجتمع الجزائري"، على حد تعبيره.

يذكر أن "الجماعة الأحمدية" تؤمن بأن مؤسسها ميرزا غلام أحمد القأدياني، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، رسولا بعد محمد بن عبد الله مما يخرجهم من الإسلام عند العلماء المسلمين.

لكن الجماعة تعتبر نفسها حركة إسلامية تجديدية.

ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين، ذلك المصلح الذي تنبأت بمجيئه جميع الديانات العالمية بما فيها الإسلام في المرحلة التي وُصِفت بأنها آخر الزمان، حيث من المفترض له أن يحقق النصر النهائي للدين الإسلامي وفق النبوءات الإسلامية أيضاً.

يشدد الفكر الأحمدي على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد.

ويشدد على أهمية استعادة جوهره الحقيقي وشكله الأصلي، الذي أصبح مبهماً على مدى القرون الماضية.

وترى الجماعة الأحمدية نفسها رائدةً في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سِلمية.

وتؤكد مصادر الجماعة الأحمدية أنها لا علاقة لها بالسياسة وتتعمد إبعاد الدين عن السياسة كما تؤكد أيضا أنها وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.

وتشير التقديرات انه لا يوجد في الجزائر تنوع كبير في الديانات، وتشير التقديرات أيضا إلى أن الإسلام هو دين الجزئريين من 95 إلى 97٪ من الجزائريين، وغالبتهم يتبعون المذهب السني.

والإسلام موجود في دستور الجزائر، حيث "الإسلام دين الدولة" كما يتضمن الدستور الحق في حرية الضمير والرأي.

وتسمح القوانين الدستورية لغير المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية ضمن حدود معينة.

أتباع المذهب الأرثوذكسي قليلون جدا في وسط المجتمع الجزائري المسلم. كذلك يوجد هناك صوفيون التي نشأت كرد فعل على وجهات نظر بعض علماء الدين.

مواضيع ذات صلة
وزير الأوقاف الجزائري: أفكار "الأحمدية" و"الوهابية" و"الشيعة" لا تتماشى مع الإسلام الوسطي في بلادنا
دعا وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجزائري محمد عيسى الجزائريين إلى التمسك بمرجعيتهم الدينية الوسطية ومكافحة كل أشكال التطرف. وقال...
2016-06-15 13:22:42
تونس.. إقالة وزير الشؤون الدينية بسبب تصريحاته ضد السعودية
قرّرت الحكومة التونسيّة، اليوم الجمعة، إقالة وزير الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم، من مهامه، على خلفية تصريحات هاجم خلالها ...
2016-11-04 12:36:25
رئيس الشؤون الدينية التركية يستنكر اقتحام الأقصى
استنكر رئيس الشؤون الدينية التركية محمد كورماز، اقتحام مستوطنين وجنود إسرائيليين لباحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد (1...
2015-09-13 13:19:00