مسؤول سوداني: الدعوة للعصيان المدني لا أثر لها على أرض الواقع

قال بأن الباب مفتوح للصادق المهدي إذا قبل بمخرجات الحوار

أكد القيادي في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان أمين حسن عمر، أن الدعوة التي أطلقتها بعض القيادات السياسية المعارضة للعصيان المدني رفضا لسياسات الحكومة، لم تلق التجاوب المطلوب من قبل الشعب السوداني.

وقال عمر في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، اليوم الاثنين: "الحياة في السودان اليوم كسائر الأيام، ليس فيها أي مظهر يشير إلى العصيان المدني أو شلل الحياة في أي من مناحيها".

وأشار عمر إلى أن الحديث عن العصيان المدني لم يتجاوز مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات بعض مواقع أحزاب المعارضة.

وأضاف: "السودان بلد مفتوح وفيها مختلف سفارات العالم، ويمكنهم أن يتأكدوا من ذلك، أما ما تردده بعض المواقع الإعلامية من مظاهر للعصيان المدني، وأنها تهدد مصير النظام، فهؤلاء حالمون وواهمون ولا أظن أنهم يتحدثون عن السودان".

وأعرب عمر عن أسفه لرفض المعارضة التجاوب مع دعوات الحوار التي أطلقتها الحكومة، وقال: "للأسف الشديد بعض الأحزاب اليسارية والعلمانية، هي التي تقف خلف دعوات العصيان المدني، ونحن نعرف الجهات التي تقف خلفهم، وكنا قد دعوناهم للحوار، لكنهم رفضوا ذلك".

وعما إذا كان لدعوات العصيان المدني أي تداعيات على مجريات الحوار الوطني، قال عمر: "الحوار الوطني وصل إلى توصيات وسيتم تنفيذها، وقد شرع البرلمان في مناقشة بعض التعديلات الدستورية لكي تتوافق مع مخرجات الحوار، وسيتم تشكيل حكومة جديدة مطلع الشهر المقبل من مختلف الأطراف المشاركة في الحوار، ولذلك فالحكومة ماضية في برنامجها دون أي تغيير".

وأضاف: "أبواب الحوار بالنسبة لنا في الحكومة كانت مفتوحة وستظل مفتوحة لمن أراد أن يلتحق بتوصيات الحوار".

وحول الموقف من زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، قال حسن عمر: "السيد الصادق المهدي ليس له موقف واحد في اليوم الواحد، ولذلك لا تعليق على مواقفه، ولكن إذا أراد أن يلتحق بركب الحوار الذي قال بأنه لا يختلف مع مخرجاته فأهلا وسهلا به، وإذا اختار أن يبقى ضيفا على الإخوة في مصر فله ذلك".

وجوابا على سؤال عما إذا كانت الخرطوم تخشى أن يكون بقاء الصادق المهدي في القاهرة تعبيرا عن موقف مصري من الخرطوم، قال حسن عمر: "لقد جربت مصر استضافة المعارضة السودانية على مدى الأعوام الماضية، وأظن أنهم استخلصوا الدروس من ذلك"، على حد تعبيره.

من جهته أكد الإعلامي السوداني يوسف عبد المنان في حديث لـ "قدس برس"، أن المؤسسات الرسمية للدولة والخدمات الأساسية تعمل دون أي تغيير يذكر.

وأشار إلى أن الاستجابة الموظفين في القطاعين العام والخاص لدعوات العصيان المدني ضعيفة للغاية.

وقال: "المشهد الوحيد الذي يمكن ملاحظته اليوم هو انخفاض سير الراجلين على الأقدام، أما باقي المؤسسات العاملة في الدولة كالجامعات والمدارس والمستشفيات فلا يوجد أي أثر للعصيان فيها".

وأرجع عبد المنان ضعف التجاوب مع دعوات العصيان المدني، إلى كونها "صادرة عن جهات مجهولة، تختفي وراء مواقع التواصل الاجتماعي"، على حد تعبيره.

وأطلق ناشطون وقوى سياسية معارضة نداء للسودانيين للعصيان المدني اليوم الاثنين بالتزامن مع ذكرى إعلان استقلال السودان عن بريطانيا في 19 كانون أول (ديسمبر) من العام 1956.

وهذه هي المرة الثانية التي تتم فيها الدعوة للعصيان المدني، حيث كانت المرة الأولى نهاية الشهر الماضي، احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية والتي ادت الى زيادة اسعار السلع الاستهلاكية والوقود والدواء.

ولكن الدعوات هذه المرة ارتفعت لتنادي بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.

وكان الرئيس السوداني قد استبق العصيان المدني وتحدى الداعين له بإسقاط حكومته بعد أن وصفهم خلال خطاب جماهيري "بمناضلي الكيبورد والواتساب".

وتواجه حكومة السودان صعوبات اقتصادية بسبب شح الموارد أولا، وبسبب استمرار بعض جيوب التمرد المسلح في جنوب كردفان والنيل الأزرق وبعض أماكن دارفور.

مواضيع ذات صلة
السودان.. قيادي في الحزب الحاكم ينفي أي مظهر للعصيان المدني اليوم
تضاربت الأنباء حول حجم التجاوب الشعبي في السودان، مع دعوة أطلقها نشطاء لبدء عصيان مدني احتجاجا على سياسة التقشف الاقتصادي التي بدأ...
2016-11-27 13:29:09
مصدر سوداني: ملف المدير السابق لمكتب الرئيس لا أثر له على العلاقات مع السعودية
أكدت مصادر سودانية موثوقة أن ملف وزير الدولة ومدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان، قد تم إسدال الستار عليه بعد إصدار الرئيس البشير، م...
2017-06-19 12:02:56
"الشعبية" تدعو عباس إلى تجسيد خطابه على أرض الواقع
أكد عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جميل مزهر، على أن الحكم على خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام ا...
2015-10-03 11:27:33