الإعلام العبري: الفلسطينيون "انتصروا سياسيا" في مجلس الأمن

وصفت وسائل إعلام عبرية قرار مجلس الأمن ضد السياسات الإسرائيلية الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بأنه "انتصار سياسي" للفلسطينيين، وأنه سيكون له آثار على المدى البعيد.

وقالت القناة العبرية الثانية، إن امتناع الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، عن التصويت ضد القرار، "رسالة بوفاة عملية السلام لإسرائيل ودونالد ترامب، وأن الأخير لن يكون قادرًا على عمل أي شيء".

ولفتت النظر إلى أن أوباما ومن خلال هذا الموقف "يريد أن يخلد شيئا في صفحات تراثه، بعد أن فشل طوال ثماني سنوات في تحريك المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية".

ورأت القناة أن قرار مجلس الأمن بوقف كامل للاستيطان في كل مكان وفي كل المستوطنات، "يشمل أيضًا الأحياء الاستيطانية في القدس مثل؛ جيلو، وحتى حائط البراق".

وحذرت من أنه سيكون لهذا القرار "تبعات سلبية على إسرائيل (...)، فهو سيشجع حركات المقاطعة BDS"، وسيكون له آثار غير مباشرة على المطالبات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

وأوضحت أن القرار يعني "الفصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 67، ويمنع اعتراف العالم بأن المستوطنات المقامة في الضفة الغربية جزء من إسرائيل، ويمنع أي خطوات أحادية إسرائيلية".

وبيّنت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أن قرار مجلس الأمن يعني أيضًا "أن العالم مع قرار دولتين لشعبين، ولا يوجد حل آخر إلا بإقامة دولة فلسطينية، ويعطي بعض الدعم للفلسطينيين وأنهم قادرون على اتخاذ قرارات في الساحة الدولية ضد إسرائيل".

وادعت، أنه لم يكون للقرار أي تداعيات مباشرة على دولة الاحتلال، "لأنه لا يشمل آليات لإجبار إسرائيل على احترام القرار ولا يفرض عقوبات عليها، والسبب الرئيسي هو أن القرار صدر بموجب الفصل 6 من ميثاق الأمم المتحدة، ولذلك فإنه غير ملزم".

وتابعت: "على المدى المتوسط والبعيد سيكون للقرار تداعيات على إسرائيل، والمشروع الاستيطاني على وجه الخصوص، لأنه ينص على أن المستوطنات ليست شرعية وغير قانونية، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".

وأوضحت أنه يدعم الموقف الفلسطيني في الدعوى القضائية التي أقامها الفلسطينيون ضد إسرائيل، فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات، ويشكل سببًا للمدعي العام الدولي للشروع في التحقيق ضد البناء الإسرائيلي في المستوطنات.

ووفقًا للقناة الثانية، فإن القرار يشجع الدول والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية على مقاطعة المستوطنات ومنتوجاتها وفرض عقوبات عليها، "لا سيما وأنه ينص على التفريق بين إسرائيل والمستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

ورأى موقع "واللا الإخباري" العبري، أن التصويت في الأمم المتحدة، من الناحية النظرية، خلق واقعًا جديدًا للمستوطنات، "وهذا يتطلب من الإدارة الأمريكية المقبلة، إجراء تغيير جوهري في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط".

وبيّنت القناة العبرية العاشرة، أن القرار له تأثيرات ذات طابع سياسي على تل أبيب، ويعطي دفعة إلى الأمام للتحركات الحالية والمستقبلية ضد إسرائيل، ويعطي مبررًا لمحكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق ضد الاستيطان.

وتابعت: "يمكن اعتبار القرار دعوة للمجتمع الدولي للتفريق ما بين طرفي الخط الأخضر، مما يعزز ويزيد من قدرة الجهات الداعية لفرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية ووسم منتجاتها".

وذكرت أنه يقلل (القرار) من مساحة المناورة السياسية الإسرائيلية المتاحة لتل أبيب على الساحة الدولية كونه يشكل إجماعًا دوليًا ضد الاستيطان.

وقالت صحيفة "هآرتس"، إن قرار مجلس الأمن ضد المستوطنات، "لإنقاذ إسرائيل من نفسها، وصفعة مهينة لنتنياهو"، محذرة من أنه قد يدفع اليمين الإسرائيلي إلى تحدي القرار عبر فرض مزيد من الحقائق على الأرض.

وأضافت الصحيفة العبرية أن قرار مجلس الأمن، وضع الأساس القانوني للخطوات المستقبلية للأمم المتحدة والدول ضد المشروع الاستيطاني على وجه الخصوص، وضد دولة إسرائيل بشكل عام.

ــــــــــــــ

من سليم تايه

تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
الإعلام العبري: الأمن الإسرائيلي حاول إقناع عباس بقبول اتفاق مع حماس
كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن لقاءات عقدت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" ند...
2018-09-03 05:04:26
"الإعلام" الفلسطينية تطالب مجلس الأمن بلجم الاعتداءات الإسرائيلية ضد الصحافيين
طالبت وزارة الإعلام الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرار (رقم 2222) القاضي بحماية الصحافيين، ومعاقبة المعتدين على حقوقهم. ج...
2019-01-03 10:49:19
الإعلام العبري في شوارع الضفة .. تغطية بقوة الاحتلال
شهدت الآونة الأخيرة، تصاعداً في حجم المطالبات والحملات الداعية إلى مقاطعة وسائل الإعلام العبرية والعاملين فيها، لما تنتجه من مادة ...
2015-11-16 16:43:56