مصر تُثير "الشكوك" حول أي دور مستقبلي بما يخص القضية الفلسطينية

أثار موقف مصر في مجلس الأمن الدولي، بسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من التداول الجمعة الماضية، استياءً واسعًا في الشارع الفلسطيني، لا سيما بعد الحديث عن وجود ضغوط إسرائيلية وطلب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وراء القرار المصري.

وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد بررت ذلك الإجراء بأنه في إطار مساعٍ لمنح الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة للوصول لتسوية كاملة.

موقف الحكومة المصرية ظهر محرجًا بعد إقدام كل من؛ ماليزيا والسنغال وفنزويلا ونيوزيلندا، على إعادة تقديم مشروع القرار بعد سحبه من قبل مصر بشكل نهائي، لتجد القاهرة نفسها محرجة في الموافقة عليه.

واعتبر سياسيون ومتابعون قرارات مصر في مجلس الأمن بخصوص مشروع قرار إدانة الاستيطان، والذي حصل على تأييد 14 دولة، تخبطًا في السياسة الخارجية للقاهرة في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وحاولت السلطة الفلسطينية، الحفاظ على ضبط النفس إزاء الموقف المصري، حيث لم يصدر أيّ موقف رسمي حول سحب مصر لمشروع القرار، وبدا وزير خارجية السلطة رياض المالكي معاتبًا للقاهرة في تصريحات صحفية الجمعة، أكد خلالها أن ما جرى "حالة شاذة"، وأن الفلسطينيين يأملون بأن يحصلوا على "صوت مصر الإيجابي خلال عملية التصويت".

ورأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، أن ما جرى "سوء تقدير من قبل مصر"، وأن "القيادة الفلسطينية لا تشكك في الدعم المصري المساند للحقوق الفلسطينية".

وشدد أبو يوسف في حديث لـ "قدس برس" اليوم الأحد، على أن الموقف مصري في مجلس الأمن "يدعو لإعادة النظر من قبل القاهرة في الآليات المتبعة من أجل دعم ومساندة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية".

وأكد أن "العلاقات المصرية الفلسطينية لا يمكن لها أن تتأثر بهذا الموقف، كونها راسخة، والدعم المصري للقضية الفلسطينية ليس في معرض التشكيك والمزايدة من قبل أي طرف رغم ما جرى".

وقالت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، سميرة الحلايقة، إن "تراجع الدور المصري يظهر من خلال مدى استجابة النظام الحالي للضغوطات الدولية من أجل تتنصل مصر كدولة عربية لها وزنها من الدور المهم في القضية الفلسطينية".

وأفادت في حديث لـ "قدس برس"، بأن ما جرى "تخلٍ واضح عن المسؤولية التاريخية لمصر عن القضية الفلسطينية، وإن ما فعلته القيادة المصرية الحالية لا ينم عن موقف مصر كدولة ولا كشعب، ولا يعبر عن الدور التاريخي لها".

مستدركة: "تراجع مصر وسحب مشروع القرار شكّل صدمة لكل الفلسطينيين الذين بنوا آمالًا على نهج السيسي وسياسته اتجاه فلسطين".

وشددت البرلمانية الفلسطينية، على أن انسحاب مصر وتراجعها في احتضان القضية الفلسطينية والدفاع عن ثوابتها "لن يؤثر على القضية ولا على عمق العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وهو تعبير واضح عن سوء المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتراجع والخذلان العربي اتجاه القضايا الحساسة".

متابعة: "تأثير سحب مشروع القرار سيؤثر بالدرجة الأولى على النظام المصري وعلى شخص السيسي وعلى كل المتخاذلين".

وذكرت الحلايقة أن "إعادة طرح القرار من قبل دول أجنبية والتصويت عليه بالأغلبية يدل على أن الخسارة لم تكن إطلاقًا في صالح من أقدم على سحب القرار".

فيما اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، عبد الستار قاسم، أن الخطوة المصرية "كانت خطأ كبيرًا من قبل السياسة المصرية".

مضيفًا: "كان الأفضل بها الاستمرار في مشروع القرار حتى لو تأكدت أن الولايات المتحدة سوف تستخدم الفيتو ضده، لأن ذلك سيحرج الموقف الأمريكي".

وأوضح أن الخطوة المصرية "جاءت بسبب ضغوط دولية؛ خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم مساعدات اقتصادية للقاهرة، وأنه لم يكن من الجيد التعويل منذ البداية على استمرار مصر في مشروع القرار".

لافتًا النظر في حديث خاص لـ "قدس برس"، إلى أنه "كان واضحًا بأن القاهرة لن تواجه الضغوط الدولية، وسترضخ للمطالب الأمريكية والإسرائيلية فيما يخص هذا القرار".

واستدرك قاسم بالتأكيد على أن "السلطة الفلسطينية لم تكن ستجرؤ على تقديم مشروع القرار عبر أي دولة بدون مساندة عربية ودولية".

واتهم السلطة الفلسطينية وقياداتها في الضفة الغربية، بأنهم "لا يبحثون سوى عن مصالحهم دون استعداد منهم للتنازل عن هذه الامتيازات، فموقفهم لا يختلف كثيرًا عن موقف السيسي في سحب مشروع القرار".

ــــــــــــــ

من يوسف فقيه

تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
محلل سياسي: تل أبيب لن تسعى للوصول لحل جذري بما يخص أزمات غزة
توقع مختص بالشأن الإسرائيلي أن يتخذ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "كابينيت" خلال انعقاده اليوم لمناقشة...
2018-06-10 12:09:12
أوروبا تستبعد أي دور مستقبلي للأسد في سورية
استبعد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أي دور مستقبلي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ضمن استراتيجية موسعة تركز ...
2017-04-03 18:52:02
الأردن والسلطة الفلسطينية يؤكدان تنسيق المواقف بما يخدم القضية الفلسطينية
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الأحد (15 آب/أغسطس)، تنسيق المواقف بينهما "بما ي...
2021-08-15 13:34:36