هل ستتعامل إسرائيل مع شهداء "مقابر الأرقام" وفق انتماءاتهم؟

حقوقيون قال إن تل أبيب تستخدم الشهداء الفلسطينيين لـ "الضغط والمساومة"

شدد المحامي الفلسطيني، رامي صالح، على أن ما صدر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر (الكابينيت) أمس الأحد، "كان متوقعًا من سياسة دولة الاحتلال، في ظل وجود حكومة يمينية عنصرية متطرفة".

وقال صالح (من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان)، إن الاحتلال يستخدم الشهداء الفلسطينيين "كأوراق ضغط ومساومة على المجتمع الفلسطيني، وربطهم بالجنود المختطفين في قطاع غزة".

وأوضح في حديث لـ "قدس برس" اليوم الإثنين، أن هذا الأمر بدا جليًا من خلال سياسة المماطلة والتأخر من قبل سلطات الاحتلال خلال السنوات السابقة، خلال المطالبة بإعادة جثامين شهداء مقابر الأرقام.

وبيّن أن الأفق القانوني حول موضوع استعادة الجثامين بات ضيقًا جدًا، "لأن هناك قرار حكومة إسرائيلية"، لافتًا إلى أن قرار الكابينيت ستلتزم به المحاكم الإسرائيلية، "ولن نجد أي محكمة قد تعارض هذا التوجه".

وذكر مركز القدس (حقوقي غير حكومي)، أنه قدم ثلاثة التماسات للمحكمة "العليا" الإسرائيلية، تتضمّن الحدث عن استعادة جثامين 110 شهداء، من بينهم 10 من قطاع غزة.

وأصدر "الكابينيت" الإسرائيلي أمس الأحد، قرارًا بعدم إعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين المنتمين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ودفنهم في مقابر الأرقام، إلى جانب تشديد العقوبات على أسرى الحركة في السجون.

ورجح المحامي الفلسطيني، أن تقوم المحكمة العليا التابعة لسلطات الاحتلال بفرز الالتماسات التي قدمت لها حول جثامين الـ 110 شهداء، بحسب انتماءاتهم.

وتابع: "بدا واضحًا ومعلنًا من خلالها أن هناك توجه لأن يتم إعادة جميع جثامين شهداء المقابر"، مستدركًا: "لكن في المقابل، تصريحات الكابينيت الأخيرة أظهرت أنه من المتوقع أن يتم فرز الشهداء المحتجزين حسب التوجهات السياسية".

وأوضح أنه خلال الأسبوع الماضي، وضمن المستجدّات الأخيرة في موضوع الجثامين، أمهل القضاة الإسرائيليون النيابة مدة إضافية للرد على الالتماسات الثلاثة كل على حدة، بعدما قالت إنها تحتاج لوقت إضافي للبت في القرار.

وأفادت منسقة الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء، سلوى حماد، بأن الاحتلال يحتجز جثامين 249 شهيدًا في مقابر الأرقام، حسب توثيق مركز القدس.

ولفتت حمّاد النظر في حديث مع "قدس برس"، إلى أن هناك بعض المعلومات التي بدأت ترد لهم (لم يتسنّ لهم التأكد منها بعد) حول قيام الاحتلال بدفن بعض الجثامين في "مقابر مدنية".

وأشارت إلى أن الالتماسات الثلاثة التي قُدمت لمحاكم الاحتلال، شملت 52 شهيدًا معظمهم من بيت لحم ونابلس وجنين ورام الله (الالتماس الأول)، أما الالتماس الثاني فضم 10 من قطاع غزة، والثالث لـ 48 شهيدًا من نابلس وقلقيلية والخليل وطولكرم.

وأضافت أن هناك 67 شخصًا مفقودًا، لم يتسنّ معرفة ما إذا كانوا أحياء أم شهداء، حتى اليوم، مع استمرار العمل حول الموضوع.

ويحتجز الاحتلال جثامين تسعة فلسطينيين استشهدوا خلال "انتفاضة القدس" التي ما زالت مستمرة منذ بداية تشرين أول/ أكتوبر 2015؛ حيث يُبقي عليها (الجثامين) في ثلاجات معهد الطب العدلي "أبو كبير" بمدينة تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة 48)، وهم الشهداء؛ مجد الخضور، محمد طرايرة، محمد الفقيه، حاتم الشلودي، محمد الرجبي، عبد الحميد أبو سرور، رامي عورتاني، مصباح أبو صبيح، محمد نبيل سلام.

ــــــــــــــ

من فاطمة أبو سبيتان

تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
تحرّكات قانونية فلسطينية للإفراج عن شهداء "مقابر الأرقام"
توجهت "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" إلى المحكمة الإسرائيلية العليا بطلب الإفراج عن جثامين 52 شهيدًا مقدسيًا تحتجزهم سلط...
2016-10-11 15:07:50
بيت لحم .. نصب تذكاري للجثامين المحتجزة في "مقابر الأرقام"
افتتح في مخيم الدهيشة (قضاء بيت لحم) نصب تذكاري لجثامين الشهداء المحتجزين لدى الاحتلال في مقابر الأرقام منذ سنوات. وأوضح مدير مؤس...
2016-06-25 11:08:33
الاحتلال يحتجز 249 جثمانًا لشهداء فلسطينيين بـ "مقابر الأرقام"
أفاد مركز "الميزان" لحقوق الإنسان، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز جثامين 249 شهيدًا فلسطينيًا؛ بعضهم منذ ستينيات القرن...
2017-07-30 17:48:59