" زوروا الخليل ".. مبادرة لتشجيع السياحة في أكبر مدن الضفة الغربية

مع بداية العام الحالي، انهمك شبان فلسطينيون بتدشين فعاليات متنوعة ضمن حملة شبابية بعنوان "زوروا الخليل"، بهدف تنشيط الحركة السياحية في مدينتهم الواقعة إلى الجنوب من القدس المحتلة، والتعريف بمعالمها الدينية والتاريخية.

يقول منسق المبادرة "طارق التميمي"، إن فكرة "زوروا الخليل" لم تكن وليدة اللحظة، وإنما يعود تاريخها إلى ما قبل سبعة أعوام؛ "إذ شهدت آنذاك جولة تعريفية لعدد من السياح الأجانب في مدينة الخليل، برفقة مرشد سياحي معتمد من قبل معهد إسرائيلي اعتاد رواية أحداث تاريخية خاطئة وقصّ روايات زائفة عن المدينة وتاريخها، ومن هنا قرّرت وأصدقائي العمل على مواجهة الرواية الإسرائيلية بطريقتنا، وتكثيف الجهود لإبراز ما تتعرض له الخليل من انتهاكات وتعريف زوّارها بها"، وفق قوله.

ويضيف التميمي في حديثه لـ "قدس برس" أن الحملة انطلقت منذ سبعة سنوات لتشجيع زيارة الخليل بمشاركة عدد من الشبان من سكان البلدة القديمة بالخليل، ونجحت في استقطاب عشرة ألاف سائح وزائر قصدوا الأماكن السياحية والتاريخية في المدينة.

ويرى أن الحملة برزت في السنوات الماضية التي شهدت فيها الخليل تهميشا على المستوى الرسمي؛ إذ أنها لم تكن ضمن الأولويات في مشاريع التنمية السياحية، كما انها لم تكن على خريطة السياحة الوطنية.

ويتابع "عبر إمكانيات بسيطة للقائمين على المبادرة، قمنا بإنشاء موقع الكتروني وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الزائر الفلسطيني والأجنبي بواقع وتاريخ الخليل من خلال أرشيف صور يظهر تاريخ المدينة".

وتروج المبادرة الشبابية لنفسها عبر مجموعة من الصور المميزة للمدينة التي تم طباعتها على "بطاقات تعريف"، ووضعت في عدد من مراكز السياح في القدس ورام الله وبيت لحم، بالإضافة إلى ملصقات ومنشورات تم توزيعها لذات الفكرة.

ويشير التميمي الى أن جزءا كبيرا من السياح القادمين للمدينة، هم من المغتربين الفلسطينيين من دول أمريكيا اللاتينية، وسياح أجانب في زياراتهم الأولى للأراضي المحتلة، لافتا إلى أن جولات الحملة ركّزت على إطلاع هؤلاء على معاناة أهالي الخليل جرّاء السياسات الاستيطانية التي تبتلع مساحات كبيرة من أراضي المدينة، إلى جانب التعريف بتاريخها العريق؛ لا سيّما وأنها تعد من أقدم مدن العالم ويعود تاريخها لأكثر من ستة آلاف سنة.

ويؤكد على حرص الحملة الشديد على اختيار المرشدين السياحيين ليقدموا تاريخ الخليل الصحيح؛ حيث أن هؤلاء هم من سكّان المدينة والبلدة القديمة، وعلى دراية وعلم واسعين بتاريخ الخليل ومعالمها.

غير أن المبادرة الشبابية تشكو تجاهل الجهات الرسمية وعدم دعمها لها، مشدداً على أن "زوروا الخليل" هي مبادرة خاصة تسعى لفرض نفسها من خلال الأنشطة التي تقوم بها رغم الإهمال الرسمي.

والخليل مدينة فلسطينية تقع جنوب القدس المحتلة، وتُعتبر أكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة؛ حيث قُدر عدد سكانها في عام 2014 بقرابة 200 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 42 كليومترًا مربعًا.

وتمتاز المدينة بأهمية دينية حيث المسجد الابراهيمي والبلدة القديمة التي تحوي أبرز المعالم التاريخية في المدينة، كما تُعتبر الخليل من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية.

ويحوّل قرابة 600 مستوطن يقطنون في قلب مدينة الخليل بالبلدة القديمة، حياة الفلسطينيين فيها إلى مأساة في ظل مواصلة اعتداءاتهم بشكل يومي؛ حيث يتوزعون على أربع بؤر استيطانية أقيمت في عقارات ومبان تم الاستيلاء عليها من أصحابها الفلسطينيين، بينما يقطن الآلاف من أكثر المستوطنين تطرفاً في العديد من الاستيطانية المحيطة بالخليل.


ــــــــــــــــــ

من يوسف فقيه
تحرير زينة الأخرس

مواضيع ذات صلة
"حدّد هدفك".. مبادرة طلابية تطوعية لتشجيع العمل التطوعي في جنين
"حدّد هدفك، وامضِ إلى حيثُ أراد حلمك أن تكون، واسْعَ أن تكون المُبادر الأوّل في بلدتك للخير، دون أن تنتظر مقابلاً من أحد"، تلك ملخ...
2018-10-22 17:39:57
معرض عقاري إسرائيلي لتشجيع الاستيطان في الضفة
كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، عن افتتاح معرض تنظمه شركات عقارية إسرائيلية في مستوطنة "أريئيل" جنوب مدينة نابلس (شمال القدس المح...
2016-09-25 18:01:25
"قوى رام الله": الاحتلال يستبيح مدن الضفة الغربية
قالت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله إن اقتحام وإحراق قوات الاحتلال الإسرائيلي لشركة صرافة في المدينة (شمال القدس المحتلة) "ج...
2016-04-14 09:34:55