صحيفة بريطانية: التخلي عن حل الدولتين يضر بشرعية إسرائيل ويشجع التطرف

أكدت مصادر بريطانية "أن التخلي عن حل الدولتين في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي سيسمح بتعميق الاستيطان الإسرائيلي واخضاع الفلسطينيين، وسيقود افتراضيا إلى دولة واحدة ولكن بمواطنين درجة أولى ودرجة ثانية.

ورأت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية في افتتاحية لها اليوم الثلاثاء، نقلتها إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية، أن التخلي عن حل الدولتين سيؤدي إلى الإضرار بشرعية إسرائيل الدولية وتعزيز الحملة لمقاطعتها وتقديم حافز جديد للتطرف في المنطقة، ولن يكون ذلك "اتفاق سلام عظيم فعلا" كما قال ترامب، بالنسبة لأي شخص.

وتقول الصحيفة في تناولها لمقترح الرئيس الامريكي دونالد ترامب لسلام الشرق الأوسط: "إن ترامب نحى جانبا عقدين من سياسة الولايات المتحدة والسياسة الدولية بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

وتشير إلى أن "تصريح ترامب (أدرس حل الدولتين وأدرس حل الدولة الواحدة وسأقبل بالحل الذي يرضى به الطرفان)، أدهش حتى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، إذ تحدث ترامب عن اتفاق أكبر بكثير وقد يشتمل العديد من الدول ويغطي مساحة أوسع، مشيرا الى أنه يريد صيغة منطقة أوسع لاستبدال حل الدولتين".

وترى الصحيفة أنه "ليس ثمة ما يعترض عليه في حل دولة واحدة يتمتع فيها الإسرائيليون والفلسطينيون بحقوق ديمقراطية ومتساوية، ويضمن ملكية الأرض ودرجة عالية من الحكم الذاتي ضمن تحالف كونفدرالي. وأن العديد من الفلسطينيين الذين ملوا من فساد وعجز قياداتهم سيقفزون إلى هذا الحل".

وتستدرك الصحيفة بأنه "ليس ثمة تحالف يمكن تصوره في إسرائيل يهتم ولو بدرجة خفيفة بمثل هذا الاتفاق، وتعيد ذلك إلى خشية غالبية الإسرائيليين من احتمال التفوق العددي للعرب على اليهود مستقبليا في هذا الفضاء المحدود بين نهر الأردن والبحر المتوسط، حيث يتساوى سكان الجانبين الآن في الغالب بنحو 6.3 مليون لكل واحد منهم".

وتخلص الصحيفة إلى أن "المقترح الاقليمي الصحيح سيكون بإحياء خطة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002، التي تعرض السلام على إسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة في عام 1967 وخلق كيان فلسطيني مستقل في الضفة الغربية وغزة، عاصمته القدس الشرقية".

وتضيف: "إن إسرائيل لم ترغب أبدا بمناقشة ذلك، لكن لديها الان الكثير من المشتركات مع العرب، شريطة ان تلتزم بحل عادل لقضية الفلسطينيين"، وفق الصحيفة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أكد خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، عن عدم ممانعته لأي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، طالما يوافق عليه الجانبان سواء أكان ذلك بوجود "دولة واحدة أو دولتين".

وقال ترامب: "اتطلع لحل الدولتين أودولة واحدة، وأحب الحل الذي يوافق عليه الجانبان".

وكان ترامب يلمح إلى إمكانية التخلي عن خيار حل الدولتين، وإقامة دولة واحدة تستوعب الفلسطينيين والإسرائيليين، مخالفاً بذلك إحدى ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالدعوة لحل الدولتين.

وكانت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة قد طرحت على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في العام 2003 خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ولذلك سمي بمبدأ "حل الدولتين".

وفي سياق متصل، قال ترامب: "على إسرائيل أن تبدي مرونة أكبر في التفاوض مع الفلسطينيين، وتوقف بناء المستوطنات مؤقتاً كي يمكن التوصل إلى السلام".

وأضاف أن على "الفلسطينيين أن يتخلصوا من بعض الكراهية التي يعلمونها للأطفال ضد الإسرائيليين وأن يعترفوا بإسرائيل، والتحلي ببعض المرونة".

وتابع: "سيكون على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تقديم التنازلات لتحقيق السلام".

وعن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس قال ترامب: "أود أن يحدث ذلك، ونحن ندرس هذا بعمق شديد وبعناية فائقة جداً، صدقوني، وسنرى ما الذي سيحصل بعد ذلك". 

مواضيع ذات صلة
عباس زكي: التخلي عن "حل الدولتين" سيقابله سحب الاعتراف بـ"اسرائيل"
اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، أن ما جاء في تقارير إعلامية حول تخلّي الإدارة الأمريكية عن مبدأ "حل الدولتين" سيك...
2017-02-15 12:32:16
التخلي عن "حل الدولتين" فرصة للانسحاب من اتفاقية أوسلو
أثار التوجه الأمريكي الإسرائيلي مؤخرًا؛ التخلي عن خيار حل الدولتين كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الحديث مجددًا للبحث...
2017-02-19 15:42:08
نائب فتحاوي يحذر من "المقامرة" بشرعية منظمة التحرير
حذر النائب عن حركة فتح ماجد أبو شمالة عضو المجلس الوطني الفلسطيني مما وصفه "بالمقامرة" بشرعية منظمة التحرير الفلسطي...
2015-09-01 13:52:58