"ميرا".. مشروع سيدة فلسطينية أبدعت في صناعة الصابون يدويًا

حصلت على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وتبدع منذ خمس سنوات في صناعة الصابون بطريقة يدوية، ومن المكونات الطبيعية، التي تحافظ على مستخدميها من تبعات المواد الكيماوية.

هويدا أبو يعقوب، سيدة فلسطينية من مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، توجهت لصناعة الصابون "استجابة لرغبتها التي تولدت منذ صغر سنها"، تقول إنها كانت تحضر جلسات طبخ الصابون، وأحبت تطوير هذه الصناعة بجهد ذاتي وفردي.

أبدعت في صناعة الصابون من حليب الماعز، العسل، حبة البركة، زيت الزيتون، وطين البحر الميت، وغيرها من المكونات الطبيعية التي لا تحمل أي أضرار أو تبعات سلبية على مستخدميها.

وبيّنت أبو يعقوب لـ "قدس برس"، أنها تعمل على جمع المكونات الطبيعية من مصادر ثقة، لتبدأ رحلة التصنيع في مكان متواضع أسفل منزلهم، بعد أن كان مطبخ منزلها سابقا هو مكان التصنيع.

وأفادت بأنها تعمل على خلط المكونات ووضع الكميات المناسبة وفق مقادير علمية محددة، قبل أن تضعها في قوالب وتتركها لنحو يومين في درجة حرارة معتدلة، ومن ثم تنظيفها وتغليفها بشكل ملفت ومناسب للتسويق والبيع للمستهلكين.

وتلفت النظر إلى أن "الخبرة التي مكنّتها من إنجاز هذا النوع من الصناعة، جاءت بعد دورات مختصة تلقتها في هذا الجانب، إلى جانب الخبرات التي اكتسبتها نتيجة تواصلها مع خبراء من مختلفة أنحاء العالم".

وأكدت أن مشاركتها في كثير من المعارض المحلية والدولية المختصة في صناعة الصابون "أعطاها دفعة إلى الأمام، وساعدها في نسج علاقات مع آخرين خارج فلسطين؛ خاصة في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، حيث تعمل حاليًا على تزويدهم مما تنتجه من أنواع الصابون".

وذكرت السيدة الفلسطينية، أنها خلال العام الماضي 2016، أنتجت صابونًا باستخدام أكثر من 300 كيلو غرام من الزيوت الطبيعية، وترغب بمضاعفة هذه الكمية خلال العام الحالي لتصل إلى نحو الألف كيلو

واستدركت: "طرقت كل الأبواب، وأخذت كل التراخيص اللازمة من الجهات المختصة، كما تم فحص عينات من إنتاجي في مختبرات وزارة الصحة، بالإضافة إلى أخذ الرخص والماركة التجارية من وزارة الاقتصاد الوطني، وغرفة التجارة والصناعة".

وشددت على أنها ومن خلال مشروعها "ميرا"، تحرص حاليًا على التخصص في صناعة الصابون، مشيرة إلى أن التوجه إلى الصناعات الأخرى (الكريمات ومواد التجميل)، "ضمن تفكيرها، لكن ذلك يتطلب تخصص بشكل أكبر، ومتطلبات مالية خاصة لترخيص هكذا مشروع".

وأوضحت أن لديها القدرة على إنتاج 12 ألف قطعة صابون شهريًا، وتحرص على الاحتفاظ بمخزون معيّن لتلبية طلبات الزبائن والمستهلكين، مشيرة إلى أن ساعات علمها اليومية متفاوتة، وقد تصل إلى ثماني ساعات يوميًا.

وتصل تكلفة القطعة الواحدة من الصابون، إلى 5 دولارات أمريكية (الدولار يُعادل 3.7 شواكل)، مبينة أن "ارتفاع ثمنها يأتي بسبب مكوناتها الطبيعية الأصلية، وتميّزها عن الصابون الموجود بالسوق في هذا الإطار".

وطالبت هويدا أبو يعقوب، بضرورة إعطاء أصحاب المشاريع؛ لا سيما السيدات، دافعًا أكبر "من خلال دعم مشاريعهن وتوفير البيئة والظروف المناسبة لتطويرها وفتح آفاق أكبر لهن".

ودعت لتخفيف الأعباء المالية المفروضة على الصناعات التي تتقنها وتعمل بها السيدات، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.

ــــــــــــــ

من محمد منى
تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
زيت البدّودية ... صناعة فلسطينية في طريقها للانقراض !
د. أسامة الأشقر  الزيتونة شجرة معمرة يصل عمرها إلى آلاف السنين ، وهي وثيقة الصلة بالديانات السماوية، من خلال زيتها الموصوف ...
2016-09-28 13:21:17
رحلة شابة فلسطينية من "التصميم الجرافيكي" إلى صناعة قوالب الحلوى
ما عاد التفنن في صناعة قوالب الحلوى مقتصرا على البرامج التلفزيونية التي تبهر مشاهديها ببديع أشكالها وأناقة مظهرها، ناهيك عن أفكاره...
2017-02-12 08:04:57
البردويل: "تنظيم الدولة" في غزة صناعة السلطة والاحتلال
اتهم القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل، جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، با...
2015-09-03 13:00:24