الملك المغربي في زيارة إلى كوبا طابعها عائلي ورسالتها سياسية
كشفت مصادر مغربية مطلعة النقاب عن أن العاهل المغربي الملك محمد السادس بدأ أول أمس الجمعة زيارة إلى إحدى الجزر الكوبية لقضاء عطلة خاصة هناك.
وذكرت صحيفة "هسبريس" الالكترونية في المغرب، في تقرير لها بهذا الخصوص، أن عددا من الصحف الكوبية استبقت سفر العاهل المغربي إلى كوبا لتمضية عطلة خاصة، من خلال نشرها قبل أيام قليلة أخبارا عن وصوله المرتقب، رفقة عقيلته الأميرة لالة سلمى ونجليه الامير مولاي الحسن ولالة خديجة إلى جزيرة كوبية شهيرة.
وقالت صحف كوبية إن ملك المغرب سيتوجه بمعية أسرته الصغيرة والوفد المرافق له إلى جزيرة "كايو سانتا ماريا" المنتمية إلى أرخبيل "خردينيس ديل ري"، شمال محافظة Villa Clara" " الكوبية.
وسيزور الملك محمد السادس، الذي أنهى عمليا الأسبوع الماضي أزمة التشكيل الحكومي الذي استمر نحو ستة أشهر، أيضا أماكن وفضاءات معروفة في جمهورية كوبا، من قبيل العاصمة هافانا والمركز الحضري فاراديورو، المعروف بتسميه "الشاطئ الأزرق" التابع لمحافظة متانثاث".
لكن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الجزائرية عبد العالي رزاقي، رأى في حديث مع "قدس برس"، أن زيارة العاهل المغربي إلى كوبا لا تخلو من الهدف السياسي، وإن كان الهدف العائلي هو المهيمن عليها.
وقال: "زيارة العاهل المغربي إلى كوبا لا تقتصر على البعد السياحي وحده، على الرغم من أن كوبا ليست هدفا سياحيا متقدما في العالم، وإنما أيضا لها جانبها السياسي، وتندرج ضمن مسعى مغربي لاختراق الفضاءات المنحازة لموقف جبهة البوليساريو والجزائر في ملف الموقف من الصحراء الغربية".
وأشار رزاقي، إلى أن "زيارة العاهل المغربي إلى كوبا تأتي بعد جولاته في عدد من دول الاتحاد الإفريقي، والاستثمارات التي دشنها في عدد من الدول الإفريقية، قبل أن يتقدم المغرب رسميا بمطلب العودة إلى الاتحاد الإفريقي".
واستبعد رزاقي "أن تغير دول أمريكا اللاتينية موقفها السياسي من ملف الصحراء الغربية ومساندة البوليساريو والجزائر"، لكنه قال: "هذه الزيارة تأتي للتشويش على الموقف الجزائري في دول أمريكا اللاتينية، وربما سيدفع الدولة الجزائرية إاى بعض التحرك في هذه الدول، لكنه لن يغير شيئا في الموقف الأصلية الثابتة لتلك الدول التي لا تغير مواقفها بسهولة"، على حد تعبيره.