محلل: فصل قرى القدس يهدف لتغيير الواقع الديمغرافي في المدينة

رأى المحلّل السياسي الفلسطيني، أنطوان شلحت، أن مشروع القانون الإسرائيلي لإعادة رسم حدود مدينة القدس المحتلة، بما يضمن عزل قرى وبلدات فلسطينية خارج حدودها، يمثّل محاولة جديدة لتغيير الواقع الديمغرافي في المدينة "بجعلها مدينة يهودية خالصة".

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، قد كشفت النقاب عن مشروع قانون جديد يحمل اسم قانون "انقاذ القدس كمدينة عاصمة يهودية وديمقراطية".

ويقترح مشروع القانون الذي طرحه النائب عن كتلة "المعسكر الصهيوني" (المعارضة) يوئيل حسون، إخراج بلدات شعفاط والعيساوية وجبل المكبر وبيت حنينا وصور باهر بالإضافة إلى قرى وبلدات أخرى، والتي يعيش فيها أكثر من 300 ألف فلسطيني، إلى خارج حدود مدينة القدس وضمها لمناطق السلطة الفلسطينية.

وصرّح حسون، بأن هذه الخطوة "ستسمح لإسرائيل بضمان السيطرة الأمنية الكاملة على هذه المناطق، والتحرر من المسؤولية المدنية عن حياة 300 ألف فلسطيني، وإعادة تعريف الحدود البلدية للقدس بشكل يضمن غالبية يهودية راسخة وسيادة إسرائيلية كاملة".

وفي حديث لـ "قدس برس"، قال شلحت المحلّل المختص في الشأن الإسرائيلي "إن هذه الخطوة ترمي على المدى البعيد للحد من تأثيرات العامل الديمغرافي الفلسطيني على يهودية الدولة ومنع تحولها إلى ثنائية القومية".

وأضاف "المطلوب قلب موازين العامل الديمغرافي من خلال خفض عدد السكان الفلسطينيين في مدينة القدس، مقابل زيادة أعداد اليهود، بحيث تصبح نسبة سكان القدس العرب بدلًا من 38 في المائة حوالي 12 في المائة".

واعتبر أن الداعين لفصل القرى الفلسطينية عن القدس، يعتقدون أن التخلص من الفلسطينيين في وتحقيق أغلبية يهودية في المدينة، سيؤدي لتحقيق الأمن في القدس التي يعتبرها الداعون لخطة الفصل "عاصمة إسرائيل".

وأشار إلى أن هذه الخطة تتعارض مع اتفاقية أوسلو، التي ألزمت السلطة بالتخلّي عن ممارسة أي نشاط في القدس؛ "وبالتالي فهذه المبادرات والخطط لا تأتي في سياق عملية سياسية تفاوضية مع الفلسطينيين واعترافًا بحقهم في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، وهم لا يريدون مصالحة تاريخية أو اقتسام الأرض مع الفلسطينيين"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.

ولفت إلى أن سياسة التطهير العرقي الممارسة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي القدس، تأخذ أشكالا متعددة؛ منها الإجهاد الضريبي وقرارات الإبعاد عن المدينة وهدوم المنازل ورفض تراخيص البناء، وغيرها.

وكان سياسيون إسرائيليون، يقودهم الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون، قد أعلنوا قبل عدة أشهر عن تشكيل حركة يهودية متطرفة جديدة لبناء جدار فصل عنصري يفصل 28 قرية فلسطينية عن مدينة القدس، تحت شعار عنصري لـ "انقاد القدس اليهودية".

مواضيع ذات صلة
نائب فلسطيني: الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة في القدس لتغيير الواقع الديمغرافي
قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن القدس، محمد أبو طير، إن المقدسيين يتعرضون لـ "التضييق" من قبل الاحتلال الإسرائيلي في محاولة ل...
2018-08-15 14:59:56
"المدينة الحديثة".. مشروع إسرائيلي يهدف لطمس وتهويد معالم القدس
تسعى بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، لإقامة مخطط تسعى من خلاله لطمس المعالم الإسلامية في المدينة من جهتها الغربية، عبر مخطط يح...
2016-08-18 11:14:11
مخطط إسرائيلي لبناء سلسلة من الأبراج في القدس لتغيير وجه المدينة
كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن مخطط استيطاني تهويدي لبلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة،  يتضمن إقامة سلسلة من  ...
2016-12-17 12:28:21