محلل: وقف التنسيق الأمني "تكتيك سياسي" والتراجع عنه كان متوقعا

قلّل خبير سياسي من شأن إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أنه لا يعدو كونه تكتيك سياسي ولا يعبّر عن توجه جدي.

وقال المحلل والكاتب الفلسطيني، ساري عرابي، إن قرار وقف الاتصالات مع الاحتلال والذي اتخذه رئيس السلطة محمود عباس، كان تماشيا مع تطور الأحداث الميدانية في مدينة القدس المحتلة، خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وأضاف عرابي خلال حديث لـ "قدس برس"، "هناك إجماع وطني على قضية المسجد الأقصى ولم يكن بمقدور السلطة أو أي جهة اتخاذ موقف مناوئ لهذا التوجه".

وأشار إلى وجود ارتباط وثيق بين استمرار التنسيق الأمني واستقرار السلطة الفلسطينية والتي تعتبر ثمرة "اتفاق أوسلو"، كما أن هذا التنسيق مرتبط بالظروف الميدانية، وكان مستوى الالتزام به مرهون بتطورات الأحداث على الأرض، لافتا إلى أن علاقات التنسيق لم تتوقف حتى أثناء اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفقا لعرابي.

ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن التراجع عن قرار التنسيق مع الاحتلال كان متوقعا، لأنه اُتخذ كـ "تكتيك سياسي"، ولا يعبّر عن "تحوّل في النهج السياسي للسلطة وسلوكها"، حسب تقديره.

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبريد قد كشفت في عددها الصادر اليوم الأحد، عن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، استئناف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول فلسطيني، قوله "بعد قيام اسرائيل بإعادة الأوضاع في الأقصى إلى ما كانت عليه قبل 14 تموز/ يوليو، أجرى عباس مشاورات مع القيادة الفلسطينية، ومع رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، تقرر في ختامها استئناف التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي مع إسرائيل".

و بحسب الصحيفة العبرية، فإن مصدرا في مكتب الرئيس عباس، أكد هذا الأمر، إلا أنه أشار إلى أن إعادة التنسيق الأمني سيتم بالتدريج وحسب التطورات الميدانية.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية، قد أعلن مؤخرا عن تجميد جميع الاتصالات مع إسرائيل، إلى حين التزام الأخيرة بإلغاء الإجراءات التي اتخذتها مؤخرًا في المسجد الأقصى.

يذكر أن تصريحات متكررة تصدر عن مسئولين إسرائيليين تؤكد أن "السلطة قائمة فقط بفضل اتفاق أوسلو الذي يعتبر التعاون الأمني من أهم ركائزه، وأن السلطة الفلسطينية ستتبخر ولن يكون هناك قاعدة لوجودها طالما أنها ستعلن عن عدم التقيد بهذه الاتفاقيات"، على حد قولها.

ويعتبر التنسيق الأمني أحد بنود اتفاق "أوسلو"، الموقع بين منظمة التحرير وتل أبيب عام 1993، وينص على تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية.

مواضيع ذات صلة
عون يعرقل تمديدا متوقعا لمجلس النواب اللبناني
أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، اليوم الاربعاء، تعليق عمل مجلس النواب (البرلمان) لمدة شهر كامل، غداة تصويت المجلس على مشر...
2017-04-12 19:31:09
قياديون فلسطينيون يدعمون وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال
دعا قياديون فلسطينيون إلى مراجعات سياسية كبيرة على مستوى الداخل الفلسطيني أولا، بإنهاء الانقسام وانجاز المصالحة، وعلى مستوى العلاق...
2016-02-11 18:05:25
وقف "التنسيق الأمني".. قرار يفتقد البوصلة
لا زال قرار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي "يراوح مكانه"، لا سيما بعد مرور...
2016-03-27 12:58:08