قطر تجدد موقفها الداعي لحل الأزمة الخليجية بالحوار ودون مسّ بالسيادة

دول الحصار تؤكد أن خيار التدخل العسكري في قطر لم يكن مطروحا

أعرب أمير الكويت الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تقديره لجهود أمير دولة الكويت وحرصه ومتابعته لحل الأزمة الخليجية ورحب في الوقت نفسه بموقف الرئيس الامريكي المتمثل في ضرورة حل هذه الازمة من خلال الجلوس الى طاولة الحوار لضمان وحدة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أمير الكويت خلال تلقيه لاتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الخميس، على موقف دولة قطر الثابت من حل الخلافات بالحوار البناء الذي لا يمس سيادة الدول، وفق تعبيره.

من جهته أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الدوحة ترحب بالحوار ولكن بشرط رفع الحصار أولا، معربا عن أسفه لطرح الخيار العسكري من جانب دول الحصار لحل الأزمة، والذي كشف النقاب عنه أمير دولة الكويت أمس خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

وبخصوص المطالب الثلاثة عشر نوه وزير الخارجية القطري بما ذكره أمير دولة الكويت أن ما يمس السيادة هو غير مقبول بالنسبة للكويت ولأي دولة، مضيفا أنه كان هناك رد من قبل دولة قطر على كافة المطالب وأن موقف دولة قطر واضح منذ بداية الأزمة بأن يكون الحل من خلال الحوار، وأن يكون مبنيا على أسس أولها ألا يمس السيادة ولا القانون الدولي.

وأضاف: "إن الرسالة التي فهمناها من تصريحات أمير دولة الكويت أن هناك مسعى لإيجاد آلية للحوار، وأن هذه الآلية يجب أن تكون غير مشروطة وأن هذا كان طلب أمير الكويت في الرسالة، وأن هذا ماردت عليه دولة قطر التي تقبل أن يكون هناك بحث لأي مشكلة ولا تكون على شكل إملاءات من طرف إلى طرف آخر وإنما التزامات جماعية بين كافة الدول".

وحول استمرار تمسك دولة قطر بشرط رفع الحصار قبل الجلوس للتفاوض قال وزير الخارجية القطري: "إنه بالنسبة لدولة قطر فإن موقفها واضح منذ البداية، وتحدثنا عن أن مسألة الإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد دولة قطر من قبل الدول المحاصرة يجب التراجع عنها، وأن هذا هو دائما السياق الذي نتحدث فيه، وأن البيئة التي تُهيأ للمفاوضات يجب أن تكون بيئة بلا ضغوط وبلا استخدام أدوات غير قانونية، أما ما يخص سيادة وأمن هذه الدول فهو أمر يرجع لهم، أما كافة الإجراءات التي اتخذت وتمس القانون الدولي تجاه دولة قطر فإن الأمر غير مقبول لدولة قطر ولا لأي دولة أخرى".

وحول تصريح أمير الكويت حول أنه كان هناك عمل عسكري من جانب دول الحصار ضد دولة قطر وأوقفته الجهود الكويتية، قال وزير الخارجية القطري: "إن من المؤسف أن يكون مثل هذا الخيار مطروحا أمام دول من منظومة مثل منظومة مجلس التعاون تجاه دولة عضو في هذه المنظومة، والتي قامت أصلا على الأمن الجماعي وعلى أن يكون هناك تحالف بين هذه الدول"، على حد تعبيره.

وكان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أعرب عن استيائه من التعاطي الإعلامي في التعامل مع الأزمة الخليجية، معتبرًا أن الانحدار الإعلامي قد ساهم في تعقيد الأزمة، وأكد الإيمان والثقة بقدرة وحكمة القادة والرؤساء على تجاوز الأزمة موضحًا أن دولة قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ 13 والتحدث على الطاولة مع الجميع فيما يتعلق بالخلافات مع الاطراف الخليجية.

وأعرب أمير الكويت أن الامل في حل الازمة الخليجية مازال قائما "ولم ينته بعد" مضيفا ان البنود الـ 13 ليست مقبولة جميعا الا ان الحل في "الجلوس مع بعضنا البعض" والاستماع للنقاط التي تضر المنطقة ومصالح اصدقائنا الاخرين.

وأضاف: "ان قسما كبيرا من المطالب الـ 13 سيحل"، واستدرك قائلا "ان كل ما يمس امور السيادة غير مقبول لدينا"، وفق تعبيره.

وكانت دول حصار قطر، (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، قد أعلنت أمس أنها تقدر وساطة أمير دولة الكويت، وأكدت أن الحوار حول تنفيذ المطالب الـ 13، يجب أن لا يسبقه أي شروط.

وأعربت دول الحصار في بيان لها مساء أمس الخميس، عن أسفها على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري؛ وقالت بأن "الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجيا فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها".

وجددت الدول الاربعة بحصارها لقطر، وقال البيان: "إن تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول"، وفق البيان.

ولا تزال الكويت رسميا هي الدولة الوسيطة الوحيدة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر من جهة أخرى.

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 حزيران (يونيو) 2017، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق منافذها الجوية والبحرية معها، فارضة بذلك حصارًا على الدوحة متهمة إياها بـ "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر جملة وتفصيلا.

مواضيع ذات صلة
قطر تجدد الدعوة لإنهاء الحصار وحل الأزمة الخليجية بالحوار
جددت الدوحة دعوتها إلى إنهاء الحصار المفروض عليها منذ حزيران/يونيو 2017 من دول خليجية، معتبرة إياه "غير قانوني". وشددت الشيخة عل...
2020-04-25 18:40:41
قطر متمسكة بالحوار وبالوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية
جدد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني موقف الدوحة الداعي إلى حوار غير مشروط مع دول الحصار مع الالتزام بالتراجع...
2017-08-02 12:34:35
قطر: حل الأزمة الخليجية لا يكون إلا بالحوار
قال رئيس وزراء قطر الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، إن حل الأزمة الخليجية لا يكون إلا بالحوار. جاء ذلك في تغريدة له عبر حس...
2019-06-05 11:13:54