"هيومن رايتس ووتش" تدعو السعودية لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل

دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات السعودية، بعد إنهاء حظرها على قيادة النساء، إلى عدم فرض أي قيود إضافية غير مفروضة على الرجال.

وأشارت "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها اليوم، إلى أن السعودية تواصل فرض قيود أخرى على سفر النساء، منها طلب موافقة أحد الأقارب الذكور للحصول على جواز سفر أو السفر إلى الخارج. على الحكومة إزالة تلك القيود.

وكانت السلطات السعودية أعلنت أول أمس الثلاثاء أن الحكومة ستنهي الحظر الطويل الأمد على قيادة السعوديات للسيارات.

وذكرت "وكالة الأنباء السعودية" أن الحظر سينتهي في حزيران (يونيو) المقبل، بعد أن تتخذ لجنة وزارية مشتركة "الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك" خلال 30 يوما.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "يمثل إنهاء حظر القيادة انتصارا كبيرا للمرأة السعودية التي عملت بشجاعة على مواجهة التمييز المنهجي لعقود. على السلطات السعودية الآن ضمان السماح للمرأة بأن تتساوى مع الرجل كيلا تُحرم أي امرأة سعودية من الاستفادة من هذا الإصلاح".

وأضافت: "على السلطات السعودية التحرك الآن لتفكيك نظام ولاية الرجل بالكامل. إنه أكبر عائق أمام ممارسة المرأة حقوقها"، على حد تعبيرها.

وكان غالبية أعضاء "هيئة كبار العلماء" السعوديين، أعلى هيئة دينية في البلاد، أيدوا وقف الحظر مع "إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع".

وشملت المقترحات السابقة لإنهاء حظر القيادة فرض قيود مثل جعل رخص القيادة مقتصرة على النساء بسن 30 فما فوق، أو السماح لهن بالقيادة فقط خلال ساعات النهار.

وكان الأمير الوليد بن طلال، وهو رجل أعمال مؤثر، قد دعا العام الماضي علنا ​​إلى وضع حد للحظر، لكنه اقترح عدم السماح للنساء بالقيادة "خارج حدود المدينة"، وأصر على عدم إجبار الحكومة الرجال على السماح لأقاربهم الإناث بالقيادة.

ويذكر أن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع قيادة المرأة للسيارات.

في تشرين الثاني (نوفمبر) 1990، قادت 47 امرأة في الرياض قافلة سيارات للاحتجاج على الحظر العرفي. أوقفتهن شرطة المرور واعتقلتهن، وأفرجت عنهن فقط بعد أن وقع أولياء أمورهن تعهدات بعدم محاولة النساء القيادة ثانية.

في أعقاب الاحتجاج، أصدر رئيس هيئة كبار العلماء آنذاك فتوى تمنع قيادة المرأة للسيارة لأنها "تؤدي إلى المفاسد...". وأصدر وزير الداخلية آنذاك مرسوما بحظر القيادة مستندا إلى تلك الفتوى.

تحدت النساء الحظر علنا في عدة مناسبات، أبرزها في عامي 2011 و2013. ونظمت ناشطات سعوديات في عامي 2011 و2013 حملة "لها حق القيادة" عبر أنحاء البلاد، قمن فيها بتصوير أنفسهن يقدن السيارات في الشوارع السعودية.

وألقي القبض على العديد منهن وأجبرن على الإعلان رسميا عن امتناعهن عن القيادة مستقبلا، وبعضهن واجه محاكمة.

ووفق تقرير "هيومن رايتس ووتش"، فإنه على الرغم من أن "هذه الخطوة الإيجابية المعلنة، فإن السعودية لا تزال تفرض قيودا أخرى على المرأة، مثل سفرها إلى الخارج".

وأضاف: "في ظل نظام ولاية الأمر على النساء السعوديات، على كل امرأة أن يكون لها ولي أمر ذكر، إما أب أو شقيق أو زوج أو حتى ابن، له سلطة اتخاذ قرارات هامة نيابة عنها"، على حد تعبير التقرير.

مواضيع ذات صلة
الرئيس التونسي: نعمل على إقرار المساواة الكاملة بين المرأة والرجل
أكد الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أن بلاده ستمضي في إقرار المساواة الكاملة بين المرأة والرجل بما في ذلك المساواة في الإ...
2017-08-13 15:03:00
تونس.. جدل حول مصير "وثيقة قرطاج" ومقترحات لجنة المساواة بين المرأة والرجل
أعلنت حركة "مشروع تونس" اليوم الخميس عن انسحابها من وثيقة قرطاج، وسحب دعمها لـحكومة الوحدة الوطنية، مطالبة بتغييرها "لأن بقاءها بش...
2018-01-18 11:33:03
تونس.. عودة الجدل حول مشروع المساواة في الإرث بين المرأة والرجل
تقدمت "لجنة الحريات الفردية والمساواة" في تونس، بجملة من المقترحات المتعلقة بالحريات الفردية والمساواة في ما يتعلق بالحياة الخاصة ...
2018-06-13 11:27:17