"مهرجان الشارع".. فرحٌ وإحياءٌ للحياة في مدينة القدس
تُحاول الجمعيات الشبابية والمؤسسات الثقافية بالقدس المحتلة، كسر الفراغ الذي باتت تعيشه المدينة وأهلها بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتُحاول بكافة الطرق أن تخلق حياة متجدّدة عبر عروض ثقافية وترفيهية تناسب كافة شرائح المجتمع.
ويُؤكد نشطاء فلسطينيون أن مدينة القدس تبقى بحاجة لشيء من الفرح، رغم الألم الذي تتجرّعه يوميًا بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يترك سياسة عقابية إلّا واتّبعها بحق الشعب الفلسطيني في المدينة.
"مهرجان الشارع"؛ يبدأ اليوم الخميس عروضه وفعالياته، في سبيل بثّ روح الفرح ثانية في أروقة المدينة المحتلة، والتي تُعاني من سياسات الاحتلال؛ لا سيما الهدم والإبعاد والاعتقالات (...).
وتبدأ اليوم عروض وفعاليات "مهرجان الشارع" في بيت حنينا الواقعة شمالي القدس، من خلال مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، جمعية مركز برج اللقلق المجتمعي، المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي، مسرح الرواة، قافلة المسرح المتنقل، وجمعية سوار للثقافة والفنون بالشراكة مع جامعة القدس حيث ستكون العروض في حرم الجامعة (فرع بيت حنينا).
وصرّحت داليا حلاق؛ من مؤسسة الرؤيا، لـ "قدس برس"، بأن ثلاث فرق ستُشارك في العرض الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم وحتى السبت، وهي؛ فرقة سيرك فلسطين من رام الله، فرقة سوار من القدس، وفرقة زمن من عكا.
وقالت إن "قافلة المسرح المتنقل" ستُشارك في المهرجان من خلال رسم البهجة والفرح في قلوب الأطفال عبر العروض والفعاليات ترفيهية ومسرحية، إضافة إلى وجود "بسطات" تعرض المنتجات الفلسطينية واليدوية والتراثية.
ونوهت حلاق: "الشعب المقدسي بحاجة مستمرّة لمثل هذه العروض التي تُناسب كافة الأعمار"، مؤكدة: "أقمنا هذا المهرجان وأسميناه مهرجان الشارع، حتى نجمع كل العائلة، لتُشاهد كافة العروض، والتي تُناسب كافة الأعمار، إضافة إلى أنه مجانيّ كي يستطيع الجميع التواجد".
بدورها، أفادت جمانة النتشة؛ مديرة البرامج والمشاريع في جمعية سوار، بأنها أقامت قبل نحو أسبوعين عرضًا موسيقيًّا في بابيْ العامود والساهرة (وسط القدس)، عبارة عن عزف على العود، "وقد حظي باهتمام واستحسان الجمهور المقدسي".
وتابعت في حديث لـ "قدس برس"، أن عرضًا آخر قدّموه في شارع "نابلس" بالقدس (أول أمس)، عبارة عن دبكة تُراثية، حظي باهتمام الناس الذين بدأوا بالتجمهر والتصوير والتصفيق حول المشاركين فيه، حتى أن أحد الأطفال وبشكل عفويّ قام بأداء الحركات ذاتها التي يقوم بها العارضون.
وتُشير إلى أن "سوار" ستُشارك في إنتاجها الفني "جدل" في اليوم الثاني من مهرجان الشارع، وهو عبارة عن دبكة شعبية، هدفه الأول الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية، إضافة إلى احترام الآخر الذي يختلف عنّا (كان العارضون يلبسون لباسًا مختلفًا عن بعضهم من زي مدرسيّ، حجاب، لباس يومي) ومن هنا جاءت تسمية "جدل".
وتوضح أن "سوار" وباقي المؤسسات المشاركة، تهدف إلى إنعاش القدس، وبثّ الحياة فيها، في الوقت الذي تعيش فيه ظروفًا صعبة.
وأضافت: "ومن حق شعبنا أن يفرح كما غيره من خلال أبسط الأمور وأجملها، سواء كانت العروض المسرحية أو الدبكة أو الموسيقى".
يُشار إلى أن "مهرجان الشارع"، يُنفّذ ضمن مشروع "رسائل" الممول من الدول المانحة السويد، النرويج والنمسا، من خلال برنامج تعزيز صمود وتنمية المجتمع الفلسطيني في المناطق المسماة "ج" وشرقي القدس (CRDP) من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).