الضفة الغربية.. المستوطنون يسرقون ثلاثة أرباع محاصيل الزيتون الفلسطيني

مع بدء موسم قطف الزيتون؛ بداية تشرين أول/ أكتوبر الجاري، صعّد المستوطنون اليهود من اعتداءاتهم على المزارعين الفلسطينيين أثناء عملية "جد (قطف الثمار) الزيتون".

وقد قامت مجموعة من مستوطني مستوطنة "يتسهار" المُقامة على أراضٍ فلسطينية جنوبي مدينة نابلس؛ مع بداية الشهر، بمهاجمة المزارعين في المنطقة الغربية من بلدة حوارة (جنوبي المدينة)، وبدأوا "بتكسير" أشجار الزيتون ورمي الحجارة على الفلسطينيين، لكن سرعان ما قام السّكان بالتجمهر والتصدّي لهم، كما قاموا بطردهم من المكان.

وقامت مجموعة أخرى من المستوطنين، قبل يومين، بإغلاق طرق تؤدي إلى أراضي الفلسطينيين الزراعية في قرية قريوت جنوبي نابلس، من خلال الحجارة، كما وضعوا قُنبلة بينها لتنفجر في وجه الفلسطينيين.

وتكرّرت تلك الحوادث أيضًا في رام الله ونابلس ومناطق عدّة قريبة من البؤر الاستيطانية والمستوطنات، لتصل حد سرقة ثلاثة أرباع المحاصيل الزراعية، وما تبقّى لا يكفي لشيء، وفق رواية أحد المزارعين.

المواطن عايد مظلوم، وهو أحد المتضررين جراء اعتداءات المستوطنين بشكل دائم، نتيجة قُرب أرضه وإخوته من البؤرة الاستيطانية "زيت رعنان"، حيث لا يُمكن له دخول أرضه متى شاء، بل يحتاج لـ "تنسيقٍ" للوصول لها؛ مثال حيّ على تلك الانتهاكات.

وأوضح مظلوم لـ "قدس برس"، أن هذه البؤرة الاستيطانية (زيت رعنان) غير مسيّجة، "ما يمكّن المستوطنين من اقتحام أرضنا وسرقة ثمارها والتنكيل بنا باستمرار، خاصة مع موسم قطف الزيتون".

ونوه إلى أن آخر اعتداء كان أول أمس (الأحد)، حينما اقتحم المستوطنون أرضه، وسرقوا الزيتون عن الأشجار، "ورغم أننا نعلم أن أي إجراء سنقوم به ضدّهم لن يُفيد بشيء، إلّا أننا قدّمنا شكوى في شرطة بنيامين الإسرائيلية، كما قمنا بتصوير وتوثيق عملية السرقة بالكامل".

وأشار إلى أن ما يحدث "سياسة احتلالية ممنهجة، نُمنع من خلالها نحن أصحاب الأراضي من دخولها إّلا بتنسيق مسبق، وفي الوقت الذي يكون فيه إخواننا قد انتهوا من جد الزيتون، وحفظوا زيتهم، وانتهوا من العملية بالكامل، نكون نحن بانتظار يومين أو ثلاثة لدخول أراضينا".

وأكد أن العمل في قطف الزيتون كان يستغرق من عشرين يومًا حتى 30، ليحصل بالنهاية على 100 تنكة من الزيت، لكن اليوم وبعد السرقة التي يتعرّض لها من قبل المستوطنين لا يجد المواطن مظلوم زيتونه.

وأردف: "رغم أن الاحتلال ينسّق لدخولنا لأيام قليلة، وحتى وإن كان ذلك لدقائق معدودة، فهذا تأكيد على حقّنا في الأرض، ورسالة للمستوطن السارق بأن الأرض لنا، رغم أن الشرطة والجيش الإسرائيلي بحمايتك لكن في النهاية هذه مُلكي".

وشدد على أن الاحتلال يؤخر على العائلة موسم قطف الزيتون، وتحديد وقت دخول الأراضي، "وذلك من أجل سرقة أكبر كمية ممكنة منها، فهم يسرقون ثلاثة أرباع المحصول، وما يتبقّى شيء بسيط".

بدوره، صرّح رامز عبيد؛ من دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية، بأن هناك نحو 60 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية التي عُزلت خلف الجدار العنصري، لافتًا إلى أنها تحتاج تنسيقًا إسرائيليًا لدخولها من قبل أصحابها.

وأضاف لـ "قدس برس"، أن تلك الأراضي قريبة جدًا من المستوطنات الإسرائيلية، حيث تتعرّض بشكل مستمر لاعتداءات المستوطنين.

وأشار إلى أن عدد أشجار الزيتون في تلك المساحة المذكورة أعلاه، تصل لنحو نصف مليون شجرة.

 
مواضيع ذات صلة
نابلس.. مستوطنون يسرقون محاصيل الزيتون من أراضٍ زراعية فلسطينية
أقدم مستوطنون يهود على سرقة ثمار مئات أشجار الزيتون من أراضٍ زراعية فلسطينية قرب مستوطنة "شافي شمرون"، غرب مدينة نابلس (شمال القدس...
2017-11-01 09:33:50
مستوطنون يسرقون مئات شتلات الزيتون والعنب في بيت لحم
أقدم مستوطنون إسرائيليون، مساء الجمعة، على سرقة مئات الشتلات من الزيتون والعنب من أراضي قرية فلسطينية جنوبي الضفة الغربية المحتلة....
2017-01-28 08:28:09
مستوطنون يسرقون مئات شتلات الزيتون بعد اقتلاعها جنوبي بيت لحم
أقدم مستوطنون إسرائيليون، اليوم الخميس، على اقتلاع وسرقة قرابة 400 شتلة زيتون في بلدة "الخضر" جنوبي بيت لحم (جنوب القدس المحتلة). ...
2017-02-09 09:08:36