غزة .. عقد مصالحة مجتمعية لـ 100 فلسطيني من ضحايا الانقسام الداخلي

أعلنت اللجنة الوطنية العليا للمصالحة المجتمعية، اليوم الخميس، عن إتمام المصالحة لـ 100 فلسطيني من ضحايا الانقسام بما يعرف باسم "جبر الضرر" ليصل عدد الضحايا الذين تم تعويضهم إلى 140 حالة منذ ان بدأت اللجنة عملها قبل عام تقريبا.

جاء ذلك في مهرجان جماهيري حاشد بمشاركة عشرات  الآلاف من الفلسطينيين أقيم اليوم، في مدينة غزة بحضور أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) وقادة الفصائل الفلسطينية وعوائل الضحايا وذلك على شرف الذكرى السنوية الـ 13 لوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية في كلمته، أن الضحايا الذين قضوا في أحداث الانقسام "شهداء قضوا من أجل تحرير فلسطين".

وقال: "صحيح أننا اختلفنا وسالت الدماء بيننا لكن روح فلسطين والقدس والانتماء للأقصى والثورة  ونداء أبو عمار (الرئيس ياسر عرفات) تجعلنا نعود اليوم لنكون أخوة متحابين".

وأضاف: "اليوم نطبق وثيقة الاتفاق الوطني 2011 كما في بند المصالحة المجتمعية، حيث أنجزنا المصالحة لـ 140 عائلة".

وأكد الحية أن المصالحة الوطنية يجب أن تقوم على قاعدة الشراكة والعمل المشترك، معلنا رفضه لما اسماه "سياسة الاقتصاد والتفرد والعنجهية والكبرياء".

وشدد على المصالحة تحتاج إلى الأمانة والإرادة والتوافق، قائلا "ونحن ذاهبون للقاهرة من أجل بقية الملفات".

وقال الحية: "نريد أن يكون لنا حكومة وطنية واحدة وفية للشعب الفلسطيني ولشبابه وفتياته وموظفيه، ونحن جاهزون للذهاب لصناديق الاقتراع".

وأضاف: "نريد أن نذهب للانتخابات العامة لننهي هذه الحالة العامة".

من جهته، أكد النائب عن حركة "فتح" ماجد أبو شمالة في كلمة الحركة على تفاهمات القاهرة في تموز/ يوليو الماضي، التي قال إنها "أسست لمصالحة وطنية حقيقية  طوت صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني من خلال المباشرة في إنهاء ملف المصالحة المجتمعية  الأشد خطورة والأكثر حساسية".

وأضاف أبو شمالة: "ماضون لعلاقة وطنية إستراتيجية ومصممون على أن تصبح الخلافات والأحقاد والنزاع خلف ظهورنا".

وأضاف: "نجسد اليوم معنى الوحدة والتصالح الوطني من خلال جبر الضرر لأكثر من 100 عائلة شهيد".

وشدد على المصالحة المجتمعية تنهي مرحلة الأحقاد والدماء وتؤسس لمصالحة فلسطينية على أرض صلبة.

وطالب النائب عن حركة "فتح" بأن ترتكز المصالحة الوطنية على الشراكة ورفض الإقصاء والعمل فوراً على توحيد الصفوف وتجسيد سيادة القانون.

واعتبر ان المصالحة الوطنية هي اقصر الطرق للحرية، وان عمل المصالحة المجتمعية يأتي في إطار دعم جهود مصر لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية.

وقال ابو شمالة: "المصالحة ليست استلام للمعابر والمقرات من قبل السلطة بل هي تفعيل لدور السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية".

وأضاف: "حتى تكون المصالحة حقيقية يجب أن تتركز على الشراكة ورفض الإقصاء وعودة السلطة التشريعية وسيادة القانون يسري على القانون".

ودعا النائب عن حركة "فتح" إلى تفعيل التشريعي لتعزيز السلطة التشريعية إجراء الانتخابات العامة.

وفي السياق ذاته، استعرض القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، رئيس لجنة المصالحة المجتمعية أعمال هذه اللجنة التي تتشكل بمن حضر من الفصائل الفلسطينية وسعيها لإنهاء كافة ملفات الاقتتال الداخلي.

وأشاد بعوائل ضحايا الانقسام الذين يتعاونون معهم رغم مصابهم الجلل لفقدانهم أبنائهم خلال أحداث الانقسام.

وأكد على أن لجنته تعمل من أجل تجسيد الوحدة الوطنية على حقيقتها من خلال المصالحة المجتمعية أساس إنهاء الانقسام.

وتطرق حبيب لاجتماع الفصائل الفلسطينية المقبل في القاهرة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وأجندته.

وقال:" نريد من اجتماع الفصائل في القاهرة انجاز ترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل المؤسسات وعلى رأسها منظمة التحرير على قاعدة الشراكة وعدم الإقصاء وإجراء الانتخابات للمجلس الوطني والتشريعية والرئاسية".

وندد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالأصوات التي تعالت من اجل سحب سلاح المقاومة ووصفها بـ "الأصوات النجسة".

وقال: "سلاح المقاومة هو شرفنا وطالما هناك احتلال ستبقى المقاومة حاضرة، وندين كل الأصوات النشاز التي طالبت بسحبه".

من جهته، أكد الشيخ محمد سليمان الفرا المتحدث باسم عوائل ضحايا الانقسام على أهمية إنهاء صفحة الانقسام وفتح صفحة جديدة قائمة على التسامح والصفح.

وقال: "عفونا عفواً تاماً عن حقنا الثابت لنا شرعاً وقانوناً وعرفاً في دماء أبنائنا المغدورين ابتغاء مرضاة الله وحرصاً على توحيد الصف الفلسطيني".

وأكد أن قبولهم بهذا الأمر بمحض إرادتهم هو من أجل الوطن وإنهاء الانقسام الداخلي.

ووصف النائب عن حركة "فتح" أشرف جمعة، أمين اللجنة هذا اليوم بانه "يوم تاريخي".

وقال جمعة لـ "قدس برس":"شرف عظيم لنا ونزداد شرفا ونحن نقف أمام جماهير شعبنا في هذا اليوم لجبر الضرر عن 100 عائلة شهيد سقط في أحداث الانقسام".

وأضاف: "أقدم اعتذاري بإسمي وبإسم كل إخوتي الذين ساهموا في إنجاز المصالحة المجتمعية عن كل سنوات الألم والجرح ولكل صرخة طفل فقد أبيه ولكل زوجة وأم وأب فقدوا من كان ينير لهم الطريق".

وينص اتفاق القاهرة 2011 على تشكيل اللجنة الوطنية للمصالحة المجتمعية للنظر في قضايا الدم، حيث بدأت اللجنة مؤخرًا عملها بشكل رسمي على الأرض بعدما أمنت 10 مليون دولار تبرعت بها دولة الإمارات العربية لدفعها لعوائل الضحايا، من أصل 50 مليون دولار تم تقديرها لهذا الأمر.

ولقي حوالي 700 شخص مصرعهم، وأصيب الآلاف بجراح إثر النزاع المسلح الذي وقع بين حركتي "فتح" و"حماس" مطلع حزيران/ يونيو 2006، بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة الفلسطينية.

وامتدت الأحداث لما عرف لاحقًا باسم "الحسم العسكري" في منتصف حزيران/ يونيو عام 2007، وطرد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من غزة، وبسط "حماس" سيطرتها بالكامل على قطاع غزة.

مواضيع ذات صلة
غزة.. عقد صلح بين 12 عائلة من ضحايا الانقسام الفلسطيني
عقدت "اللجنة الوطنية العليا للمصالحة المجتمعية"، اليوم الثلاثاء، "احتفالًا وطنيًا" شمال قطاع غزة لـ "جبر الضرر" عن 12 عائلة من ذوي...
2017-10-17 12:17:41
غزة.. اطلاق حملة توعية مجتمعية للتصدي لفيروس "كورونا"
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، إطلاق حملة توعية مجتمعية للتصدي لفيروس "كورونا" بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤ...
2020-12-07 20:54:06
"صحة" غزة: 3 عوامل مجتمعية تنذر بدخول الموجة الثالثة من جائحة "كورنا"
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، من ثلاثة عوامل مجتمعية، تنذر بدخول القطاع في موجة ثالثة من جائحة "كورونا". وذكر نائب مدير عام...
2021-08-12 15:25:51