مختصون: أبعاد استراتيجية خلف نشر الاحتلال لقواته في ضواحي القدس

يرى مختصون فلسطينيون أن قرار سلطات الاحتلال، نشر قوات عسكرية من الجيش، في ضواحي مدينة القدس بدلًا من الشرطة الإسرائيلية، يحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة تستهدف الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وسائل إعلام عبرية ذكرت أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ في الأيام المقبلة، بنشر جنوده داخل ضواحي القدس وفي الأحياء الواقعة خارج جدار الفصل العنصري كجزء من مما أسمته إعادة انتشار الجيش في منطقة "غلاف القدس".

وبحسب ادعاء صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الإجراءات الإسرائيلية، تأتي في ضوء المصاعب التي تواجه الجيش بمواجهة الوضع الأمني والتعاون مع الشرطة في هذه المناطق، وأن الانتشار سيظهر في بلدة "كفر عقب"، فيما يأمل الجيش أن تقوم الشرطة بمعظم الأنشطة في مخيم "شعفاط" للاجئين الفلسطينيين.

وأوضحت، أن الجيش لن يتسلم الصلاحيات المدنية في هذه المناطق، لكن الأمر سيقود إلى نشر الجنود بين السكان، الذين يحمل غالبيتهم الهوية الزرقاء (في إشارة إلى الفلسطينيين القاطنين في مدينة القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948).

وتنقل الصحيفة، عن الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال العميد رونين مانليس، في تبريره للقرار، أن هناك زيادة في عدد منفذي العمليات الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء، وهناك مدن ملجأ لهم هي المدن التي يعمل فيها الجيش بشكل أقل، ولذلك تقرر إعادة الانتشار فيها بشكل مختلف".

إلا أن المختص في شؤون القدس جمال عمرو، ينظر بخطورة كبيرة إلى الخطوة الإسرائيلية، والتي يرى أن مبرراتها "واهية" ولا تتعلق بملاحقة الشبان من قبل جيش الاحتلال بدلًا عن الشرطة التي هي أكثر تدريبًا وهمجية كما يحاول الاحتلال تصوير الأمر.

ويعتبر عمرو في حديث لـ "قدس برس" أن هذه الخطوة الإسرائيلية تدعم الخطة الاستراتيجية للاحتلال والتي تهدف إلى ابتلاع الضفة الغربية من خلال الخروج خارج الجدار، وإطباق فكي الكماشة على الضفة عدا القدس التي ستنشر فيها النقاط العسكرية وبذلك استهدف آخر لإنهاء القضية الفلسطينية.

ويتساءل عمرو مستنكرًا "متى كانت القدس ليست تحت الاحتلال العسكري"، ليؤكد أن "الاحتلال العسكري كان دومًا بالمدينة المقدسة وضواحيها مغلفًا بقشرة رقيقة من المدنية عبر شرطة إسرائيلية كانت تطلق النار بكل سهولة صوب الفلسطينيين وهو بذلك يريد ذر الرماد في العيون بتصوير الأحياء أنها تمارس العنف وأنه يجب وضعها تحت الإدارة العسكرية".

ويتابع عمرو حديثه "يريد الاحتلال أن يقول للعالم أنه يفرض الأوامر العسكرية على المدينة المقدسة حديثاً بسبب العنف".

ويرى عمرو أن الاحتلال يبعث من خلال هذا القرار عدة رسالة للفلسطينيين أنه عندما يريد أن يضع حدوداً لا يتراجع عنها، فحدود المدينة المقدسة التي رسمها عام 1967 حتى وان كانت خارج الجدار سيحاول الاحتفاظ بها وفرض أمر واقع جديد وارسال رسالة طمأنه للمستوطنين في شرقي القدس ان الجنود يوفرن الامن والحماية لكم، ومؤشر على نية الاحتلال لشرعنة كافة المستوطنات.

من جهته، فنّد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري ادعاءات الاحتلال الاسرائيلي حول نقل المسؤولية الأمنية عن تلك المناطق من شرطة الاحتلال إلى قواته العسكرية "الجيش" بحجة الأمن وتصاعد ما يسميه بالعنف رغم أن وجه الاحتلال واحد سواء من شرطة او جيش او حتى مستوطنين، معتبراً ان هذه "شماعة" يعلق عليها الاحتلال اجراءاته منذ سنوات طويلة لتحقيق اهداف استراتيجية تتعلق بمستقبل مدينة القدس والضفة الغربية.

ويشير الحموري الى أن هناك خطة وترتيب جديد في تلك المنطقة المستهدفة بالقرار الاخير فبعد الحديث عن اعادتها للسلطة الفلسطينية كانت يطرح سيناريو لإعادتها للإدارة المدينة، ويتولى جيش الاحتلال المسؤولية عنها وهو القرار الذي يبدو انه تم الاتفاق عليه ضمن مخطط استهداف التواجد الفلسطيني في تلك المنطقة.

ويتوقع الحموري أن هذا المخطط سيستهدف مناطق اخرى في مدينة القدس ولن ينحصر في المناطق الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، وتم الحديث عن تطبيقه في جبل المكبر وصور باهر في بداية انتفاضة القدس، ويبدو أن هناك ترتيبات جديدة بعد بناء مستوطنة قريبة في منطقة المطار أعلن عن جزء بسيط منها.

وربط الحموري بين اجراءات الاحتلال في منطقة "باب العمود" قرب المسجد الأقصى بخطوات مستقبلية سيقدم عليها تتعلق بموضوع المسجد الاقصى.

وبيّن أن بناء أبراج مراقبة بالباطون المسلح ذات طابع عسكري يتعلق بجيش الاحتلال، دون أن يكتفي بوضع كاميرات ومجسات المراقبة التي تقيها شرطة الاحتلال مما يشير إلى ارتباط تلك الاجراءات بخطوات مرتقبة للاحتلال ضد المسجد الأقصى بعد انتهاء مرحلة التهويد والاقتراب من خطوات كبيرة تتعلق بالمقدسات، وبما يدور الحديث حوله من ضغوط عربية بإخلاء مسؤولية الاردن عن المقدسات الاسلامية.

وتشير صحيفة "هآرتس" إلى أن هناك لواءان إقليميان في جيش الاحتلال "بنيامين" و"عتصيون"، مسؤولان عن منطقة غلاف القدس، وتقرر الآن أن يتولى لواء بنيامين المسؤولية عن كامل المنطقة، بما في ذلك أحياء القدس الواقعة خارج السياج، وكذلك أبو ديس، العيزرية والقرى الفلسطينية الأخرى التي تقع حاليا تحت مسؤولية لواء عتصيون.

 وسيتولى لواء "إفرايم" المسؤولية عن شمال المنطقة التي يتولى فيها لواء "بنيامين" المسؤولية حاليا، لتمكينه من الاضطلاع بمهامه الجديدة.

وبينت الصحيفة أن هذه الخطوة ستتم بالتعاون مع قوات الشرطة والـ "شاباك"، التي ستواصل العمل في المنطقة إلى جانب الجيش، بيد أن السلطة الأمنية ستخضع الآن لقائد اللواء، وسيقام قريبا جهاز مشترك لممثلي كل هذه الجهات.

 ووفقا لمانليس فان هذا "سيؤدي إلى تضخيم الآليات في مجال إحباط اعمال المقاومة في مناطق غلاف القدس، وسيحسن الحوار بين مختلف المنظمات".

وأفادت صحيفة "هآرتس" مؤخرا أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية نقل المسؤولية الأمنية الفعلية عن جميع المناطق الواقعة خارج الجدار الفاصل في القدس الشرقية، من الشرطة إلى الجيش.

وعلى الرغم من أنها مدرجة ضمن الحدود البلدية للقدس، إلا أنه منذ بناء السياج قبل 13 عاما، بدأت القيادة المركزية ومنسق الأنشطة الحكومية في المناطق بمعالجة مسألة اعمال المقاومة في القدس الشرقية، وأوضحت المؤسسة الأمنية أن الهدف ليس تغيير وضع الأحياء أو الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.

ووفقا للتقديرات، يعيش في أحياء الواقعة شرقي القدس على الجانب الآخر من السياج، نحو 150 ألف فلسطيني، يحمل أكثر من نصفهم بطاقات الهوية الإسرائيلية ومكانة المقيمين الدائمين، وبسبب الانفصال المادي عن المدينة، نادرا ما يتلقى سكان الأحياء خدمات من البلدية، وأصبحوا محورا للإهمال والبناء غير المنظم والجريمة.

مواضيع ذات صلة
الاحتلال يخلي سبيل مدير شرطة ضواحي القدس ومرافقه
أخلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، سبيل مدير شرطة ضواحي القدس في السلطة الفلسطينية، ومرافقه، بعد احتجازهما لعدة ساعات. وأ...
2022-03-06 07:18:42
آليات إسرائيلية تُجرف أراضٍ ومشاتل فلسطينية في ضواحي القدس
أقدمت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، على تجريف أراضٍ زراعية بمساحة خمسة دونمات تعود لمواطنين فلسطينيين شمالي...
2018-06-25 08:25:03
معارض سوري: الأسد يجبر المعتقلين لديه على الانضمام لقواته
كشف رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أنس العبدة، النقاب عن أن "نظام الأسد أطلق سراح بعض المعتقلين واشترط انضما...
2016-06-12 10:01:10