بشّور: "مسيرة العودة الكبرى" تزيد من إرباك العدو وحصاره إقليميا ودوليا

رأى الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، أن "لجوء الشعب الفلسطيني لجمعة الإطارات، أو الكاوتشوك في مواجهة الاحتلال الصهيوني في فلسطين، هو تعبير عن قدرة هذا الشعب العظيم على استنباط أساليب مقاومته المسلحة والشعبية بكل أشكالها، فيما يربك العدو ويحاصره يوماً بعد يوم على المستويات الإقليمية والدولية".

وأكد بشور، في حديث مع "قدس برس"، أن "فكرة مسيرة العودة الكبرى التي تتراكم حلقاتها يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، هي فكرة تسهم في دحر الاحتلال وفي إرهاق جيشه وقواه الأمنية التي لا تستطيع أن تبقى في الشوارع كل هذه الأشهر، فيما زخم الشعب الفلسطيني المنتفض يزداد يوماً بعد يوم، وارتقاء شهدائه لا يزيده إلاّ تصميماً على المقاومة".

ورأى بشور، أن "هذا الأسلوب الجديد من الانتفاضة الذي يجعل كل النقاط والحواجز الإسرائيلية نقاط اشتباك مع الجماهير المنتفضة، هو تأكيد على أن حركة المقاومة في فلسطين هي حركة متصاعدة لا تحتاج إلاّ إلى احتضان من كافة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية المدعوة إلى تجاوز حال الانقسام المدمّر، ومن كل القوى الشعبية العربية والإسلامية التي لم تتحرك بما يليق بمستوى هذه الانتفاضة المتواصلة في فلسطين".

وأشار بشور، إلى أن "الإيجابية الأبرز لما يجري في فلسطين هو ردود الفعل على المستويات الدولية، وخصوصاً في المجتمع الأمريكي نفسه، حيث تشهد مواقع الإعلام البديل اعتراضات واسعة على الممارسة الصهيونية وصلت إلى الشباب اليهودي أنفسهم"، على حد تعبيره.

وفي العاصمة البريطانية لندن، أكد الكاتب والمحلل السياسي البريطاني راف سانتشيز "أن محتجين فلسطينيين من كل الأعمار يتطلعون للعودة إلى أرض أجدادهم. وأطلقوا على احتجاجات اليوم اسم (يوم الإطارات)، وكدسوا إطارات السيارات قرب الحدود مع إسرائيل لإحراقها".

ويقول المحتجون، بحسب تقرير لسانتشيز في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، اليوم الجمعة: "إن أعمدة الدخان التي تتصاعد من الإطارات المحترقة تحجبهم عن أعين القناصة الإسرائيليين".

ويضيف الكاتب: "إن عددا قليلا من الشباب كانوا يحملون فؤوسا، يقولون إنها من أجل اختراق السياج الذي وضعه الإسرائيليون لمحاصرة غزة".

وأكد الإعلامي البريطاني، في تقريره الذي نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية"، أنه "لم يشاهد أي دليل على وجود أسلحة نارية أو زجاجات حارقة".

ويذكر سانتشيز أن الجيش الإسرائيلي قال إنه سيستعمل الرصاص الحي ضد "المحرضين" على العنف خلال المظاهرات، وضد من يقترب من السياج.

وينقل الكاتب عن مدير إسرائيل وفلسطين في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، عمر شاكر، قوله: "إن هذه المعايير غير مقبولة في القانون الدولي، الذي يمنع استعمال الاسلحة الفتاكة إلا أمام خطر قاتل وشيك".

ويضيف شاكر: "إن كبار ضباط الجيش الإسرائيليين يواصلون إصدار أوامر للجنود بإطلاق النار على المحرضين وعلى من يقتربون من السياج حتى وإن كانوا لا يشكلون خطرا، وهو خرق للقانون قد يعرضهم للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية".

ويصف الكاتب دور "حماس في هذه الاحتجاجات بأنه غامض، فمسيرة العودة الكبرى، كما أُطلق عليها، بادر بها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا إلى مسيرة سلمية حاشدة نحو الحدود".

ولكنه يقول: "إن حماس تكون قد ساهمت في التنظيم لأن 5 من القتلى ينتمون إلى ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام"، على حد تعبيره.

يذكر أن مجموعة من المنظمات التضامنية البريطانية الكبيرة قررت تنظيم سلسلة من الفعاليات والحراكات الشعبية احتجاجا على جرائم القتل التي قامت بها دولة الاحتلال الاسرائيلي يوم الجمعة الماضية بحق المدنيين في غزة، وكذلك دعماً لمسيرة العودة الكبرى ودعماً لحق الفلسطينيين بالعودة.

وتستعد حملة التضامن البريطانية والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وحملة اوقفوا الحرب ومنظمة اصدقاء الاقصى، والرابطة الاسلامية في بريطانيا ومؤسسة الشباب الفلسطيني "اوليف" وبدعم من العديد من المنظمات والمجموعات التضامنية الأخرى، تنظيم مظاهرة كبرى غدا السبت أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن ستكون فاتحة للعديد من الفعاليات من الان وحتى الذكرى السبعينية للنكبة منتصف أيار/مايو القادم، ستكون فاتحة للعديد من الفعاليات من الان وحتى الذكرى السبعينية للنكبة منتصف أيار (مايو) المقبل.

جدير بالذكر ان عددا من المدن البريطانية شهدت احتجاجات متفرقة بعد الاعتداءات الإسرائيلية والقتل الذي مارسه الجيش الاسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين في ذكرى يوم الارض في الجمعة الماضية.

واندلعت مواجهات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، إثر صلاة الجمعة اليوم، حيث تجمع مئات الفلسطينيين في يوم آخر من الاحتجاجات.

واستشهد 22 فلسطينيا وأُصيب مئات آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في تجمع مماثل يوم الجمعة الماضي.

ويطالب المحتجون بالسماح بعودة اللاجئين إلى أراضي أسلافهم في ما أصبح الآن تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة العودة ذروتها في 15 أيار (مايو) المقبل في ذكرى 70 للنكبة.

وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ انطلاق مسيرة العودة يوم الجمعة الماضي قرب الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948، إلى 22 شهيدا وحوالي 1500 جريحا، وذلك إحياءً للذكرى السنوية الـ 42 لـ "يوم الأرض".

مواضيع ذات صلة
محللون: جولة "حماس" الخارجية تهدف إلى ترسيخ مكانتها إقليميا ودوليا
اعتبر محللون سياسيون، اليوم السبت، أن جولة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخارجية، والتي بدأها رئيسها اسماعيل هنية، بزيارة تركيا ...
2019-12-21 18:32:33
الاحتلال يعزز تواجده العسكري وحصاره لـ "قباطية"
عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها العسكري لبلدة "قباطية" قضاء جنين (شمال القدس المحتلة)، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وذك...
2016-02-23 12:04:51
مراقبون: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هدفه افشال مسيرة "العودة الكبرى"
حذرت شخصيات فلسطينية، من محاولات الاحتلال الإسرائيلي افشال مسيرة "العودة الكبرى"، المقرر  في الـ 30 من الشهر الجاري، على طول ...
2018-03-18 09:53:06