قيادي في حركة "النهضة" التونسية: متمسكون بالاستقرار الحكومي والتوافق والحوار

جددت حركة "النهضة" التونسية تمسكها بمطلب الاستقرار الحكومي في مواجهة مطالب التغيير الشامل لحكومة يوسف الشاهد، كما أكدت تمسكها بالتوافق والحوار سبيلا لحل أي خلافات سياسية أو تنموية.

وأكد المتحدث باسم حركة "النهضة" عماد الخميري في حديث مع "قدس برس"، أن "النهضة متمسكة بإنجاح الانتقال الديمقراطي، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي".

وقال: "البلاد حققت إنجازات سياسية مهمة يعود الفضل فيها إلى الطبقة السياسية وقواها الكبرى، والنهضة كانت جزءا أساسيا من هذا النجاح. لكن النجاح السياسي لم يوازيه نجاح اقتصادي".

وأرجع الخميري "فشل الحكومات المتعاقبة في إحداث التنمية الاقتصادية المطلوبة، إلى صعوبة الانتقال الديمقراطي وتكلفته من جهة، وإلى تردد القوى السياسية الفاعلة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة".

وأكد المتحدث باسم حركة "النضهة" أن "الاتحاد العام التونسي للشغل، منظمة عتيدة لعبت دورا وطنيا في مختلف المحطات السياسية التي عرفتها تونس منذ أيام الحركة الوطنية إلى ما بعد الثورة".

وقال: "نحن نتحاور باستمرار مع الاتحاد ونسعى لتوسيع دائرة الحوار بين المنظمات الاجتماعية والأحزاب السياسية، لمواجهة سياسة التداين وبناء اقتصاد وطني حقيقي من خلال تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي".

ودعا الخميري القوى السياسية والاجتماعية إلى الدخول في حوار اجتماعي وطني لبناء استراتيجية وطنية لمواجهة الصعوبات الاقتصادية".

وحول العلاقة مع "نداء تونس"، قال الخميري: "نحن أقمنا شراكة سياسية مع عدد من الأحزاب السياسية في مقدمتها نداء تونس وعدد من المنظمات الاجتماعية، ونحن مستمرون في الحوار مع هؤلاء جميعا، وحتى لما توقفت وثيقة قرطاج 2 طالبنا باستئناف الحوار باعتباره الحل الوحيد لأزماتنا".

وبالنسبة للموقف من مطلب التغيير الشامل للحكومة، قال الخميري: "كنا واضحين تماما منذ البداية، وقلنا بأن التغيير المستمر للحكومات ليس هو الحل، والحكومات التي تتغير كل عام لا يمكنها أن تنفذ أي إصلاحات، وهذا جعلنا أقرب إلى فكرة الاستقرار الحكومي والتوافق والحوار"، على حد تعبيره.

وكان حزب "حراك تونس الإرادة" (معارض) قد حمّل ما أسماها بـ "حكومات توافق النداء والنهضة والشركات الحزبية المعاضدة لهما" تبعات فشل سياساتها التي قال إنّها "تؤزّم الحياة السياسية وتزجّ بتونس كل يوم في نفق الاقتراض المفرط مهدّدة توازناتها المالية وسيادية قراراتها وتعرّض استقرار الشعب الاجتماعي لآثارها الكارثية".

وعبّر الحزب الذي يتزعمه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، في بيان نشرته صحيفة "الشارع المغاربي" التونسية اليوم، عن مساندته للمنظمات الاجتماعية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل في مقاومة ما اعتبره "مخططات ضرب مكاسب شرائح العمال والفلاحين وصغار الموظفين"، داعيا إلى "وضع حد لجريمة تأبيد مأساة المعطلين عن العمل دون اغفال معارك المردودية والإنتاجية".

واتّهم منظومة الحكم الحالية بـ "نذر نفسها لتطبيق تعاليم إملاءات صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي"، موضحا أنّ "اتفاقية الأليكا الجاري التفاوض حولها تطرح تونس كمجرّد بوليس لمراقبة الهجرة وأنها ستضر بقطاعات سيادية أهمها الفلاحة".

وحث على "ضرورة توحيد العائلة الديمقراطية الاجتماعية دون شروط مسبقة انتصارا للخيار الديمقراطي الاجتماعي السيادي المقاوم لسياسات الاذلال الوطني والاجتماعي العولمية"، معربا عن رفضه "كل مخطط يروم الزج بتونس في صراع المحاور الإقليمية المرتبطة بأجندات عولمية معادية للشعوب وحقها في تقرير المصير الوطني المواطني"، وفق البيان.

ويدور جدل في تونس منذ عدة أشهر حول مطلب لتغيير الحكومة، وهناك خلاف بين الشركاء السياسيين والاجتماعيين ما إذا كان هذا التغيير شاملا أو جزئيا.

ويترأس يوسف الشاهد الحكومة التونسية منذ آب (أغسطس) 2016.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي دعا الباجي قائد السبسي الأطراف الموقعة على "وثيقة قرطاج لتحديد أولويات حكومة الوحدة الوطنية"، في تموز (يوليو) 2016، إلى الاجتماع للتداول في أوضاع البلاد.

وفي آذار (مارس) الماضي، شكّل الموقعون على الوثيقة لجنة خبراء لصياغة وثيقة جديدة، تتكون من 18 عضوا، تحدد أولويات جديدة اقتصادية واجتماعية.

وتم الاتفاق، خلال أعمال لجنة الخبراء، على 63 نقطة في "وثيقة قرطاج 2" تتعلق بالبرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للفترة المقبلة، وتعذر الوصول إلى اتفاق حول مصير حكومة الشاهد.

ويشارك في صياغة "وثيقة قرطاج 2" حزب حركة "نداء تونس"، وحركة "النهضة" و"الاتحاد الوطني الحر" وحزب "المبادرة الوطنية" و"المسار الديمقراطي الاجتماعي".

كما تشارك أربع منظمات، وهي: الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (الأعراف)، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (اتحاد المزارعين)، والاتحاد الوطني للمرأة التونسية.

مواضيع ذات صلة
زعيم حركة "النهضة" التونسية يؤدي زيارة رسمية إلى فرنسا
يقوم زعيم حركة "النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي بزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، تلبية لدعوة رسمية. وقد إستضافت رئيسة...
2016-06-22 09:12:17
حركة "النهضة" التونسية ترشح عبد الفتاح مورو لانتخابات الرئاسة
قرر مجلس شورى حركة "النهضة" التونسية، بالإجماع على ترشيح عبد الفتاح مورو، للانتخابات الرئاسية المقررة منتصف أيلول/سبتمبر المقبل. ...
2019-08-07 05:52:18
حركة "النهضة" التونسية تعلن تقدمها في نتائج فرز أصوات الانتخابات التشريعية
أعلنت "حركة النهضة" التونسية، مساء اليوم الأحد، تقدمها في نتائج فرز الأصوات بالانتخابات التشريعية التي جرت اليوم، وفقا للمعطيات ال...
2019-10-06 19:38:25