تعليق الاعتراف الفلسطيني بـ "إسرائيل".. شكوك لا تبدّدها "اللجنة الوطنية العليا"

يثير محللون سياسيون شكوكا حول رغبة السلطة الفلسطينية في تنفيذ قرارات المجلس المركزي بشأن قطع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وقدرتها على ذلك؛ لا سيما أن الحديث يدور حول قرارات سبق لهذا المجلس أن اتخذها في دورات سابقة.
 
وعلى الرغم من التئام "اللجنة الوطنية العليا" برئاسة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، لبحث آليات تنفيذ قرارات الدورة الثلاثين للمجلس المركزي؛ إلا أن محلّلين اعتبروا الأمر تجاوزا وتهميشا لدور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تعد القيادة اليومية للمجلس الوطني والمركزي.
 
وأعلن المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الثلاثين تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة، كما أقرّ التحلّل من كافة الالتزامات الفلسطينية بموجب الاتفاقيات المشتركة بين السلطة وتل أبيب.
 
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "النجاح الوطنية" عبد الستار قاسم، أن رئيس السلطة محمود عباس "غير معني ولا قادر" على تطبيق قرارات المجلس المركزي، والتي سبق له وأن رفضها.
 
وقال قاسم في حديث لـ "قدس برس"، "كان الأولى بالمجلس المركزي أن يحاسب عباس ويقيله من اللجنة التنفيذية على عدم تنفيذ قراراته السابقة؛ ذلك أن المجلس المركزي  له صلاحيات أعلى من صلاحيات رئيس منظمة التحرير".
 
واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، أن الإشكالية القائمة اليوم تكمن في أن "رئيس السلطة لا يمكنه و لا يرغب في تغيير المشهد؛ كونه ربط نفسه بالعجلة السياسية الإسرائيلية والأمريكية، ولا يستطيع الخروج عن هذه العجلة إلا إذا فك الحبال التي تحيط به".
 
وأشار إلى انعدام ثقة الشعب الفلسطيني في قدرة السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية للمنظمة على القيام بما يصب في صالحه (الشعب).
 
وحول تشكيل رئيس السلطة لـ "اللجنة الوطنية العليا" برئاسته وعضوية أفراد من تنفيذية المنظمة واللجنة المركزية لحركة "فتح"، إلى جانب شخصيات مستقلة، رأى عبد الستار قاسم أنها "كبقية اللجان التي تشكل دون أن تعمل"، وهو ما اتفق معه المحلل هاني المصري، الذي شبّه الأمر بـ "الدولمة".
 
وأشار المصري الذي يدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات"، إلى أن إحالة قرارات "المركزي" إلى لجان سياسية لتنفيذها ثم إعادتها للمجلس مرة أخرى، يعبّر عن توجّه يعكس عدم وجود نية لتنفيذ هذه القرارات.
 
وأضاف في مقال له "بدلًا من مصارحة أعضاء المجلس المركزي والشعب بالأسباب التي تحول دون ذلك (تنفيذ القرارات)، وضرورة تغييرها أو كيفية توفير القدرة لتنفيذها، يتم الاستمرار في هذه الدوامة من الإحالات التي لا تنتهي".
 
ورأى المحلل الفلسطيني، أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ صاحبة أعلى سلطة، أصبحت "لجنة استشارية"، مدلّلا على ذلك بغياب رئيسها (محمود عباس) عن حضور معظم اجتماعاتها؛ ما يعني فقدان هه الاجتماعات لسلطتها التقريرية وتحولّها إلى جلسات استشارية تنقل التوصيات لرئيسها ليُقرّ تنفيذ ما يراه مناسبا.
 
وأضاف "المهم ما يقرّره الرئيس وليس ما تقرّره المؤسسة؛ فإذا أراد الرئيس حل المجلس التشريعي يُحل، وإذا أراد رفع الإجراءات عن قطاع غزة تُرفع، وإذا أراد فرض المزيد تُفرض".
 
بدوره، ردّ المحلل السياسي هاني حبيب، سبّب عدم تمكّن السلطة الفلسطينية من تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس المركزي، إلى "موازين القوة الحالية" وتأزم الوضع الداخلي.
 
وأوضح حبيب في حديث لـ "قدس برس"، قائلا "السلطة لن تنفذ هذه القرارات لأنها لن تستطيع مواجهة تبعاتها؛ فالوضع المتأزم في الساحة الفلسطينية داخليا لا يُمكّنها من الوقوف في وجه أي قوة إذا ما نفذت القرارات، فضلا عن تهتك الوضع الداخلي لمنظمة التحرير خاصة بعد غياب فصائل فلسطينية مؤثرة عن اجتماعات المجلسين؛ الوطني والمركزي، بالإضافة إلى غياب الإسناد العربي وموجة التطبيع الأخيرة، والتراجع عن المبادرة العربية".
 
وأشار إلى أن قرارات "المركزي" لم تشكل ازعاجاً للاحتلال ولا للإدارة الأمريكية؛ حيث سبق أن تم اتخاذها (باستثناء تعليق الاعتراف بإسرائيل)، و"حتى تطبيقها لن يغير في ميزان القوة لا السياسي ولا الأمني؛ باعتبار أن السلطة باتت "ذات طبيعة وهمية" ولا تؤثر على المشهد السياسي في المنطقة، وإنهائها لن يغير في الواقع شيئا؛ فهي ليست لاعبا أساسيا على الأرض"، على حد تقديره.
مواضيع ذات صلة
غزة.. تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمواجهة صفقة القرن
شُكلت اليوم الأحد في قطاع غزة "اللجنة الوطنية العليا لمواجهة صفقة القرن" والتي تضم في عضويتها كافة القوى السياسية والوطنية والشعبي...
2020-02-02 12:46:37
"المجلس المركزي الفلسطيني" يقرر تعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني
قرر المجلس المركزي الفلسطيني، في البيان الختامي لدورته الـ28، تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعليق الاعتراف بإس...
2018-01-16 04:39:19
شكوك حول تغذية الأسير علان قسرا في "برزيلاي"
شكّك المعتصمون الذين يخوضون إضرابا تضامنيا مع الأسير الفلسطيني محمد علان، في احتمالية إقدام الأطباء الإسرائيليين على تغذية الأسير ...
2015-08-16 18:22:52