"الملوخية".. رمزية فلسطينية يتمسك بها اللاجئون في سوريا

تكتسي أسواق مخيمات اللجوء الفلسطينية في سورية، باللون الأخضر في موسم "تخزين الملوخية"، فلا تلبث حتى تشاهد أكوام العيدان المنزوعة الأوراق على عتبات المنازل، بينما يستعجل البعض طبخها شوقًا، فتلاحقك رائحتها الزاكية في الأزقة والحارات.

بين شهري أيار وحزيران، تبدأ السيدات الفلسطينيات في سورية بالحديث عن الملوخية، وعن الكمية التي تنوي كل واحدة منهن تموينها، بما يتناسب مع عدد أفراد العائلة. 

"ورقة ناعمة وكبيرة"، هي ما تفضله السيدات الفلسطينيات، ومنهن من تميز بين القطفة الأولى والثانية من شكل الأوراق.

تشتري السيدة سعاد الأمين من مخيم حماة، قرابة الـ50 كيلو من الملوخية لعائلتها المكونة من 5 أفراد، مبينة: "هي كمية قليلة، بالمقارنة لما كان يشتريه والدي قبل زواجي".

وتشير في حديثها لـ"قدس برس"، إلى أن الأوضاع الاقتصادية تلعب دورًا في قدرة الناس على شراء كميات أكبر أو أقل بحسب كل عائلة.

وتذكر "سعاد"، أن والدها كان يشتري حوالي الـ200 كيلوا من الملوخية، وكيف كانت والدتها ترسلها لتدعو الجارات لمساعدتها في "التقطيف"؛ (عملية نزع الأوراق عن العيدان).

وتتابع: "لقد كانت لحظات تقطيف الملوخية مع الجيران ممتعة حقًا، كنا نستمتع بقصص الكبار وحكايتهم، وكانت البناية كلها في حالة استنفار، فما إن ينتهي بيت حتى يأتي دور الآخر".

وتضيف: "ما أشبه الأمس باليوم، وأنا أرى متعة بناتي عند تقطيف الملوخية، وخاصة عندما تاتي جارتي  لمساعدتي، ولا أتخيل أن يمضي علينا شهر دون أن نطبخها (الملوخية) مرة أو مرتين".

وأردفت: "نحن الفلسطينيون نطبخها بطريقتين، إما ناعمة، وتؤكل مع الأرز، وإما ورق وهي ما أفضله، ولا غنى عن الليمون أبدًا".

وتتابع: "اليوم تباع الملوخية مقطوفة وجاهزة، ولكني أفضلها مع عيدانها، فجلسات تقطيف الملوخية مع الجارات لها حميمية خاصة، لا أريد أن أحرم نفسي منها".

وتعتبر الملوخية من أهم الأكلات الفلسطينية في الداخل والشتات، ويستحيل ألا تجد لها مكانًا على موائد الفلسطينيين، وهي بالأصل نبات مصري أصيل، حيث أن أول من زرعها على ضفاف النيل هم القدماء المصريون، وهذا ما أكدته البرديات الفرعونية القديمة.

ويرجع أصل تسمية هذا النبات إلى عصر الدولة الفاطمية، إذ تقول الروايات أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، قد منع تناول أو بيع هذا النبات بالنسبة لعامة الشعب لأسباب غير معروفة، واقتصر تناولها على الملوك فقط، ولذلك سميت بالملوكية، ثم تحور اسمها في العصر الحديث إلى الملوخية.

وبين الفلسطيني كهوية والملوخية كتراث أصيل، قدر من الانسجام، ففي عصرنا الحالي يخوض الفلسطينيون حربًا من نوع آخر مع العدو الصهيوني؛ إذ لا يفوت الاحتلال مناسبة لسرقة التراث الفلسطيني ونسبه إليه، سرقة لم تسلم منها أطباق الفلسطينيين وأكلاتهم الشهيرة والمتجذرة في وجدانهم تاريخيًا وعاطفيًا.

مواضيع ذات صلة
قرية فلسطينية رمزية مناهضة للاستيطان في "معاليه أدوميم"
شيّد نشطاء من المقاومة الشعبية الفلسطينية، صباح اليوم الجمعة، قرية رمزية داخل مستوطنة “معاليه أدوميم” اليهودية المقامة على أراضي ا...
2017-01-20 09:51:49
محدث - قرية فلسطينية رمزية مناهضة للاستيطان في "معاليه أدوميم"
قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، فعالية احتجاجية سلمية لنشطاء "المقاومة الشعبية" داخل مستوطنة “معاليه أدوميم” ...
2017-01-20 10:29:06
اللاجئون في الفلسطينيون في شمال سوريا يشتكون من تجاهل الهيئات الإغاثية لهم
يعتزم اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي "دير بلوط" و "المحمدية"  شمالي سوريا، تشكيل لجنة من أهالي المخيم، للمطالبة بحقوقهم أ...
2022-03-24 14:53:32