الأسير العارضة تذوّق "الصبر" بعد 22 عاما.. ماذا يأكل الأسرى في سجون الاحتلال؟

كشف الموقف الذي عاشه الأسير "محمد عارضة"، أحد الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، بعد تمكنه من انتزاع حريته عبر"نفق الحرية" في سجن جلبوع، والمتمثل بتذوقه خلال رحلة مطاردته فاكهة الصبر لأول مرة منذ 22 عاما، حجم المعاناة والحرمان الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتتعمد مصلحة سجون الاحتلال، حرمان الأسرى من أنواع معينة من الأطعمة والفواكه بشكل كامل، أو بشكل متقطع  كأحد أشكال المساومة واستهداف الحالة المعنوية لديهم.

أصناف محدودة

وأكد الأسير المحرر والمتابع للشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، خلال حديثه إلى "قدس برس"، أن مصلحة السجون تتعمد الإبقاء على حالة الحرمان لدى الأسرى، وإشعارهم بالنقص من خلال تقديم  طعام بجودة أقل.   

وقال مناع: "حتى لو قدمت الفواكه للأسرى، فإنها تكون بجودة متدنية، وتقدم بكميات قليلة جدا".

وتابع: "علاوة على ما تقدمه مصلحة السجون من أطعمة وفواكه وخضروات شحيحة وقليلة جدا، فإن هناك فواكه وخضار موسمية مثل التوت الأرضي والفول الأخضر، يضطر الأسير إلى شرائها بأسعار مرتفعة جدا؛ ما يحرم عددا كبيرا منها".

وكشف مناع، عن أن بعض الأسرى تمر عليه سنوات، دون أن يتناول بعض الفواكه والخضار، مثل الجوافة أو اللوز الأخضر أو الملوخية الخضراء، أو البطيخ والمانجا، والتي يندر أن يسمح بدخولها السجن".

وذكر مناع بعض الأصناف الأخرى التي لم تدخل السجن إطلاقا، كالصبر والتين والأناناس والشمام، والتي يحرم  منها الأسير طوال فترة اعتقاله، مثلما حصل مع الأسير محمد العارضة.

ولفت مناع الانتباه إلى أن مصلحة السجون تمنع إدخال أصناف كثيرة من الطعام والشراب والفواكه والخضار تحت ذريعة المحافظة على صحة الأسرى، مؤكدا أن "الأهداف الكامنة وراء ذلك تتمثل بالإبقاء على حالة النقص والحرمان لديهم".

أداة ابتزاز

وأشار مناع، إلى أن منع دخول بعض الفواكه والخضار للسجن يعود لأحد سببين، أولهما: "الإبقاء على الحالة المطلوبة القائمة على تنغيص حياة الأسير وسلب راحته، وجعله يعيش الحرمان".

وتابع: "السبب الآخر هو ابتزاز الأسرى والضغط عليهم، وفرض معادلة الهدوء في السجون مقابل قليل من المأكولات التي تعتبر حلم من وجهة نظر من أمضى عدة سنوات في السجون".

رمزية كبيرة

وكتب الأسير المحرر عبد السلام عواد والذي لم يمض على خروجه من السجن إلا أسابيع قليلة: "قد يستغرب البعض من حجم فرحة محمد العارضة لدى تذوق فاكهة الصبر بعد 22 عاما من الأسر، وهذا الأمر رغم بساطته إلا أن له رمزية كبيرة في حياة الأسير".

وأوضح: "إنّ الأسرى والذين كنت معهم قبل أيام، محرومون من الفاكهة الموسمية؛ فبعض الأسرى مضى عليه قرابة 18 عاما لم يتذوق البطيخ أو العنب او الرمان أو التين أوالصبر، عدا عن الحرمان من أشياء أخرى كثيرة".

وبحسب معلومات مركز الأسرى للدراسات، فإن "مصلحة السجون تقدم  للأسرى كمية قليلة جدا من الأطعمة".

وتتسبب طبيعة الأطعمة المقدمة للأسرى في كثير من الأحيان، "بإصابة بعضهم بمضاعفات صحية، وصولا إلى أمراض مزمنة وخطيرة تبقى تلاحق الأسرى، حتى بعد الإفراج عنهم"، وفقًا لتقارير حقوقية.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4 آلاف و650، بينهم 40 أسيرة، ونحو 200 قاصر، إضافة إلى 520 أسيرا إداريا (من دون تهمة أو محاكمة)، وذلك حتى 6 سبتمبر الجاري، وفق بيان لـ"نادي الأسير".
مواضيع ذات صلة
الأسير محمد العارضة يعلق إضرابه بعد تحسين بعض متطلباته الحياتية
علّق الأسير محمد العارضة، اليوم الخميس، إضرابه عن الطعام الذي استمر لمدة يومين، وذلك بعد تحسين بعض متطلباته الحياتية في زنازين "عس...
2021-10-07 15:11:29
"هيئة الأسرى": الأسير العارضة يواجه إجراءات تعسفية في عزل "إيشل"
قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" التابعة للسلطة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إن الأسير محمد العارضة يشتكي من تشديد الإجراءات عليه ...
2022-06-21 10:36:42
"جنرالة الصبر".. ربع قرن من عمرها قضتها متنقلة بين السجون
"جنرالة الصبر".. هكذا يطلقون عليها في الداخل الفلسطيني المحتل، لا تكلّ ولا تملّ، قضت ما يزيد عن الـ 25 عامًا من حياتها متنقلة بين ...
2016-04-17 06:03:49