التويجري يدعو إلى العالم لتعزيز قيم التعايش ونبذ الصراع

أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، أنه "في خضم أمواج الفتن والقلاقل التي تعم عالمنا اليوم، وفي غمرة الأزمات والحروب الإقليمية الناشبة في مناطق شتى، والتي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين، وفي ظل أجواء التوتر وضعف اليقين التي تسود العلاقات الدولية، يكون الجنوح إلى السلم، واللياذ بالحكمة في التصرف وفي التعامل مع المتغيرات الجارية، وإيثار قيم التعاون والتعايش والتفاهم والوئام بديلا عن نوازع الصراع والصدام ونزغات الكراهية والعداوة، مسؤولية َ حكماء العالم وعقلائه، ورسالة َ دعاة السلام وبناة الحضارة الإنسانية الجديدة، وواجبـًا أخلاقيـًا في المقام الأول، وضرورة حياتية تفرضها طبيعة المرحلة الحرجة التي تمرّ بها الأسرة الدولية، والتي تؤثر سلبـًا في استقرار أوضاع العالم، وتضرّ بمصالح الأمم والشعوب، وتعيق مسيرة التنمية والتقدم، مما يزيد في البؤس الذي يعاني منه الملايين من البشر حرمتهم الحروب والنزاعات والأزمات الحادّة من نعمة الحياة الحرة الكريمة في ظل الأمن والسلام".
ورأى التويجري في دراسة جديدة صدرت له أخيرا في كتاب بالعربية والإنجليزية والفرنسية، بعنوان "تحالف الحضارات وبناء نظام عالمي جديد"، أنه "إذا كان النظام العالمي الحالي لا يلبي حاجات الشعوب للأمن بمفهومه العميق، وللسلام بمدلوله الشامل، ولا يفي بمتطلبات التعايش الحضاري الإنساني على قاعدة الاحترام المتبادل والتسابق في الخيرات، حسب المفهوم القرآني، فإن من الأسباب الموضوعية في قصور هذا النظام في تحقيق الأهداف الإنسانية، وفشله في ضبط العلاقات الدولية على إيقاع تبادل المصالح التي تلبي احتياجات الشعوب إلى التنمية والازدهار، وتطلعاته نحو إقرار أسس السلام العادل الذي يدرأ عن الإنسان المخاطر، ويخرجه من ظلمات الصراع بكل أشكاله، إلى أنوار الوفاق بكل تجلياته، عدم إرساء قواعد ثابتة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، انطلاقـًا من المبادئ الإنسانية المستقرة، وصدورًا عن القيم الروحية والثقافية والحضارية التي تنبثق من الرسالات السماوية الهادية إلى سبل الخير والحق والفضيلة والسلام".
وحول الموقف الدولي الحالي قال التويجري: "إذا كان المجتمع الدولي قد اختار حوار الثقافات وتحالف الحضارات منهجين حكيمين لتعزيز التعاون الإنساني الدولي، في قرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن تفاقم الأزمات الإقليمية والدولية على شتى المستويات، وتصاعد موجات العنصرية والكراهية والإسلاموفوبيا، وارتفاع مستويات الإرهاب والجريمة المنظمة التي تهدد أمن الأفراد والجماعات واستقرار المجتمعات، تحت دعاوى متعددة بعضُها يستند إلى أصول دينية، كل ذلك تسبَّب في تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى نشر ثقافة السلام وقيم الوئام والحوار الذي يجمع بين الشعوب، ويقرب بين الثقافات، ويشجع على التحالف بين الحضارات. وهو الأمر الذي إذا ما استمر على ما هو عليه، أدى إلى نشوب مزيد من الأزمات ذات النوازع المتعددة والدوافع المتنوعة والأهداف المختلفة، التي تـَتـَعَارَضُ جملة ً وتفصيلا ً مع طموحات الشعوب، والتي تـَتـَنـَاقـَضُ كليًا مع مبادئ القانون الدولي".
وانتهى التويجري إلى "أن السبيل إلى بناء عالم جديد للأجيال القادمة، هو تعزيز القيم المشتركة التي تتمثل في القوانين الدولية، وفي القيم والمبادئ السمحة التي جاءت بها الأديان، وتلك التي صاغها المفكرون الأحرار والفلاسفة العظام والعلماء المنصفون عبر المسيرة الإنسانية، وقال: "إن الرأي عندي الذي يتعزَّز به اقتناعي، هو أن هذه القيم والمبادىء هي الأسس القوية لبناء المستقبل الآمن المزدهر المشرق للإنسانية في ظل نظام عالمي جديد ترفرف فوقه رايات السلام"، على حد تعبيره.

 

مواضيع ذات صلة
التويجري يدعو إلى العالم لتعزيز قيم التعايش ونبذ الصراع
أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، أنه "في خضم أمواج الفت...
2015-07-29 11:11:51
السيسي يدعو الفلسطينيين إلى "قبول التعايش مع إسرائيل"
حثّ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الفلسطينيين على "الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وإضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع م...
2017-09-20 07:23:44
التويجري: العالم يحتاج لثقافة الاحترام للتنوع الديني
أكد المدير العام لـ "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو" الدكتور عبد العزيز التويجري، أن العالم اليوم يحتاج إلى ...
2015-09-18 11:03:07