مصر: "الجماعة الإسلامية" تتهم السلطات بقتل قائدها
اتهمت "الجماعة الإسلامية" بمصر، السلطات المصرية بقتل قائدها ورئيس مجلس شورى الجماعة عصام درباله، محملةً الجهات السياسية والأمنية المسؤولية الكاملة عن وفاته اليوم الأحد (9|8)، في سجن "العقرب" حيث كان يقبع، وذلك من خلال منع العلاج عنه وممارسة الإهمال الطبي المتعمّد بحقه، الأمر الذي أدى إلى دخوله في غيبوبة كاملة ما أفضى إلى وفاته.
وكان دربالة يقبع سجيناً في معتقل "العقرب" بمنطقة طرة في القاهرة منذ أيار (مايو) الماضي، على خلفية اتهامه بـ "الانضمام إلى تحالف دعم الشرعية" المحظورة أنشطته بأمر قضائي، وكذلك لقيامه بتأليف كتاب استنكر خلاله قتل الشرطة للمتظاهرين.
وحمّلت الجماعة في بيان صدر عنها، الجهات السياسية والأمنية المسؤولية عن وفاة دربالة، الذي وصفته بأنه "قتل متعمد"، قائلة "إن إدارة السجن منعت الدواء والرعاية الصحية على مدار الأشهر الماضية وبعدما تعسفت ورفضت كل محاولات نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وأضافت في بيانها، أنها "تحمل الجهات السياسية والأمنية المسئولية الكاملة عن استشهاده والذي يعد قتلاً متعمداً بعدما منعت عنه إدارة السجن الدواء والرعاية الصحية على مدار الأشهر الماضية وبعدما تعسفت ورفضت كل محاولات نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج رغم سوء حالته وتدهورها يوماً بعد يوم".
وشدّدت على "أن دماء دربالة ودماء كل شهيد سقط في معركة الحرية سوف تلاحق الجلادين والقتلة أينما حلوا وأينما ارتحلوا".
وقالت إن "الجماعة الإسلامية إذ تقدم شهيد تلو الآخر من خيرة قادتها وأبنائها فإنها تؤكد أنها لن تتراجع عن المضي قدما في السعي لتحرير كامل الإرادة الشعبية واسترداد حرية الوطن وكرامته رغم سياسات الدولة القمعية".
وفي السياق ذاته، أكد مصدر مقرب من "الجماعة الإسلامية" أنه من المقرر تشييع جنازة دربالة مساء اليوم الأحد، من "مسجد الرحمن" في حي أبو هلال جنوب محافظة المنيا، وأن يشارك في تشييع الجثمان أسامة حافظ القائم بأعمال مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعدد من قيادات وعناصر الجماعة بالمحافظة.
من جانبها، شدّدت سلطات الأمن المصرية في محافظة المنيا، من إجراءاتها تحسباً لاندلاع مظاهرات محتملة خلال تشييع الجنازة.
وفي سياق متصل، نعى القيادي في "الجماعة الإسلامية" طارق الزمر، رئيس مجلس شورى الجماعة، قائلاً "دربالة لقى ربه شهيداً في سجن العقرب بعد المنع المتعمد للدواء عنه إضافة إلى تعرضه للتعذيب البدني والنفسي طيلة الفترة الماضية، وذلك بعد اعتقاله في منتصف شهر مايو الماضي واستمر تجديد حبسه دون مبرر قانوني وبرغم تدهور حالته الصحية حتي أن أخر تجديد كان بالأمس رغم أنه كان يحتضر داخل سراي النيابة".
وطالب رئيس حزب "البناء والتنمية" المنبثق عن الجماعة الاسلامية، الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل لإجراء تحقيق سريع في وفاة دربالة وغيره من الحالات المشابهة التي اعتبرها "قتلاً مع سبق الإصرار واغتيالاً واضحاً يستوجب ملاحقة المسؤولين عنه جنائياً ".
وأدان "الانتهاكات البشعة في السجون المصرية ومقار الاحتجاز المختلفة والتي يتحمل مسؤوليتها النظام الحاكم الذي أصبح يمارس القتل بكل صوره وأشكاله"، محمّلاً "المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان" مسؤولية استمرار الانتهاكات وحالات القتل المنهج في السجون المصرية، نظراً لـ "تقاعس المجلس عن أداء دوره وإصدار البيانات المزيفة التي لا تعبر عن الحالة المزرية التي وصلت إليها السجون المصرية"، على حد تعبيره.