تقرير: لا ثمن سياسي تقدمه "حماس" لانفتاحها على أوروبا

دعا مركز بحثي، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أخذ العبرة من تجربة حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في الانفتاح على أوروبا، وما ترتب على ذلك من "دفع أثمان سياسية ووطنية باهظة"، مجددا دعوته إلى "عدم التسرع في التعاطي مع الانفتاح الأوروبي"، على حد تعبيره.

وأوصى مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات في تقرير له تلقّت "قدس برس" نسخة عنه، اليوم الثلاثاء (8|9)، بـ "عدم المبالغة في الاعتماد على العلاقة مع أوروبا لإنجاز أي من الحقوق الفلسطينية، نظرا للانحياز الأوروبي التاريخي لإسرائيل"، مشددا على ضرورة إشراك القوى الوطنية الفلسطينية، لا سيما فصائل المقاومة، في الحوارات الدائرة بين حركة "حماس" ومسؤولين أوروبيين، مع اعتماد مبدأ الشفافية والوضوح، خصوصا إذا ما تطورت الاتصالات إلى مفاوضات، وفق المركز.

ودعا التقرير، إلى ضرورة إبرام اتفاق بشأن التهدئة في غزة في إطار توافق وطني، وخصوصا من قبل فصائل المقاومة في القطاع غزة، على ألا يرتبط ذلك بتقديم المقاومة لأثمان سياسية، في ضوء رفض أي محاولات لفصل القطاع عن الضفة الغربية، وفي ضوء حماية برنامج المقاومة والمحافظة على دعم حاضنتها الشعبية.

وشدّد المركز ومقرّه في بيروت، على ضرورة أن لا يشكل هذا المسار - حتى وإن كان جادا وفعالا - بديلا عن مسار المصالحة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية بما فيها منظمة التحرير، على أسس من الشراكة والتكامل، حسب توصيات التقرير.

وأشار إلى أن "الحرص على مصالح وأمن إسرائيل هو المحدد الأساسي لسلوك وسياسات الدول الأوروبية تجاه القوى الفلسطينية المختلفة، ومنها حركة حماس"، مؤكدا أن الرغبة الأوروبية في الوصول إلى حلول للقضية الفلسطينية على المدى البعيد، وحل مشكلات قطاع غزة المتفاقمة على المدى القريب يأتي في هذا السياق.

ونوّه "الزيتونة" في تقريره، إلى أنه بعد اشتداد الحصار على قطاع غزة وضعف أداء السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير، وتقصيرهما في القيام بمسؤولياتها تجاه القطاع، قامت حركة "حماس" ببذل كل جهد ممكن لفك الحصار والتخفيف عن الشعب الفلسطيني هناك، معتبرا أن الحوار مع الأوروبيين هو محاولة في هذا الاتجاه.

ورجّح التقرير، أن يكون السيناريو الأقرب للتحقيق من خلال الاتصالات الأوروبية مع "حماس" هو السعي نحو تثبيت التهدئة مقابل إعمار القطاع وتنميته، مستبعدا بذلك أن تقدم "حماس" أي أثمان سياسية لاتصالاتها مع الأوروبيين، "وهي التي تسعى لأن يكون أي اتفاق محتمل ضمن التوافق الوطني، والحفاظ على المقاومة وحاضنتها الشعبية، ورفض فصل القطاع عن الضفة الغربية"، حسب ما جاء في التقرير.

وعلى الرغم من تباعد وجهات نظر الأوروبيين و"حماس" من التواصل بينهما، فإن التقرير يرى أن العلاقة التي تربط "حماس" بأوروبا "قابلة للاستمرار والتطور"، وذلك نظرا لـ "قوة الحركة ودورها الفاعل في الحالة الفلسطينية، سواء في قطاع غزة الذي تسيطر عليه بشكل كامل أم في الضفة الغربية التي - وفقا للعديد من المؤشرات - تحظى فيها الحركة بشعبية كبيرة، أم في أوساط فلسطينيي الشتات الذين أهملتهم منظمة التحرير الفلسطينية بشكل كبير بعد قيام السلطة في الداخل، كما أن وصول مشروع التسوية وفق صيغة أوسلو إلى نهاياته وفشله في تقديم حلّ قابل للحياة للقضية الفلسطينية وما ترتب عليه من تراجع للقوى السياسية الراعية له وبالذات حركة "فتح"، يجعل الأوروبيين حريصين على التعرف على المرشح لوراثة المشروع السياسي الفلسطيني ومحاولة التأثير فيه؛ خصوصا وأن هذا التراجع يتزامن مع التغيير في الإقليم وانهيار عدد من الدول الرئيسية فيه، وزيادة حضور الحركات الإسلامية بتوجهاتها المختلفة، مما يجعل من بناء علاقة مع حماس كحركة إسلامية معتدلة فكريا أمرا مهما، وفقا لتقرير "الزيتونة".

مواضيع ذات صلة
أبو ليلى: ما تقدمه الأنروا للاجئين حق وليس منّة من أحد
قال قيس عبد الكريم (أبوليلى) نائب الأمين العام لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن أي تقليص من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ...
2015-08-11 12:34:42
أحمد بحر: أي مساعدات إنسانية لغزة لن يكون مقابلها أي ثمن سياسي
شدد أحمد بحر؛ النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، على أن أي مساعدات إنسانية للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "لن ت...
2018-07-07 10:49:01
رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يحرّض على المسلمين في أوروبا
حرّض حاخام يهودي بارز، دول أوروبا، بضرورة الرقابة على المساجد والسيطرة عليها. جاء ذلك في بيان أصدره، رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروب...
2020-11-05 10:28:03