أمين عام "هيئة علماء المسلمين": ما يجري في "الفلوجة" معركة ثأر طائفية مدعومة أمريكيًا

وصف الأمين العام لـ "هيئة علماء المسلمين" الدكتور مثنى الضاري؛ ما يجري في مدينة "الفلوجة" بأنه "معركة ثأر طائفية مدعومة أمريكيًا بسبب ما تحمله المدينة من رمزية".

وأكد الضاري في تصريحات له اليوم الأحد نشرتها صحيفة "الشروق" الجزائرية؛ "أن الفلوجة مستهدفة لذاتها بهذا العدوان الذي يُراد به الانتقام من المدينة وأهلها وتاريخها، وليس مثلما يُشاع أنه تحرير من قبضة الإرهاب".

وأضاف: "إن حكومة الاحتلال السادسة في العراق تسعى إلى تحقيق أهداف إيرانية تطال المنطقة كلها وليس الفلوجة والعراق فحسب".

وأشار الضاري إلى "أن للعدوان على مدينة الفلوجة هدفين أحدهما قريب يتمثل بالثأر  منها، والآخر بعيد المدى في محاولة لاستئصال حالة المقاومة في العراق، دعمًا للمشروع الأمريكي الإيراني في المنطقة".

وأكد أن "ما جرى ويجري في المدينة يرتقي إلى جرائم حرب، لاسيما وأن القصف بالأسلحة الثقيلة التي تطال المدنيين ومستشفى المدينة ومراكزها الصحية؛ أضحى سلوكًا متبعًا ومنهجيًا للقوات الحكومية والميليشيات المصاحبة لها منذ مدة طويلة، فضلاً عن جرائم القتل والتعذيب الفظيعة التي طالت قرابة الألف من رجال الصقلاوية شمال المدينة، وإعدام عددٍ من شباب مدينة الكرمة القريبة منها".

وبشأن مسؤولية الجرائم والانتهاكات الطائفية التي يشهدها العراق؛ قال الضاري: "إن السيستاني هو المسؤول الأول عما يجري من جرائم الحشد؛ بسبب فتواه المشهورة بالجهاد الكفائي، التي على أساسها تم تشكيل الحشد الشعبي".

وأكد "أن المرحلة تشهد حالة من التوافق الأمريكي الإيراني بشأن مصير العراق يهدف إلى تحقيق مصالحهما فقط، وهو ما لا يتوافق مع المصالح العراقية والعربية ومصالح المنطقة"، على حد تعبيره.

وكانت "مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة"، قد أشارت في بيان لها أول أمس الجمعة، ردا على بيان الحكومة العراقية حول بدء عودة الأسر إلى الفلوجة بحلول آب (أغسطس) الجاري، إلى أن مستوى الدمار سيصعب من عودة السكان في الأمد القصير، وأن العبوات الناسفة ستمثل خطرا عليهم.

وشددت المفوضية على أن عملية العودة يجب أن يتم التخطيط لها بعناية وتنفذ على أساس المبادئ الإنسانية الدولية المتمثلة بالعودة الطوعية وغير التمييزية والآمنة والمستدامة.

وقالت المفوضية: "إنه على الرغم من تفهمها رغبة الأسر بالعودة في أقرب وقت ممكن، ومعاناة العديد منهم من ظروف قاسية في مخيمات النازحين، إلا أنه من الأهمية بمكان ضمان تهيئة الظروف للعودة الآمنة والمستدامة".

وأوضحت أنه كما حدث في الرمادي كان لابد من تطهير الفلوجة من المتفجرات، مشيرة إلى أنه بالنسبة للرمادي، عاد الكثير من الأشخاص قبل تهيئة الظروف، مما أدى إلى سقوط العديد ضحايا للعبوات الناسفة.

وأكد البيان على أهمية أن يكون للأسر النازحة الخيار في العودة وعدم إجبارهم على اتخاذ قرار.

وقالت المفوضية: "نحن ندرك أن محافظة الأنبار دعت الموظفين في مجال التعليم إلى استئناف العمل اعتبارا من 12 تموز (يوليو) الجاري أو التخلي عن رواتبهم. وتشعر المفوضية بالقلق حيال إجبار الأشخاص على العودة قبل شعورهم بالأمن في عودتهم وأسرهم إلى ديارهم."

كما أعربت المفوضية عن قلقها إزاء سلامة المتطوعين الذين أعلنت السلطات عن حاجتها لهم للمشاركة في تنظيف المدينة، نظرا لخطر المتفجرات في المناطق التي تمت استعادتها والتي لم يتم تطهيرها بشكل كامل.

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد أعلن نهاية حزيران (يونيو) الماضي، عن استعادة القوات العراقية السيطرة بشكل كامل على مدينة "الفلوجة"، بعد نحو شهر من عملية عسكرية اشتركت فيها بالاضافة للقوات العسكرية والأمنية العراقية قوات "الحشد الشعبي"، التي أسست بفتوى من المرجع الديني الشيعي العراقي علي السيستاني.

وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن نحو "1800 متشدد على الأقل قتلوا في عملية استعادة السيطرة على الفلوجة".

مواضيع ذات صلة
أمين عام "هيئة علماء المسلمين" يناشد دول الخليج التحرك للدفاع عن سُنّة العراق
أكد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري، أن "معركة مدينة الفلوجة أدارتها طهران التي حددت للحكومة ...
2016-06-27 08:30:08
العراق.. "هيئة علماء المسلمين" تتحدث عن حرب إبادة في معركة الموصل
أكدت "هيئة علماء المسلمين" في العراق؛ أن القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والقوات الحكومية؛ مس...
2017-04-18 12:10:26
العراق.. مخاوف من تنفيذ ثارات طائفية في معركة الموصل
رأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي هارون محمد "أن الميليشيات الطائفية التي تشارك في معارك تحرير الموصل، متورطة في ارتكاب انتهاكات ...
2016-11-13 13:38:08