"صناعة الشموع" في الخليل.. مهارة وإبداع رغم غياب الإمكانيات

بجهودهم الذاتية وطموحاتهم الكبيرة، يعيد ستة شبان من مدينة دورا جنوبي الخليل (جنوب القدس المحتلة)، تشكيل الشمع في أول مشروع من نوعه بالضفة الغربية المحتلة، على أمل أن تكبر الفكرة بعد أن ترجموها للواقع في مشروعهم الخاص.

يقوم مشروع صناعة الشمع، والذي لم يتجاوز عمره العامين، على إذابة الشمع وإضافة الألوان حسب الطلب، وإعادة تشكيلها في قوالب ومناظر جميلة، إضافة للرسوم والصور، والنحت بأشكال مختلفة.

وينشغل القائمون على المشروع اليوم في تلبية طلبات الزبائن من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، بعد أن شرعوا مؤخرًا في ابتكار طرق لتزيين الحفلات والأفراح بالشموع، وإعداد بطاقات الدعوة للحفلات بالشمع، الأمر الذي لاقى إعجابًا وتشجيعًا لتطوير الأفكار الإبداعية لدى هؤلاء الشبان.

منال مسالمة (صاحبة فكرة المشروع)، أوضحت أن البداية كانت رغبة مجموعة شبابية مكونة من أربعة شبان وأربع فتيات في عمل مشروع يُدر الدخل عليهم، وبينهم طلبة جامعة وموظفين، ومنهم من سبق لها العمل في هذا المجال، وأبرزهم منال صاحبة الخبرة في هذا المجال منذ ثمانية أعوام.

وتقول مسالمة في حديثها عن المشروع لـ"قدس برس"، إن خمسة من العاملين متفرغين اليوم للعمل في أقسام الطباعة والحفر والأشغال اليدوية، والمبيعات والتسويق، وفقًا لما يناسب العاملين عدا عن  شبان يعلمون في أوقات فراغهم على دعم المشروع.

ويضطر القائمون على المشروع، وفقًا لمسالمة، للاستعانة بوسائل بدائية في صناعة وتجهيز الشموع لعدم توفر الإمكانيات لشراء معدات وأجهزة حديثة، حتى أن المواد المستخدمة في صناعة الشمع وخاصة الصبغات غير متوفرة في الضفة الغربية، ويلجأون لشرائها من محال إسرائيلية  بأسعار باهظة.

وتشير إلى أن مهارة الإبداع والفن متوفرة لدى الشبان العاملين في المشروع، الذي يقوم على العمل الجماعي والتعاون والموهبة، "لكن المشكلة الحقيقة تتمثل في عدم توفر الدعم، والإمكانيات المتواضعة التي لا تتلائم مع إمكانية التسويق مستقبلًا للمنتجات كونها حديثة".

ويطمح الشاب، سائد دراويش، "أحد القائمين على مشروع صناعة الشمع) في تطور فكرتهم من مشروع بدائي شبابي إلى مشروع يلاقي رعاية من جهات رسمية أو أهلية، تستثمر إبداعات ومهارات الشبان عبر توفير الإمكانيات، والمعدات اللازمة لتطوير عملهم.

ويبدي دراويش في حديث لـ "قدس برس" استعداده، وفريق العمل المشارك في المشروع لتدريب الشبان والفتيات على صناعة الشمع واستقطابهم للعمل في المشروع، "إذا ما توفرت الإمكانيات والمعدات اللازمة لهذا المشروع الواعد، والذي يلقى نجاحًا رغم تواضع الإمكانيات".

ويتطرق الدراويش إلى نجاح القائمين على المشروع في تطوير أداء عملهم من عمل بدائي بحت إلى الاستعانة بأدوات حديثة مما يتوفر لديهم، الأمر الذي ساعد في تحسين جودة منتج الشمع، وأصبح أكثر متانة وبأشكال متعددة متحولًا إلى تحف فنية.

ويعلق هؤلاء الشبان آمالًا منذ بداية فكرة المشروع لتطويره وصولًا إلى إقامة مصنع لإعادة تدوير وصناعة الشمع بأشكال مختلفة، يستقطب شبانًا عاطلين عن العمل، وينتظرون لأجل ذلك الدعم المناسب من الجهات الرسمية.

ــــــــــــــ

من يوسف فقيه

تحرير محمود قديح

مواضيع ذات صلة
رغم فارق الإمكانيات.. أجهزة أمن غزة تواصل تفوقها على الاحتلال في "حرب الأدمغة"
  تدور حرب واسعة و"خفية" بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة، ومخابرات الاحتلال، التي تحاول باستمرار المساس بالفلسطينيين بشتى ا...
2020-07-03 12:14:09
غياب موقف فلسطيني وعربي إزاء إغلاق الأقصى
أثار غياب الموقف الشعبي والرسمي على المستوى الفلسطيني والعربي إزاء إغلاق المسجد الأقصى منذ الـ 24 من شهر آب (أغسطس) الماضي، حفيظة ...
2015-09-04 10:12:00
محلل سياسي ليبي يقلل من أهمية غياب رئيسي البرلمان والمؤتمر عن "اتفاق الصخيرات"
قلل المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش من أهمية رفض رئيسي "المؤتمر" و"البرلمان" التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي اليوم الخميس بمن...
2015-12-17 11:43:27