السودان.. مخاوف من فشل دعوات الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة

حذّر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين، من أن مظاهر الاحتجاج الشعبي التي بدأت في العاصمة الخرطوم ضد ارتفاع الأسعار، قابلة للتصاعد في ظل حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها البلاد.

واعتبر زين العابدين في حديث خاص مع "قدس برس"، أن "مظاهر الاحتجاج الشعبي التي بدأت بالقطاع الطلابي وبشكل محدود هذه الأيام من الممكن أن تتصاعد مع بداية تنفيذ قرارات رفع أسعار عدد من المواد الأساسية، مع انتهاء السلع القديمة الموجودة في الأسواق".

وأشار زين العابدين، إلى أن مظاهر الاحتجاج يمكنها أن تستفيد من دعم بعض القوى السياسية المعارضة، والتي لم تنضم لمسيرة الحوار الوطني حتى الآن.

وأضاف: "كل المؤشرات السياسية والاقتصادية في السودان، تشير إلى أن رهانات استئناف الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة التي لم تحضر التوقيع على وثيقة الحوار الوطني في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، مازالت قائمة على الرغم من أن الحكومة السودانية تؤكد أن الحوار قد انتهى".

وأكد زين العابدين، أن الحكومة السودانية كانت قد وقعت على مبادرة الاتحاد الافريقي، تلزمها بالحوار مع الحركات المسلحة في أديس أبابا، وعدم ذهابها لذلك قد يجعلها في حرج مع الشركاء الدوليين"، على حد تعبيره.

وكانت مجموعة من الأحزاب والكيانات السياسية والحركات الثورية ومنظمات المجتمع المدني في السودان قد أصدرت بيانا يتعلق بالوضع السياسي الحالي سمُوه (بيان الانتفاضة).

ودعا الموقعون على البيان، الشعب السوداني للخروج للشارع في انتفاضة سلمية تنتهي بإسقاط النظام، مؤكدين أن العصيان المدني أصبح الخيار الوحيد الأقلّ خسارة للحفاظ على ما تبقّى من الوطن.

وكانت الحكومة السودانية قد أقرت مطلع الشهر الجاري، رفع اسعار المحروقات والكهرباء والأدوية ضمن حزمة إجراءات اقتصادية جديدة.

كما أجازت الحكومة منع استيراد عدد من السلع، والسماح للشركات بتصدير الذهب لترجع عائدات الصادر بنسبة 100% لصالح بنك السودان المركزي.

وكان النظام السوداني وأنصاره قد احتفلوا في 10 تشرين أول (أكتوبر) الماضي، بالانتهاء من أعمال الحوار الوطني بالرغم من مقاطعة قوى المعارضة الكبرى، وفي مقدمتها حزب الأمة، والحزب الشيوعي، والحركة الشعبية قطاع الشمال، وحركتي "العدل والمساواة" وحركة تحرير السودان.

وشارك في الحوار الوطني، 74 حزباً و34 حركة مسلحة، بجانب عدد كبير من الشخصيات القومية.

وانطلق الحوار في يوم 27 كانون ثاني (يناير) من العام 2014 بما سُمّي بـ "خطاب الوثبة" الشهير للرئيس البشير.

وفي 10 تشرين أول (أكتوبر) من العام الماضي 2015، انعقدت الجمعية العمومية للحوار الوطني، وفي اليوم التالي باشرت اللجان الست أعمالها فأقرت منهج العمل داخلها.

مواضيع ذات صلة
السودان.. جهود إفريقية لاستئناف المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في المنطقتين ودارفور
أعلن مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، استئناف جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية شمال والحركات المسلحة بدارف...
2017-04-07 14:00:14
السودان.. الحوار الوطني يقترب من نهاياته دون مشاركة قادة الحركات المسلحة
أعلنت السلطات السودانية أنها بصدد إكمال الاستعدادات النهائية لعقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني في السودان المزمع إجراؤها ف...
2016-10-02 13:11:40
السودان.. الحكومة تبدأ بتسريح آخر دفعة من مقاتلي الحركات المسلحة بغرب ووسط دارفور
تبدأ "مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج" اليوم الأحد، في تسريح آخر دفعة من مسرحي الحركات المسلحة بولايتي غرب دارفور ووسط دار...
2018-06-03 11:09:53