معارض جزائري يشكك في قدرة نظام بلاده على لعب دور إقليمي

قلل العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من قدرة النظام الجزائري على لعب دور الوسيط لا في الأزمة الليبية، ولا بين الدول المصدرة للنفط، أو بين السعودية وإيران.

وأرجع زيتوت في حديث مع "قدس برس"، السبب في عدم قدرة النظام الجزائري على لعب دور إقليمي، إلى ما وصفه بـ "حالة الضعف السياسي والاقتصادي" التي يعيشها.

وقال زيتوت: "النظام الجزائري يعيش هذه الآونة ظروفا صعبة للغاية، فهو ضعيف اقتصاديا بسبب تراجع أسعار النفط، وهو ضعيف سياسيا بسبب الحالة الصحية المتردية لرئيسه الحالي، مما أعاد صراع الأجنحة إلى الواجهة، وقد انعكس ذلك سلبا على آدائه الإقليمي والدولي، ولم يعد له أي دور فعال، حتى مالي استلمتها فرنسا".

وأشار زيتوت، إلى أن "الحديث عن وساطة النظام الجزائري بين الفرقاء الليبيين، ليس له أي معنى جدّي، بسبب موقف النظام الجزائري المعارض للثورات العربية أولا، ثم للعلاقة التي تربطه بأنصار نظام القذافي، ثم لأنه لا يملك المبادرة القادرة على إحراز أي تأثير على الوضع في ليبيا".

وأضاف: "طبيعة النظام الحاكم في الجزائر اليوم، هي طبيعة انقلابية، وقد كان داعما لنظام القذافي في مواجهة الثورة التي أطاحت به، وهو الآن يسعى لإعادة نظام القذافي بدون هذا الأخير".

ولفت زيتوت الانتباه، إلى أن "النظام الجزائري، يرى أن بامكانه أن يستخدم بعض الاسلاميين ضد بعض من أجل ضربهم جميعا، كما فعل بالاسلاميين الجزائريين قبلهم، وذلك على خلاف النظام المصري والإماراتي، الرافض للتعاطي مع أي من الحركات الإسلامية.

وأضاف: "الأمريكيون يبدو أنهم أقرب إلى الطرح الجزائري منه إلى الطرح المصري في الملف الليبي".

وأكد زيتوت، أن "النظام الجزائري يهرب من مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الداخلية الآخذة في التصاعد، ومحاولة التغطية على عجزه بإظهار أنه يلعب دورا إقليميا، سواء في ليبيا أو بين الدول المنتجة للنفط، أو حتى بالحديث عن وساطة بين السعودية وإيران، وهي كلها مجرد بالونات إعلامية لا آفاق لها على الأرض".

وحذّر زيتوت من "أن الجزائر، إذا استمر الحال على ما هو عليه، مقبلة ليس على موجة ربيع عربي ثانية كما توقع ذلك مركز أمريكي، وإنما على انفجار اجتماعي كبير".

وقال: "التردي الاقتصادي المتواصل في البلاد، والمتمثل في إغلاق العديد من الشركات، وعجز كثير منها عن دفع رواتب موظفيها، من شأنه توسيع طبقة العاطلين عن العمل، وإضافة أعباء جديدة على كاهل الطبقات الضعيفة".

ورأى زيتوت، أن "خطورة الانفجار الاجتماعي المتوقع، تكمن في غياب القيادات السياسية والنفابية لهذا التحرك، بسبب الخيار الأمني المتبع مع كل نفس تحرري معارض للنظام"، على حد تعبيره.

ومنذ عدة أسابيع، أطلقت الجزائر تحركا ديبلوماسيا باتجاه عدد من دول الخليج العربي، من بينها السعودية والإمارات وقطر، كما استضافت الجزائر العاصمة عددا من القيادات السياسية الليبية، منهم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ورئيس البرلمان عقيلة صالح.

ونُقل عن مسؤولين جزائريين، أنهم مع دعم خيار الحل السياسي في ليبيا، وأنهم يتواصلون مع الجهات المعنية من أجل دعم هذا الخيار.

مواضيع ذات صلة
ديبلوماسي عراقي سابق يشكك في قدرة السعودية على مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده
وصف ممثل العراق السابق لدى الأم المتحدة، الدبلوماسي صلاح عمر العلي، التعاطي السعودي مع الوضع في العراق بأنه "سطحي ولم يصل إلى تقدي...
2017-10-23 14:18:51
معارض جزائري يتحدث عن دور عسكري فرنسي في بلاده
حذّر العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أن الجزائر التي قال بأنها لعبت دورا ط...
2015-10-23 13:50:11
معارض جزائري يشكك في جدوى الانتخابات التشريعية في ظل النظام الحالي
شكّك العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أهمية الرهان على الانتخابات التشريعية...
2017-02-03 15:36:20