تنسيق أمني سوداني ـ أوروبي لمكافحة "الإرهاب" والهجرة غير الشرعية

مسؤول أمني سابق: نمتلك رؤية واضحة إزاء القضية الفلسطينية

تشرع الحكومة السودانية غداً الأربعاء في تنفيذ استراتيجية قامت بوضعها بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوربي ودولة إيطاليا لمكافحة الارهاب وعمليات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية عبر ما يعرف بالهيئة السودانية لمكافحة الإرهاب.

وذكرت صحيفة "الصيحة" السودانية التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن كلاً من السودان ودولة إيطاليا وبعثة الاتحاد الأوربي سوف يقومون بتنفيذ ورشة غداً وبعد غدٍ بالخرطوم للوقوف على آليات تنفيذ استراتيجية مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والحد من عمليات الاتجار بالبشر باعتبار السودان دولة معبر وإسهام بعثة الاتحاد الاوربي ودولة إيطاليا في الأمر.

وأضاف المصدر: "تناقش الورشة مجموعة من أوراق العمل، وكذا سبل تدريب للمؤسسات والكوادر السودانية في البرامج المطروحة بمشاركة من وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وعدد من منظمات المجتمع المدني".

ونوه المصدر إلى أن الورشة تعتبر البرنامج الأول من نوعها من حيث استصحاب نماذج عملية تجمع السودان ببلدان الاتحاد الاوربي في مكافحة الإرهاب، ما يدعم برنامج الدولة وعلاقات السودان الخارجية.

ورأى الأمين العام لمستشارية الأمن القومي السابق في السودان، حسب الله عمر في حديث مع "قدس برس"، أن المشكلة الأمنية في المنطقة أعمق من الحرب على الإرهاب والاتجار بالبشر، لأنها تتصل بقضايا التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف: "هذه المشاكل لا يمكن تحميل المسؤولية فيها للاستعمار الأوروبي ولا إلى الأنظمة الدكتاتورية ولا إلى التخلف، وهي كلها أمور مؤثرة بالتأكيد".

وأكد حسب الله أن "السودان يدرك كل هذه التعقيدات، ولن يكون حارسا للأمن الأوروبي أو الغربي وغيرها، لكنه مستعد للقيام بدوره في معالجة هذه الملفات على أن يتحمل الآخرون مسؤولياتهم".

وقال: "علاج الهجرة غير الشرعية والإرهاب يتم من خلال مخاطبة المشاكل من جذورها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

وانتقد حسب الله بشدة الحديث المتزايد عن أن السودان أمسى موطنا لقواعد استخباراتية دولية مثل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأفريكوم وغيرها.

وقال: "السودان حتى وقت قريب كان مُحاربا من هذه المنظمات كلها، فكيف يتحول بين عشية وضحاها إلى موطن لها. السودان مدرك لموقعه الجغرافي ولارتباطاته العربية والإفريقية، وخصوصا مع التيارات الإسلامية في المنطقة، وهو ليس في موضع عرض هذه العلاقات للبيع، هذا فضلا عن أن أجهزة الاستخبارات لم تعد تحتاج للمواقع الجغرافية للعمل منها".

وأضاف: "السودانيون يستطيعون التعاون مع أي جهة دون أن يكون أي إخلال في طبيعة التعايش، فنحن ندرك أننا مختلفون معهم في كثير من القضايا، لكننا نعلم أن العالم يسعنا ويسعهم بالتأكيد".

وعن الأنباء التي تحدثت عن أن السودان ربما يكون قد قطع علاقات في تطبيع علاقاته مع إسرائيل، وأنه ينال مقابل ذلك رفعا متسارعا للعقوبات الدولية ضده، قال المسؤول الأمني السوداني السابق: "السودانيون متحررون من عقدة التطبيع مع إسرائيل، ولا أحد يستطيع إرهابهم بذلك. السودانيون يمتلكون رؤية واضحة تجاه فلسطين، وعلاقاتهم مع القادة الفلسطينيين واضحة ومعلومة، وإسرائيل واقع موجود لا يمكن تجاهله، لكن السودان لم يطبع علاقاته معه".

وأضاف: "نحن لدينا رؤية للقضية الفلسطينية، ونعتبر أن دورنا ثانوي نوعا ما، لكننا نعمل للإسهام في تصويب الخلل بالنسبة للقضية الفلسطينية، وعندما نقيم علاقات مع إسرائيل مفيدة لمصالحنا ومنها القضية الفلسطينية فلن نخجل من إعلان ذلك".

وأشار حسب الله إلى أن الغطاء الذي تقدمه الولايات المتحدة والغرب للوضع الشائك في العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو المسؤول في جزء منه عن تفشي عدم الاستقرار والإرهاب.

وأضاف: "المسلمون في أكثر من قضية وعلى رأسها فلسطين، يتعرضون لظلم كبير، ما لم تتم مخاطبة هذه القضايا من جذورها، ستظل التيارات الإسلامية من الشباب يفرزون أشكالا من عدم الأمن والاستقرار، بعضها يسمونها مقاومة ويسميها غيرهم إرهابا"، على حد تعبيره.

مواضيع ذات صلة
مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية على رأس اجتماعات الحوار السوداني ـ البريطاني
تنطلق في العاصمة السودانية الخرطوم غدا الأربعاء، اجتماعات الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين السودان وبريطانيا في ظل بداي...
2017-03-28 13:36:49
"إنتربول" تدعو إلى تكثيف الجهود لمكافحة الهجرة غير الشرعية
دعت منظمة الشرطة الدولية "انتربول" اليوم (الخميس)، إلى تتبع مهربي اللاجئين حول العالم، الذين قالت إنهم يجنون ارباحا كبيرة على حساب...
2016-06-23 20:11:49
البرلمان المصري يوافق على مشروع قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية
وافق مجلس النواب المصري في جلسته اليوم الثلاثاء، من حيث المبدأ على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهر...
2016-10-04 19:27:22