خبراء عرب ينتقدون دعوة السيسي للفلسطينيين للقبول بالتعايش مع الاحتلال

المسفر: كامب ديفيد جريمة وليست نموذجا يُحتذى

انتقد أكاديميون وخبراء عرب، دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفلسطينيين في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، إلى الاستعداد لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمان وسلام، ووصفوها بأنها "خطأ سياسي واستراتيجي".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر في حديث مع "قدس برس"، دعوة السيسي للفلسطينيين للحذو حذو المصريين في علاقتهم مع إسرائيل، بأنها "جريمة لا تقل عن مستوى جريمة كامب ديفيد،  وليست نموذجا يُحتذى، حيث أنه يدعو الفلسطينيين للإنضمام إلى السلام مع الاحتلال من دون أن يحدد أي شرط لذلك، لا عن مصير القدس ولا الأسرى ولا اللاجئين ولا الاستيطان ولم يتحدث عن الحصار الذي تساهم فيه مصر ضد قطاع غزة".

وأشار المسفر إلى أن "الرئيس المصري تكلم نيابة عن الشعب الفلسطيني، من دون أن يكون مخولا للحديث عن ذلك في حديثه عن مصير القضية الفلسطينية".

وتوقع الأكاديمي القطري، أن لا يكون لدعوة السيسي "أي صدى على الأرض، ليس فقط لأن الفلسطينيين لن يقبلوها، بل لأن الاحتلال الإسرائيلي نفسه لن يعيرها أي اهتمام"، على حد تعبيره.

وفي بيروت، أكد الرئيس السابق لـ "المؤتمر القومي العربي" معن بشور في حديث مع "قدس برس"، على أن "الوحيد القادر على بحث إدارة معركته مع الاحتلال هو الشعب الفلسطيني".

وقال بشور: "الشعب الفلسطيني شعب له قضية وحقوق وأرض مغتصبة، والمشكلة ليست عند هذا الشعب، وإنما هي في الاحتلال".

وأضاف: "إذا كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يريد أن يؤكد للعالم أنه رجل سلام، وأن بلاده كذلك، فإن عليه أيضا أن يقول لهم أنه طيلة العقود الثلاثة من معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية لم يقدم الاحتلال أي تنازل للمصريين وكذلك لم يقدم للفلسطينيين أي شيء بعد نحو ربع قرن من اتفاقية السلام، ولذلك أعتقد أن الشعب الفلسطيني هو أدرى بكيفية إدارة صراعه مع الاحتلال".

وأكد بشور، أنه إذا كانت "الأنظمة العربية في مجملها تربط استقرارها واستمرارها برضاء واشنطن عليها، وأن هذا الرضاء الأمريكي مرتهن بالقبول بإسرائيل، فإن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في أغلبهم يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني".

وحول النموذج المصري للتطبيع مع الاحتلال، قال بشور: "الشعب المصري لم يقبل بالتطبيع مع الاحتلال على الرغم من الاتفاقيات المتتالية لحكوماته مع الاحتلال، فهو شعب أصيل، والرئيس المصري يعرف ذلك جيدا".

وأضاف: "هذه الدعوات ربما تكون لها اعتبارات ديبلوماسية وسياسية، لكنها لا ولن تغير من الواقع شيئا، لأن الجميع يدرك أن الأمر يتعلق بصراع وجود لا بصروع حدود، والفلسطينيون في أغلبهم حددوا طريقهم، وهو المقاومة بكافة أشكالها: الشعبية والسياسية والديبلوماسية وصولا إلى المسلحة وهي أرقى أشكال المقاومة"، على حد تعبيره.

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد حثّ الفلسطينيين على "الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وإضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمان وسلام"، على حد تعبيره.

وقال السيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني هو "الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار".

وجاء ذلك بعد يوم من لقاء السيسي برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72، تم التطرق خلاله إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والموضوع الفلسطيني.

كما وجّه السيسي أيضاً دعوة لـ "التفاف الإسرائيليين حول قيادتهم في عملية السلام المتوقفة منذ سنوات".

وأضاف "لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى، وأقول أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني".

وقال الرئيس المصري إن "إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية"، على حد تعبيره.

ويقود نظام السيسي بمصر جهودا للتوسط بين حركتي فتح وحماس لتنفيذ اتفاقات المصالحة.

وتحدثت تقارير إعلامية عن أن النظام المصري يدفع باتجاه توقيع صفقة تبادل للأسرى بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.

ويرتبط المصريون مع الاحتلال باتفاقية كامب ديفيد، وهي عبارة عن اتفاقية تم التوقيع عليها في 17 أيلول (سبتمبر) 1978 بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن بعد 12 يوما من المفاوضات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن، حيث كانت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.

ونتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية ومن جهة أخرى حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية حسب ما جاء في مبرر المنح للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وتوجد مطالب بالإفصاح عن تفاصيلها التي تبقى سرية حتى اليوم، كما أنّها لم تُعرض على البرلمان المصري.

ويرى بعض المحللين السياسيين أن معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية لم تؤدي على الإطلاق إلى تطبيع كامل في العلاقات بين مصر وإسرائيل، فكانت الاتفاقية تعبيرا غير مباشر عن استحالة فرض الإرادة على الطرف الآخر وكانت علاقات البلدين وحتي الآن تتسم بالبرودة والفتور.

مواضيع ذات صلة
​أسوأ سيناريوهات "الضم".. خبراء ومحللون لـ"قدس برس": خطوة تمهيدية للقبول بصفقة القرن
بخطى متسارعة يبدو الاحتلال الإسرائيلي بعجالة من أمره في تمرير مشاريعه على الأرض الفلسطينية، مدعوما بشكل غير مسبوق من الإدارة الامر...
2020-05-05 07:57:25
خبراء وديبلوماسيون ينتقدون توجه مصر "للتطبيع المجاني" مع الاحتلال
انتقد خبراء سياسيون ما وصفه بـ "التطبيع المجاني" المصري مع إسرائيل، في وقت يستمر فيه الاحتلال في سياساته الاجرامية بحق الشعب الفلس...
2016-07-11 10:58:56
خبراء أمميون ينتقدون الاتهام الإسرائيلي لمنظمات حقوقية فلسطينية بالإرهاب
أعربت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية، لين هاستينغز، وخبراء في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، عن قلق...
2021-10-26 15:54:31