أسباب التوتر بين "الجبهة الشعبية" و"السلطة الفلسطينية".. القصة الكاملة

شهدت الأيام الأخيرة، تحركًا سلبيًا في العلاقة بين السلطة الفلسطينية والجبهة الشعبية، خلاف قديم ليس بجديد، ليجري الحديث عن عملية طلاق بين الاثنين، جراء الخطوات التصعيدية التي تقوم بها السلطة، ما دفع الجبهة إلى اتخاذ خطوات تصعيدية.

"فتح": لا خلاف بين أهل البيت

أمين سر حركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات اكتفى بنفي الموضوع، وقال خلال اتصال هاتفي مع "قدس برس"، إنه "لا خلاف بين السلطة الفلسطينية والجبهة الشعبية".

واصفًا إيّاه، بـ "الخلاف الصغير بين أهل البيت وسيحلّ فيما بينهم".

الشعبية: السلطة تبتزنا لتقديم الولاء والطاعة لها

بدوره، أكد القيادي في الجبهة الشعبية، نضال عبد العال، في حديثه لـ "قدس برس"، وقوع توتر وخلاف بين الجبهة والسلطة الفلسطينية، قائلًا، إن "التوتر ليس بجديد، بل هو خلاف سياسي قديم منذ أوسلو، واختلاف في الرؤى والأدوار ما أدى إلى تصاعد الخلاف".

وتابع "عبد العال"، "السلطة ورئيسها قاموا منذ أكثر من عام بحرماننا من مستحقاتنا المالية، في محاولة ابتزاز الجبهة سياسيًا من أجل إخضاعنا لتقديم الولاء والطاعة لهم، والضغط علينا أمنيًا، إلا أننا نرفض ذلك فالمستحقات هي من حقنا، كوننا طرف مؤسس ولا يستطيع أحد أن يحرمنا من حقوقنا".

أسباب الخلاف: تسليم المقاومين

مؤكدًا، أن سبب ذلك، "مواقف الجبهة ورؤيتها للمسائل الوطنية، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن، وخضوعه للاحتلال الإسرائيلي، فيما نحن بحاجة إلى الوحدة المتينة، بالإضافة لرفضنا للمفاوضات مع الاحتلال وعمليات التنسيق معه، بالإضافة لاعتراضنا على الخلاف الدائر بين التيارات الوطنية والإسلامية".

وأردف: "لا نتفق مع السلطة على عدة نقاط أهمها، التنسيق الأمني، الذي هو موضوع خلاف عميق، حيث يرى الجميع فيه خطرًا وعارًا، فيما الأدوار تتشابك بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية".

واتهم عبد العال، السلطة الفلسطينية، بتسليم المقاومين للاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: "السلطة ورئيسها قالوا مرارًا إنهم قدموا خدمات أمنية للاحتلال وأشادوا بذلك على الإعلام مرات عدة، ونحن نرفض هذا التصرف منذ سنوات، ونستغرب هذا التقارب بينهم، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر دور السلطة مناطًا فقط بالتنسيق الأمني، فيما تعتبر السلطة أنها ترعى حقوق ومصالح الفلسطينيين وأمنهم".

وأردف، "رفضنا المشاركة في دورة من دورات المجلس الوطني، لعدة أسباب منها: الظروف الأمنية المريبة التي انعقدت حينها، وعدم مشاركة عدة فصائل فلسطينية كنّا نفضل حضورها ومشاركتها، كي تكون محطة استثنائية، إلا أن ذلك لم يحصل".

وأكد عبد العال: "لنا دور وحدوي معروف، ولنا علاقات مع كافة الفصائل ونقدم مبادرات ومواقفنا واضحة من قضية الانقسام وضرورة الوحدة والتواصل، كما أننا نحضر جميع الجلسات الوحدوية".

إعلان حرب

بدوره، هاجم القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذو الفقار سويرجو، قيادة السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس، بعد قرار الأخير، بقطع المخصصات المالية للجبهة الشعبية.

وقال "سويرجو"، في تصريحٍ خاص لـ "قدس برس": إن "المسلسل المستمر الذي يمارسه الرئيس عباس، ضد الجبهة الشعبية ممتد لسنوات طويلة، ولم يأت صدفة بل هو نتاج تنسيق مستمر مع أعداء الشعب الفلسطيني، لتقويض أي طرف فلسطيني معارض لسياساته، التي لم تتوقف في المراهنة على أوهام التسوية، وحصر خيارات الشعب الفلسطيني في دائرة المفاوضات".

وقال "سويرجو"، إن خط سير السلطة الفلسطينية في طريق المفاوضات التي وصفها بـ"العبثية والضارة"، كانت نكبةً على الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "على الرغم من محاولات الجبهة المستمرة لتوحيد الشعب الفلسطيني والتوافق على استراتيجية كفاحية موحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، إلا أن الرئيس عباس لا يزال يصر على محاصرة الجبهة الشعبية من خلال الابتزاز المالي، واستخدام أساليب أخرى لم يتجرأ عليها أحد قبل ذلك".

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قد اتهمت رئيس السلطة محمود عباس، بابتزازها سياسياً، عبر الاستمرار في تجميد مخصصاتها المالية بشكلٍ كامل، باعتبارها أحد الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير، لمدة تزيد عن عامين ونصف العام.

وعدّ القيادي في الجبهة الشعبية في تصريحه لـ "قدس برس" بأن: "سياسة أبو مازن بالبائسة، ولن تجدي نفعاً مع الجبهة، ولن تثنيها عن مواصلة طريقها النضالي، ولن تحيد عن البوصلة الوطنية، ولن تقف عاجزة أمام هذه الحرب المعلنة عليها"، على حد وصفه.

وختم بالقول: "ستظل الجبهة الشعبية على ثوابت الشعب الفلسطيني، وستبقى متمسكة بمنظمة التحرير ولن تتنازل عن حقوقها في المنظمة و الصندوق القومي الفلسطيني كونه ملكاً للشعب الفلسطيني وقواه الحية".

وعلمت "قدس برس" أن "المخصصات المتراكمة للجبهة الشعبية على السلطة الفلسطينية، وصلت إلى نحو مليوني دولار"، حيث أن قرار حصارها مالياً ممتد منذ سنوات نتيجة مواقفها السياسية.

دفع الثمن

إلى ذلك، رفض القيادي السابق في حركة فتح ، والدبلوماسي الفلسطيني، ربحي حلوم قرارات السلطة الفلسطينية بالتضييق على "الجبهة الشعبية"، أو أي فصيل فلسطيني مهما كانت الأسباب".

وقال في تصريحٍ خاص لـ "قدس برس"، إن "الرفاق في الجبهة الشعبية يدفعون الآن ثمن دخولهم تحت مظلة السلطة الفلسطينية المتحكمة بالقرار الفلسطيني، ومواقفهم الأخيرة، لا ترضي محمود عباس، وبالتالي، جاء القرار بقطع الأموال عنها".

وزاد بالقول: "محمود عباس لا يريد أحد في السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية يقف في وجه قراراته، والأمر برمته يعود له، بعد أن خطف القرار الفلسطيني، وخطف منظمة التحرير الفلسطيني، ويريد السيطرة على الفصائل الفلسطينية من خلال الأموال"، وفق "حلوم".

المال مقابل المواقف

بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، إن حركته ترفض "سلوك السلطة الفلسطينية في قطع مخصصات الجبهة الشعبية، واستخدام المخصصات؛ لتركيع ولي أعناق الفصائل".

وأضاف حبيب، في تصريح صحفي: "نرفض أن تستخدم هذه الوسيلة لإجبار الفصائل على مواقف سياسية، هم يرفضونها، هو ابتزاز رخيص، ومن يفعل ذلك يجب أن يُحاكم"، وفق تعبيره.

وشهدت الأعوام الأخيرة توتراً كبيراً بين الجبهة الشعبية، والسلطة الفلسطينية، وحركة فتح، بسبب اتهامات وُجهت لها بالتقارب مع حركة حماس في غزة، إلى جانب التوتر الذي تلا عملية اغتيال "عمر النايف"، أحد قادة الجبهة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا.

وتُقاطع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جلسات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأخيرة، التي جاءت بعد عقد المجلس الوطني عام 2018؛ وتقول: "إنه تمت هندستها بما يتفق مع المصالح السياسية لجزء من حركة (فتح)، وأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا أطيافه".

مواضيع ذات صلة
القصة الكاملة لـ "جريمة الجرافة" الإسرائيلية في غزة
لم يكن المشهد الوحشي للجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام جرافة عسكرية ضخمة، بجثمان شهيد، سقط جنوبي قطاع غزة، ...
2020-02-25 15:57:46
دبلوماسي حماس في سجون السعودية.. القصة الكاملة
في العام 1993م، تم تعيين أول ممثل لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السعودية، متمتعا بالصلاحيات الدبلوماسية كافة.   هكذا بدأت ق...
2020-04-04 14:43:51
مخيم اليرموك.. القصة الكاملة من التأسيس إلى التهديد بالتلاشي
قبل 63 عاما، وبقرار من الحكومة السورية، أنشئ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين عام 1957، الذي يُعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في...
2020-07-23 07:08:42