إحراق مركبة المستوطنين.. رسالة برسم الاعتراض على التنسيق الأمني مع الاحتلال
قال محللان سياسيان، إن إحراق شبان فلسطينيين سيارة مستوطنيْن دخلت مدينة رام الله، ليلة الأربعاء، يعكس رفض شباب الضفة الغربية لسياسات التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وذهب المحللان إلى أن إحراق المركبة، "رد فعل طبيعي، على اعتداءات المستوطنين المتواصلة بحق الفلسطينيين وأراضيهم ومزارعهم وممتلكاتهم، واقتحام الأماكن الدينية المقدسة".
رفض التنسيق الأمني
ورأى مسؤول دائرة العمل الجماهيري في حركة "حماس الخارج"، رأفت مرة، أن إحراق سيارة المستوطنين في مدينة رام الله، مساء الأربعاء، "استمرار للانتفاضة الشعبية الفلسطينية في وجه الإحتلال الإسرائيلي، وتكملة لجهود الشعب الفلسطيني في التصدي لقطعان المستوطنين بكافة الوسائل".
وأكد مُرّة لـ"قدس برس"، أن "العملية رد طبيعي على قتل المستوطنين للفلسطينيين، والاعتداء على المزارعين والعمال، وإحراق الأراضي الزراعية، واقتحام المقدسات في جميع الأراضي الفلسطينية".
وحيّا مُرّة، الشباب الفلسطيني الذي أقدم على إحراق سيارة المستوطنين في رام الله، واعتبر أن العملية "دليل على التزام الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال، ورفض كل أشكال التنسيق الأمني".
وأضاف: "العملية تأتي من قلب الضفة الغربية المحتلة بما تمثل من مركز وموقع، وهي تُذكِّر ببطولات كثيرة انطلقت من رام الله، خاصةً أن هذه العملية تتزامن مع ذكرى انطلاقة الإنتفاضة عام 1987.
ودعا مُرّة الشباب الفلسطيني، في كافة نقاط التماس مع الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، إلى الاستمرار في المقاومة وإسقاط التنسيق الأمني.
شباب الضفة تسكنه روح المقاومة
ورأى المحلل السياسي مصطفى الصوّاف، أن إحراق سيارة المستوطنين في رام الله، "تعبير واضح من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية على الرفض الشعبي لما تقوم به السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في التعامل مع قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد الصوّاف أن "روح المقاومة للمحتل، ورفضِ تواجده على كافة التراب الفلسطيني، تسكن شباب الضفة الغربية".
وأضاف: "الشباب الثائر المقاوم في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة يثبت دائماً محاولة فك حصار الأجهزة الأمنية المحاصرة له في العمل المقاوم، ويؤكد تمسّكه بمقاومته وثورته ضد الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين".
الضفة خزان للثورة لا ينضب
وقال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، محمد البريم، إن قيام الشبان الفلسطينيين بإحراق مركبة المغتصبين الصهاينة، يدلّل على أن الضفة الغربية ستبقى خزاناً للثورة لا ينضب، رغم كل محاولات التدجين وكي الوعي الذي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني.
وأدان في حديث لوكالة "قدس برس" قيام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، بـ"تسليم المغتصبين الصهاينة وحمايتهم من غضب الشباب الفلسطيني الثائر"، واصفاً ذلك بأنه "سقوط قيمي لهذه الأجهزة التي تعتبر وظيفتها الأساسية حماية أبناء شعبنا، وليس حماية أمن الاحتلال".
وطالب البريم السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بـ"وقف التنسيق الأمني؛ الذي أضحى سيفاً مسلطاً على رقاب أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، أنه تسلم مستوطنين تم اعتراض سيارتهما من قبل فلسطينيين، وإحراقها في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقال المتحدث باسم الجيش، إنه "بعد ورود أنباء عن دخول مواطنين إسرائيليين إلى مدينة رام الله؛ نقلتهما قوات الأمن الفلسطينية إلى قوة تابعة للجيش الإسرائيلي على حاجز الارتباط عند مدخل مدينة رام الله".
وأوضح أن مركبة للمستوطنين تقل اثنين من جماعات متطرفة تدعى "برسلاف" دخلت رام الله ووصلت إلى قلبها "دوار المنارة" وذلك قبل أن يكتشف شبان فلسطينيون هوية ركابها وأنهم من المستوطنين، حيث تمت مهاجمة المركبة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وتم إحراق المركبة بالكامل.
وبيّن أن قوة أمنية فلسطينية تمكنت من تخليص المستوطنين من أيدي المتظاهرين دون أن يمسهما أذى، وأمنت الحماية لهما وقامت بتسليمهما لجيش الاحتلال على حاجز "بيت إيل" شمالي مدينة رام الله.