خبراء: استخدام المقاومة لـ"سام 7" أربك طائرات الاحتلال وغيّر قواعد الاشتباك

أكد خبراء عسكريون وسياسيون فلسطينيون، أن "إدخال المقاومة الفلسطينية لصواريخ أرض - جو للمعركة، من شأنه تقييد حركة سلاح الجو الإسرائيلي، وتغيير المعادلة وقواعد الاشتباك، مما يؤشر إلى دخول المقاومة مرحلة جديد من صراعها مع المحتل".

وكان مقاومون فلسطينيون استخدموا في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد، صواريخ أرض جو من نوع سام 7 في التصدي للطائرات المروحية الإسرائيلية، غربي مدينة غزة، مطلقين صاروخين اتجاه الطائرات المغيرة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه "خلال تنفيذ الهجمات على قطاع غزة، تعرضت إحدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لصاروخ أرض- جو مضاد للطيران، ولم تقع إصابات ولا أضرار.

قلق إسرائيلي من تصميم المقاومة

وقال الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء متقاعد واصف عريقات، إن "قوة إسرائيل الأولى في الجو، وتستطيع السيطرة على أي معركة من خلاله بقدرة طائراتها، وعند استخدام مثل هذا السلاح (سام 7) يعني تقيد عملها، والتقليل من حرية الحركة والمناورة في قطاع غزة".

وأوضح لـ "قدس برس" أن"إدخال المقاومة الفلسطينية لهذه الصواريخ يقلق إسرائيل، لأنه يصيب الطائرات على مسافات قريبة من (3 إلى 4 كم) خاصة الطائرات المروحية والمسيرة".
وتابع: "استخدام هذه الصواريخ يعني أن هناك محاولة جادة سابقة لدى المقاومة، لامتلاك هذا السلاح لمواجهة الطائرات الإسرائيلية".

وأشار عريقات إلى أنه "على الرغم من أن "سام 7" سلاح قديم، وربما لا يؤثر على الطائرات الإسرائيلية الحديثة، ولكن الإرادة والمعنوية والتصميم الفلسطيني للحصول على أي سلاح، مهما كان متواضعا لمقاومة الاحتلال يقلق إسرائيل بشكل كبير".

وقال إن "إسرائيل تريد أن يكون التفوق لها في البر والبحر والجو، والفلسطينيون يحاولون كسر هذه المعادلة وإلغاء هذا التفوق، بسلاح خفيف يحمل على الكتف ولديه رأسا شديد الانفجار؛ لا يستطيع إلا أن يضع هذا الأمر في حساباته".

سهل الاستخدام ويدمر معنويات الطيارين

وأضاف عريقات، أن "هذه الصواريخ تربك حسابات الاحتلال وطياريه، وتؤثر على قدراتهم في إصابة الهدف وعلى مناوراتهم، وقد اعتادوا أن يسرحوا ويمرحوا فوق قطاع غزة دون رادع، فإن لم يلحق إصابات فهو يؤثر في المعنويات وفي القدرة على التركيز".

وحول إن كان استخدام "سام 7" يحتاج لتدريب كبير وحرفية عالية في ظل عدم وجود كليات حربية في غزة قال عريقات: "إن هذا السلاح سهل استخدامه على المقاومين، الذين لديهم المبادئ وقليل من الخبرة العسكرية، وهو ليس سلاحا معقدا".

وأشار إلى استخدم صاروخ "سام 7" في جنوب لبنان في ثمانييات القرن الماضي، واستطاعت هذه الأسلحة إسقاط طائرات الاحتلال، معتبرا الحصول على هذا السلاح يأتي في إطار التطور الطبيعي للمقاومة، لأن هناك إرادة للصمود والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

رسالة جديدة من المقاومة

من جهته، اعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، أن استخدام المقاومة الفلسطينية لـ "سام 7" رسالة جديدة من المقاومة لكيان الاحتلال بأنها "جاهزة لأي حماقة قد يرتكبها، وتمتلك الإرادة إلى جانب مفاجأة الاحتلال، ليس فقط من خلال "سام 7"، وإنما بأسلحة أخرى ستكشفها في الوقت الملائم"، حسب قوله.

وأضاف العجرمي لـ"قدس برس"، أن "استخدام الصاروخ حمل رسائل سياسية مفادها أن على العدو أن ينصاع للتفاهمات التي تمت، وإلا ستتحرك المقاومة ويكون من بين أهدافها إسقاط حكومته، من جهة، ومن جهة ثانية أن تفرض معادلة التحرك الجماهيري في فلسطين المحتلة عام 48 أو في الضفة الغربية".

وأكد أنه "على المستوى الدولي، فضحت هذه الصواريخ دولة الاحتلال، باستمرارها في تشديد الحصار ومنع إعادة الإعمار، وكذلك الرسالة الخاصة للتجمع الاستيطاني في فلسطين المحتلة، أن الاحتلال يترك جنوده ويهمل كل إمكانيات استعادتهم".

على أعتاب مرحلة جديدة

ووصف العجرمي ما جرى، بأنه يؤكد أن المقاومة الفلسطينية باتت على أعتاب مرحلة جديدة، تستعد فيها لما هو قادم، وكان ذلك واضحا من خلال تصريحات قادة المقاومة أو الصواريخ التجريبية أو مناورات "درع القدس" و"الركن الشديد2".

وقال، إن "المقاومة سوف تتحرك وتحدث تحركات نوعية، خاصة أن أي معارك كبرى قادمة لن تكون فقط على الجبهة الجنوبية (قطاع غزة)".

وأضاف، أن "هناك تنسيقا كبيرا وحقيقيا جادا ما بين الجبهة الجنوبية، وانتفاضة في الضفة والداخل المحتل، وتحرك الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) إلى جانب ما يمكن أن يحدثه من تحولات نوعية في حال ارتكب العدو أي حماقة ضد إيران، بما قد يحرك جبهات عديدة في مواجهة الاحتلال".

ما قبل "سيف القدس" ليس كبعدها  

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن "تهديد المقاومة لم يكن من فراغ، وأنها تمتلك ما يمكن يجعل الاحتلال يحسب لها ألف حساب".

وأكد الصواف لـ "قدس برس" أن "التصدي للطائرات بصواريخ من نوع "سام 7" حمل عدة رسائل للاحتلال وأجبر طائراته على مغادرة أجواء قطاع غزة الليلة الماضية".

وقال، إن "الاحتلال أدرك أن تهديدات المقاومة ليست من فراغ، وأن ما لديها شاهده طياروه بأم أعينهم الليلة الماضية، حينما كانت صواريخ سام 7  لهم بالمرصاد، والتي تحدث الاحتلال عنها سابقا، ولم يرها إلا الليلة الماضية حقيقة واقعة، وموجهة ضد طائراته".

وأضاف: "ربما ما حدث الليلة الماضية استعراض قوة من قبل المقاومة ورسائل أرسلت للمحتل، أن أي عدوان سيواجه بأمور لم يدركها الاحتلال، ولم يحسب لها حساب، فما كان قبل سيف القدس وخلال أيام العدوان ليس كما هو بعد سيف القدس".

وتابع أن "قواعد الاشتباك حدث فيها تغيير كبير، وشاهد الاحتلال جزءا منه الليلة الماضية، وما خفي أعظم".


واعتبر الصواف، أن "إطلاق المقاومة صواريخ تجريبية بعد منتصف الليل، في وقت لم تعتد المقاومة الإطلاق فيه، يحمل رسالة واضحة للاحتلال: إن لم تكف عن عدوانك، فالتصعيد سيكون أكبر وأصعب".

يشار إلى أن صواريخ "سام 7" المضادة للطائرات تستخدمها العديد من الدول حول العالم منذ إنتاجها في الاتحاد السوفيتي عام 1968.

ويعد اسم صواريخ "سام - 7" الأكثر انتشارا لهذه الصواريخ، التي تطلق عليها قوات "الناتو" اسم "غريل"، وتحمل اسم السوفيتي هو "ستريلا - 2" الذي تعني "السهم - 2".

وتكمن خطورتها أنها ذات تأثير مزدوج على العدو بفضل سهولة حملها على الكتف، وقدرتها على مفاجأة طائراته، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة في ثوان معدودة، دون أن يمكن لأي وسيلة استطلاع جوي رصدها مثلما يحدث مع وسائل الدفاع الجوي الضخمة.

مواضيع ذات صلة
مصادر فلسطينية: المقاومة استهدفت طائرات الاحتلال بصاروخين من طراز "سام 7"
أعلنت مصادر في المقاومة الفلسطينية، أنها استهدفت مروحيات للاحتلال الإسرائيلي أغارت، ليلة السبت/الأحد، على قطاع غزة، بصاروخين من نو...
2022-01-02 06:48:16
حماس: المقاومة أثبتت قدرتها على فرض قواعد الاشتباك ومنع تغول الاحتلال
شددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن جولة التصعيد الأخيرة "أثبتت قدرة المقاومة على فرض قواعد الاشتباك على جيش الاحتلال، ومنع...
2020-02-25 09:21:54
الرشق: المقاومة كسرت غطرسة العدوّ وغيّرت قواعد الاشتباك
أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، أن الأمّة العربية والإسلامية تمثّل العمق ا...
2019-12-14 10:25:53