"إخوان سورية": بيان مجلس الأمن "متواطئ مع نظام الأسد"

أكد القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين السوريين"، زهير سالم، أن نص البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بخصوص سورية، يعبّر عن حالة من "التواطئ الرسمي الدولي" مع نظام بشار الأسد.
وقال سالم في تصريح صحفي تلقت "قدس برس" نسخة عنه اليوم الاثنين (24|8)، "إنه لأمر إيجابي أن ينص البيان على أن (الحل السياسي) هو المخرج الوحيد للحالة السورية، والحل السياسي هو الذي يصنعه سياسيون وليس القتلة ومحترفي الإجرام؛ فكل المواطنين السوريين الواعين يريدون بصدق حلا سياسيا للخروج من المحنة التي يشهدها وطنهم ولبناء مجتمعهم ودولتهم، غير أن بشار الأسد وحده هو الذي لا يريد هذا.،وهذه هي الحقيقة الثابتة التي صرح بها منذ عام 2011 بالقول إنه ذاهب إلى معركة كسر الإرادات".
وأضاف "إنه لأمر إيجابي أيضا أن يكون شرطا مسبقا من شروط ما يسعى إليه مجلس الأمن أو بان كي مون أو مبعوثه؛ هو أن يتوقف قبل أي مفاوضات الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان، وإن كنا نتمنى أن يكون النص أكثر وضوحا فينسب الجريمة إلى صاحبها، ويطلق الحظر على استخدام سلاح الطيران ضد المدنيين وإعلان الأمان العام على الأرض السورية"، كما قال.
وأشاد القيادي في "إخوان سورية" بدعوة البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي إلى الوقف الفوري لعمليات الاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختطاف والاختفاء القسري، إلى جانب الإفراج الفوري عن المحتجزين في سجون النظام.
وأعرب سالم عن خشيته من "تناثر إيجابيات البيان الجزئية وضبابية محصلته الكلية"، قائلا "إن محصلته تسعى من موقع الغطرسة الدولية إلى قطع الطريق على الثورة السورية، والتعاون مع بشار الأسد على كسر إرادة ثواره، ومصادرة حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة وحقوق الإنسان (...)، إن هذه الحقيقة وحدها جديرة بنسف كل ما قدمناه من إيجابيات، بل إن هذه الإيجابيات عندما سيتم تجاوزها أو القفز عليها ستعني فيما تعني ما سبق أن أشرنا إليه أنه مجرد غلاف من الخداع اللفظي للإيقاع بالشعب السوري وبثورته المجيدة".
وأضاف "يتجنب البيان ذكر الطيران الحربي الذي يقتل كل يوم وسطيا مائة سوري، مراعاة لجانب مجرم الحرب أو من يمثله. وحتى عندما يذكر القصف بالقذائف والبراميل المتفجرة يتغافل بالمداهنة السياسية عن ذكر مجرمها، ودائما تبقى لغة التعميم المعتم هي سيدة الموقف، ليرتسم في نهاية المطالعة للبيان مصيرا معتما ينتظر الشعب السوري، إذا ما سار في طريق مجلس الأمن أو في طريق مبعوثه ديمستورا، الذي يريد أن يظهر دائما أنه يعمل، وأنه صاحب حلول إبداعية".
وانتقد سالم بشدة تحميل بيان مجلس الأمن مسؤولية حماية السكان للسلطات الرسمية، قائلا "ثمة عبارتان خادشتان للعقل في البيان الرئاسي لمجلس الأمن؛ الأولى تكراره للتأكيد على أن المسئولية الرئيسية عن حماية السكان تقع على عاتق السلطات السورية، فهذه المسؤولية إنما تقع على عاتق مجلس الأمن نفسه والذي يريد بهذه العبارة أن يتهرب من مسئوليته الأساسية، والعبارة الثانية تتمثل بحديث مجلس الأمن في بيانه عن المرحلة الانتقالية وكفالة استمرار المؤسسات الحكومية بالعمل؛ إذ لا أحد من السوريين ضد استمرار عمل المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمات العامة وغيرها من المؤسسات الخدمية؛ ولكن الظل المقيت للعبارة في مخيلة كل السوريين عن أجهزة هذا الشيء الذي لا يقبلون أن يسموه دولتهم أو حكومتهم هو هذا الجهاز العسكري السلطوي الذي كانت أكبر حرب خاضها في تاريخه الطويل عليهم وأكثر من قتل من أبنائهم. ثم هذا الجهاز الأمني، بل هذه الأجهزة الأمنية المتكاثرة التي لم تترك قيمة دينية أو مدنية إلا وانتهكتها؛ وعليه فإننا دائما ننادي يجب أن يوضع للغباء في الخطاب الدولي بعض الحدود"، على حد قوله.

مواضيع ذات صلة
تل أبيب تنتقد بيان مجلس الأمن بشأن الجولان
أثار بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي، الليلة الماضية، للتأكيد على بطلان الإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، غضباً...
2016-04-27 06:04:18
مشروع بيان بريطاني في مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية
قامت بريطانيا، فجر اليوم الإثنين، بتوزيع مشروع بيان على أعضاء مجلس الأمن الدولي، تدعو خلاله الأطراف المتنازعة في اليمن إلى العودة...
2016-10-10 06:54:49
مجلس الأمن يفشل في الاتفاق على بيان بشأن أعمال القتل في غزة بـ "يوم الأرض"
أخفق مجلس الأمن الدولي، في جلسته الطارئة التي عقدت فجر اليوم السبت، في إصدار بيان مشترك بشأن أعمال القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال...
2018-03-31 10:17:23